رعب الظلال التي تسكن الوادي
الظلال التي تسكن الوادي
في قرية معزولة تحيط بها الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة، كانت هناك أسطورة تُحكى بين الأهالي عندما تجتمع النجوم في السماء لتشكل رسمًا غامضًا. يُقال إن في تلك الليلة، تعود الأرواح التي لم تجد الراحة إلى العالم الحي، تتجول بين الأزقة والمنازل بحثًا عن السكينة التي حُرمت منها.
كان هناك شاب في القرية يُدعى عمران، معروف بشجاعته وفضوله الذي لا ينتهي. لم يكن يؤمن بالخرافات وكان يسخر من القصص التي تُروى. في إحدى الليالي، قرر عمران أن يخرج ويواجه الأرواح ليثبت للجميع أنها مجرد أوهام.
مع حلول الظلام، خرج عمران إلى الشوارع الفارغة، حاملاً مصباحه الصغير. كان الهواء باردًا والسكون يُخيم على المكان. بدأت الأشجار تهمس بأصوات غريبة، وكأنها تحذره من الاقتراب. ولكن عمران واصل مسيره دون خوف.
وصل إلى الوادي حيث كانت الأسطورة تقول إن الأرواح تظهر. جلس على صخرة كبيرة وانتظر. مرت الساعات ولم يحدث شيء، فبدأ يشعر بالملل والبرد. ولكن فجأة، شعر بنسيم بارد يلفح وجهه، وكأن شيئًا مرّ بجانبه.
رفع عمران مصباحه ليكشف عن وجه امرأة شاحب، عيناها غائرتان وشعرها يتطاير مع الريح. لم تقل كلمة واحدة، لكن نظراتها كانت تتوسل إليه. شعر عمران بقشعريرة تسري في جسده، وقبل أن يستطيع الحركة، اختفت الأمرأة كما ظهرت.
عاد عمران إلى القرية وهو يرتجف، ليس من البرد فقط، بل من الخوف أيضًا. حاول أن ينسى ما رآه، لكن الصورة لم تفارق ذهنه. وفي الليلة التالية، عندما حل الظلام مجددًا، سمع صوتًا يناديه من الخارج. كانت هي، الأمرأة الشاحبة، تقف عند نافذته، تنظر إليه بعيون حزينة.
لم يعرف عمران ماذا يفعل، فقد كانت الأمرأة تظهر له كل ليلة، تتبعه أينما ذهب. ومع مرور الأيام، بدأ يشعر بالإرهاق والضعف. كانت الأمرأة تسحب الحياة منه شيئًا فشيئًا، وهو لا يستطيع الهروب منها.
وفي إحدى الليالي، اختفى عمران من القرية. بحث عنه الأهالي في كل مكان، لكن دون جدوى. ومنذ ذلك الحين، أصبحت قصته جزءًا من الأسطورة، وأصبح الأهالي يحذرون أبناءهم من التحدي والخروج في ليلة الأرواح المنسية.
أتمنى أن تكون هذه القصة قد نالت إعجابك