الغموض والرعب: قصة الغراب ذو العينين الحمراوين وانتقام الأرواح الشريرة
في إحدى القرى النائية حيث كانت الشمس تغرب خلف الجبال الشاهقة، كان هناك غراب غامض يجوب السماء. كان هذا الغراب مختلفًا عن أي غراب آخر، فقد كانت عيناه تلمعان بلون أحمر مخيف، وريشه الأسود يلمع كأنه مغطى بالليل نفسه. لم يكن أحد يعرف من أين أتى هذا الغراب، لكنه كان يثير الفزع في قلوب الجميع.
في ليلة مظلمة، حيث كانت الرياح تعصف والأشجار تتمايل بشكل مخيف، كانت القرية تغط في نوم عميق. فجأة، سمع صوت صرخات قادمة من منزل العائلة القديمة في أطراف القرية. هرع الجميع إلى المكان ليجدوا الشاب أحمد يقف في حالة من الذعر أمام المنزل، وعيناه تملؤهما الخوف.
"لقد رأيت الغراب!" قال أحمد بصوت متقطع. "كان يقف على نافذتي، وينظر إلي بنظراته الحمراء المخيفة. لم أستطع التحرك، كنت مشلولًا من الخوف."
اجتمع القرويون حول أحمد، وهم يتبادلون النظرات المذعورة. لم يكن هذا أول حادث يشهده أهل القرية. منذ أسابيع، كان هناك حوادث غامضة تحدث، واختفاءات غير مبررة. وكان القاسم المشترك الوحيد بينها هو ظهور الغراب الأسود قبل كل حادث.
قرر القرويون أن يستعينوا بالشيخ سالم، الحكيم العجوز الذي كان يعيش في أطراف القرية. كان الشيخ سالم معروفًا بحكمته ومعرفته الواسعة بالأمور الغامضة. عندما سمع الشيخ سالم القصة، عقد حاجبيه وقال: "هذا الغراب ليس كأي غراب عادي. إنه مسكون بروح شريرة تبحث عن الانتقام."
جمع الشيخ سالم القرويين وأخذهم إلى مكان مقدس في الغابة، حيث أشعلوا نارًا كبيرة وقاموا بتلاوة تعاويذ قديمة لطرد الأرواح الشريرة. كانت الرياح تزداد قوة، وكان صوت الغراب يملأ الأجواء.
فجأة، ظهر الغراب فوق النار، وعيناه الحمراوان تلمعان بشكل مخيف. استمر القرويون في تلاوة التعاويذ، وألقى الشيخ سالم بمواد مقدسة في النار. بدأ الغراب يصدر أصواتًا مخيفة، ومع كل تعويذة، كان يبدو أنه يفقد قوته.
في النهاية، اندلع ضوء ساطع من النار، واختفى الغراب في لمح البصر. شعر القرويون بالراحة، وعادوا إلى قريتهم وهم يشعرون بالأمان لأول مرة منذ أسابيع. شكروا الشيخ سالم على حكمته وشجاعته.
ومنذ ذلك الحين، لم يعد الغراب يظهر في القرية، وعاد السلام والهدوء إلى المكان. لكن، لم ينسَ أهل القرية أبدًا تلك الليالي المظلمة، والغراب ذو العينين الحمراوين الذي جلب الرعب إلى حياتهم.