قصص جن ام الورود القرية الملعونة الجزء الثالث.
الجزء الثالث
عندما اتصل طارق بحسن ليطمئن عليه بعد ما شهده من احداث مرعبة في منامه رد عليه حسن ، كان يبدو على حسن انه لم ينم منذ فترة كبيرة فقد كان التعب واضح على ملامحه ، ذهب طارق الى حسن ليروي له حسن ما يشعر به ، اخبر حسن طارق انه يسمع صوت طفل صغير يلهو في المنزل ، ليرد عليه طارق ويخبره بتفاصيل الكابوس المرعب الذي شهده وهو نائم ، حاول حسن جاهدا ان يخفف من هول الموقف على طارق فقال له : اهدأ يا طارق انه مجرد حلم ، فقال طارق : لا ليس مجرد حلم فالفتاة في الحلم كانت تتحدث بغرابة شديدة.
تابع طارق كلامه : الفتاة في الحلم كانت تخبرني بانه يجب ان آخذ مكان الراعي سالم وان علي قتلك ، وكيف برأيك تفسر الملابس التي كنت ارتديها عندما استيقظت من النوم ، هناك شيئ مريب و مخيف نتج عن رحلتنا الملعونة الى تلك القرية ، بعد فترة من الصمت اخذ طارق يبكي و يردد : سامحني ارجوك يا حسن انا السبب انا الذي اقنعتكم بالذهاب الى تلك القرية ، رد عليه حسن : لا وقت لهذا الكلام يا طارق وتذكر باننا جميعا ذهبنا بمحض ارادتنا ، بعدها قاطع طارق حديث حسن وقال : انتظر لحظة يا حسن اين ياسر ؟ الم يحدثك طوال اليوم؟.
قال حسن : لا لم يحدثني طوال اليوم فاذا رأيت انت احلاما مزعجة وسمعت انا صوت طفل صغير في المنزل فيا ترى ماذا حدث لياسر ؟ ، في حقيقة الامر كان ياسر في منزله ولم يحدث له اي شيء ، وبينما كان ياسر يتناول الطعام سمع هاتفه يرن ، نظر ياسر الى هاتفه واذ بالمتصل طارق ، اجاب ياسر : مرحبا يا طارق كيف حالك ؟ ، قال طارق : اين انت يا ياسر ؟ هل انت بخير ؟ ، رد عليه ياسر مستغربا : ماذا بك يا طارق هل انت بخير ؟ ، قال طارق والرعب يملأ صوته : تعالى بسرعة الى منزل حسن.
تعجب ياسر من اسلوب طارق خاصة ان طارق كان معروف انه شخص كثير المزاح ، شعر ياسر بالقلق و قرر الذهاب ليطمأن على اصدقائه ، بعدها اتجه ياسر الى منزل حسن و كان يفكر طوال الطريق ، يا ترى ماذا حدث لاصدقائي ؟ هل اصابهم مكروه ؟ ، وصل ياسر الى منزل حسن و ما زال عقله يفكر فيما سيسمعه بعد قليل ، تعجب ياسر عندما رأى حسن فقد كانت عينيه وكأنهما متعبتان جدا و كان التعب يبدو واضحا على ملامح حسن ، ايضا طارق لم يكن حاله افضل من حسن فقد كان تفكير طارق في عالم آخر لدرجة انه لم يلحظ ياسر وهو يدخل الغرفة.
قال ياسر : ماذا حدث لكما اخبراني فانا اشعر بان هناك شيء مريب قد حدث ، رد عليه طارق و قال : هل حدث لك اي شيء بعد العودة امس من قرية ام الورود ؟ ، قلا ياسر : لا ، هنا اخبر طارق ياسر بكل ما حدث له وعن الحلم ، قاطع ياسر الحديث وقال : اذا تلك الشارة التي تخص الشرطة لم تكن لسالم ، قال طارق : نعم فانا اتذكر تلك الفتاة وهي تقول لي سوف يصيبك مثلما حدث لسالم و ذلك الظابط ، كان الجميع في حالة من الذهول و بصفة خاصة ان ماحدث حدث لطارق و حسن فقط على الرغم من ان ياسر دخل ايضا الى تلك الحضيرة.
قال حسن : ماهذه الشارة التي تتحدثون عنها؟ ، رد عليه ياسر : انها شارة توضع فوق اكتاف رجال الشرطة وجدناها في ارض الحظيرة ، صمت الجميع واخذ كل منهم يفكر ماذا سيحدث وما هو التصرف الافضل في هذه الحالة ، في البداية اقترح طارق ان يأتي بشيخ ليقرأ القرآن امام الحضيرة لعل هذه اللعنة تغادرهم ، بعدها اقترح ياسر ان يُخبر هيثم لانه هو اول من ذهب الى هذا المكان وقد يملك الجواب النهائي و الحل الشافي لهذه الحالة ، اتصل ياسر بهيثم وطلب منه الحضور الى منزل حسن بسرعة ، وبينما كان الجميع منتظرا لهيثم كان التفكير هو سيد الموقف فالكل كان شارد الذهن والحيرة واضحة على الوجوه.
كان ياسر يفكر في علاقة ذلك الظابط بسالم ؟ ، وما هي علاقة سالم بنا ؟ ، وهل يا ترى روح سالم هي التي تقوم بهذه الامور ؟ ، بالتأكيد موت الراعي سالم لم يكن طبيعا ابدا هل يا ترى من قتله هم الجن؟!!! ، جميع هذه الاسئلة كانت تدور في ذهن ياسر ، وبعدها بدقائق وصل هيثم الى منزل حسن ودخل على الاصدقاء و هو يقول : اخبروني عن رحلتكم امس هل كانت طبيعية كما كنتم تتوقعون ام حدث لكم شيئ ما ؟ ، اخبر ياسر هيثم بكل ما حدث لطارق و حسن ، قال هيثم : وماذا ستفعلون الآن ؟ ، قال طارق : لا ندري و لكننا كنا ان نفكر ان نذهب الى احد الشيوخ.
اقترح حسن الذهاب لابلاغ الشرطة و لكن ياسر قال له : الشرطة لن تصدق كلامنا ولهذا اقترح الذهاب الى احد الشيوخ كما قال طارق ، قال هيثم : ان لي احد اقربائي يعمل في الهيئة ( هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ) ، وهو ملتزم وقد قرأ على الكثير من الاشخاص الذي كانوا مصابون بمس من الجن و تم شفائهم بفضل الله و بفضله ، بالتأكيد هو الشخص الذي سيتمكن من مساعدتنا و اخبارنا عما يجب القيام به للتخلص من كل هذه الاحداث المرعبة و المخيفة ، وافق الجميع على هذا الاقتراح و بعدها خرج هيثم ليذهب الى ذلك الشخص المقصود ويخبره بالقصة.
بعد انصراف هيثم طلب حسن من ياسر و طارق البقاء معه لانه لم ينم منذ ليلة البارحة و هو يشعر بخوف شديد ، قال ياسر : لا تقلق يا حسن نم انت واسترح ونحن هنا الى جوارك لن نتركك ، لاحظ ياسر ان طارق كان خائفا جدا لدرجة انه كان يفكر طوال الوقت ، بعدها قال طارق : لقد تأخر هيثم في الاتصال انا اشعر بالخوف عليه سوف اتصل به ، امسك طارق هاتفه واتصل بهيثم و لكن المفاجأة كانت عندما كان هاتف هيثم مغلق !!!!! ، اخذ الخوف يسيطر على الموقف وقال طارق : اعتقد بان هناك مكروه حدث لهيثم.
على الرغم من ان ياسر كان يشعر بالخوف ايضا الا انه حاول تهدئة طارق و قال له : لا تقلق يا طارق انها عادة هيثم التي لم ولن يغيرها ، فدائما ما يترك هاتفه حتى تنفذ البطارية ، لعله اتجه عائدا الى المنزل حتى يعيد شحنه ومن ثم سيذهب الى ذلك الشيخ و سيخبرنا عندما ينتهي من مقابلته لا تقلق ، مرت 3 ساعات ومازال هاتف هيثم مغلق وهنا جن جنون طارق وقال : سوف اذهب الى منزل الراعي سالم لانهي هذا الكابوس !!!! ، قال ياسر : هل انت مجنون يا طارق كيف تعود الى هذا المنزل مرة اخرى بعد كل ما حدث لك ؟ ارجوك لا تتسرع و اهدأ قليلا و دعنا نفكر ماذا سنفعل.
الى اللقاء فى الجزء الرابع