في قلب الظلام

في قلب الظلام

0 المراجعات

.في قلب الظلام: قصة رعب

في أحد الأيام شهر أكتوبر، قررت مجموعة من الأصدقاء الشباب أن يقضوا ليلة في قصر قديم ومهجور يقع في ضواحي المدينة. كان القصر مشهورًا بكونه مسكونًا بالأشباح، وكانت هناك العديد من القصص المرعبة التي تحكي عن أصوات غامضة وأحداث غير طبيعية تحدث فيه. لكن الأصدقاء لم يكونوا يؤمنون بهذه الخرافات، وقرروا مواجهة مخاوفهم.

وصل الأصدقاء إلى القصر في منتصف الليل، وكان الظلام يلف المكان بشكل مخيف. كانت الأشجار المحيطة بالقصر تتمايل مع الرياح، مسببة أصواتًا تشبه الهمسات. تقدموا بحذر نحو الباب الضخم الذي كان نصف مفتوح، ودخلوا القصر الذي كان مليئًا بالغبار والعناكب.

عندما دخلوا القصر، شعروا فجأة ببرودة غير طبيعية تسري في أجسادهم. أشعلوا مصابيحهم وبدأوا في استكشاف الغرف المتعددة. كان الأثاث قديمًا ومهترئًا، والجدران مغطاة بشقوق ونباتات متسلقة. كل شيء في القصر كان يوحي بأنه لم يُمس منذ سنوات عديدة.

بينما كانوا يتجولون في القصر، سمعوا فجأة صوت خطوات قادمة من الطابق العلوي. تجمدوا في أماكنهم، محاولين تحديد مصدر الصوت. قرروا صعود الدرج بحذر، وعند وصولهم إلى الطابق العلوي، وجدوا بابًا مغلقًا. فتحوا الباب ببطء، ليكتشفوا غرفة نوم قديمة بها سرير مغطى بغطاء ممزق ومرآة مشروخة.

فجأة، انعكست في المرآة صورة لامرأة شاحبة الوجه بعيون فارغة تحدق فيهم. ارتعبوا وابتعدوا عن المرآة بسرعة، لكن الصورة لم تختف. بل بدأت المرأة تخرج من المرآة بشكل بطيء. كانت تقترب منهم ببطء، وبدأت الأضواء تخفت تدريجيًا، والبرودة تزداد في الغرفة.

تجمد الأصدقاء في أماكنهم من شدة الخوف، وبدأت المرأة تهمس بأصوات غير مفهومة. صرخ أحدهم محاولًا الهروب، لكن الباب أغلق بشكل مفاجئ خلفهم. كانت المرأة تقترب أكثر، ووجوههم أصبحت شاحبة من الهلع.

بدأ الأصدقاء يسمعون أصوات صرخات تأتي من كل اتجاه، كأنها قادمة من عمق الجدران. حاولوا إيجاد مخرج، لكن القصر كان يبدو وكأنه متاهة لا نهاية لها. كلما حاولوا فتح باب أو نافذة، وجدوا أنفسهم في نفس الغرفة مجددًا، وكأن القصر كان يلعب بهم.

في وسط هذا الرعب، اختفت المرأة فجأة، وظهرت على الجدران كتابات قديمة بلغة غير مفهومة. أحس الأصدقاء بشيء يجذبهم نحو الأرض، وكأنهم يسقطون في حفرة لا نهاية لها. كانت الصرخات تتعالى، والظلام يزداد كثافة.

استيقظوا في صباح اليوم التالي خارج القصر، مرهقين ومتعبين وكأنهم عاشوا كابوسًا لا يصدق. حاولوا التحدث عما حدث، لكن لم يستطع أحد منهم شرح ما جرى بدقة. تركوا القصر خلفهم، ولم يعودوا إليه مرة أخرى، حاملين معهم ذكرى تلك الليلة المرعبة.

أصبح القصر فيما بعد معروفًا بأنه ليس مجرد مكان مسكون، بل هو باب لعالم آخر، عالم مظلم مليء بالأرواح المعذبة التي لا تستطيع العثور على السلام. وظلت قصص الأصدقاء تروى للأجيال، محذرة الجميع من الاقتراب من هذا المكان الملعون.

لم يكن أي منهم يدرك أن هناك قصة أعمق وأشد رعبًا وراء هذا القصر. قبل عدة عقود، كانت تعيش في القصر عائلة نبيلة. في ليلة ممطرة، وقع حادث مروع أدى إلى مقتل جميع أفراد العائلة بطريقة غامضة. منذ ذلك الحين، بدأت تقارير ظهور الأشباح والأصوات الغامضة بالظهور.

تحكي الأسطورة أن روح السيدة الشاحبة كانت تبحث عن انتقامها. تقول الروايات أنها كانت الأم التي فقدت أطفالها في الحادث، وأنها تبحث عن أرواح ضائعة لتأخذها إلى عالمها المظلم. وكانت تترك علامات على الجدران لتدل على وجودها، ولتحذر الزوار من مصيرهم المحتوم.

بدأت قصص الأصدقاء تنتشر بسرعة، وأصبح القصر موضوعًا للتحقيقات من قبل الباحثين في الأمور الخارقة. قام البعض بتسجيل الأصوات الغامضة والصرخات، بينما التقط آخرون صورًا لأشكال غامضة تظهر في الليل. وكلما زادت التحقيقات، ازداد الغموض حول القصر.

لم يتجرأ أحد على المكوث في القصر لليلة كاملة مرة أخرى، ولكن الفضول حوله لم يتوقف. كانت كل زيارة تضيف المزيد من الألغاز إلى القصة، وتترك المزيد من الأسئلة بدون إجابات.

وفي النهاية، بقي القصر كذكرى مخيفة لرعب لا يوصف، مكان يحمل في طياته أسرارًا مظلمة وأرواحًا معذبة. وظل الناس يروون القصص عنه، محذرين من الاقتراب منه، ومتسائلين عما إذا كانت الروح الملعونة ستجد السلام يومًا ما.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

2

مقالات مشابة