الغرفة المظلمة 1
الغرفة المظلمة
كانت ليلى تبحث عن شقة جديدة للعيش فيها بعد انتقالها إلى مدينة جديدة. وجدت إعلانًا عن شقة بسعر مناسب في حي هادئ، فقررت أن تزورها.
عندما وصلت، استقبلها مالك الشقة بترحيب حار. تجولت في الشقة، كانت تبدو عادية ومريحة، لكن غرفة واحدة كانت مغلقة ولم يُسمح لها بالدخول إليها. استفسرت عن الغرفة، فأجابها المالك بلهجة غامضة أن الغرفة كانت مغلقة لسنوات بسبب مشكلة قديمة.
قررت ليلى أن تستأجر الشقة رغم ذلك، وانتقلت إليها في اليوم التالي. مرت الأيام بسلام، لكن الفضول بشأن الغرفة المغلقة كان يزداد يومًا بعد يوم. في ليلة مظلمة، سمعت ليلى أصواتًا غريبة قادمة من الغرفة. جمعت شجاعتها وقررت فتح الباب.
بمجرد أن فتحت الباب، شعرت ببرودة غير طبيعية. وجدت داخل الغرفة أثاثًا قديمًا ومغطى بالغبار، وصورة قديمة على الجدار. اقتربت من الصورة لتكتشف أنها صورة لعائلة، لكن المفاجأة كانت عندما رأت وجهًا مشابهًا تمامًا لوجهها بين أفراد العائلة.
فجأة، شعرت بيد باردة تمسك بكتفها. استدارت لتجد شبحًا يظهر ببطء أمامها، كان يشبهها تمامًا. بدأت الأنوار تومض، وسمعت همسات تقول: “لقد عدتِ أخيرًا.”
صرخت ليلى وهربت من الشقة، تاركة وراءها كل شيء. في الصباح التالي، عادت مع الشرطة، لكن لم يكن هناك أي أثر للغرفة المغلقة. اختفت الغرفة تمامًا وكأنها لم تكن موجودة أبدًا.
بعد أن عادت ليلى مع الشرطة واكتشفت أن الغرفة المغلقة اختفت، قررت أن تغادر الشقة نهائيًا. لكن الفضول كان يقتلها، ولم تستطع تجاهل الشعور بأن هناك شيئًا غريبًا يحدث.
بدأت في البحث عن تاريخ الشقة وسكانها السابقين. زارت المكتبة المحلية وبدأت في مراجعة الصحف القديمة. اكتشفت أن الشقة كانت مملوكة لعائلة عاشت هناك في القرن التاسع عشر، وأنه كانت هناك حادثة غامضة وقعت في الغرفة المغلقة.
بحسب التقارير القديمة، فقدت العائلة ابنتها الوحيدة في ظروف غامضة. الناس في الحي اعتقدوا أن الشقة مسكونة بروح الفتاة، التي كانت تُرى في بعض الأحيان من قبل الجيران. بعد فترة، تم إغلاق الغرفة التي اختفت فيها الفتاة ولم تُفتح منذ ذلك الحين.
شعرت ليلى بالقلق، لكنها كانت مصممة على معرفة الحقيقة. قررت العودة إلى الشقة بمفردها في الليل، هذه المرة مسلحة بكاميرا لتسجيل أي شيء غير عادي.
دخلت الشقة بحذر واتجهت نحو المكان الذي كانت فيه الغرفة المغلقة. فجأة، ظهرت الغرفة مرة أخرى كما لو أنها لم تختفِ أبدًا. فتحت الباب ببطء ودخلت.
في الداخل، كانت الغرفة تبدو كما تركتها، لكن هذه المرة شعرت بوجود أقوى. سمعت همسات خافتة وكأنها تأتي من كل زاوية في الغرفة. حاولت التركيز على الأصوات، لكنها بدأت تشعر بدوار وغثيان.
فجأة، ظهرت أمامها الفتاة الشبحية مرة أخرى. هذه المرة، كانت تبكي. قالت لها الشبح: “ساعديني على العثور على السلام.”
بصوت مرتجف، سألت ليلى الشبح: “كيف يمكنني مساعدتك؟”
أجابت الفتاة: “ابحثي عن حقيقتي، اجعلي العالم يعرف ما حدث لي.”
قررت ليلى أن تتبع هذا الخيط. أمضت أسابيع في التحقيق والبحث، ووجدت أخيرًا دليلاً قاطعًا على أن الفتاة قُتلت على يد والدها الذي كان يعاني من اضطرابات عقلية. جمع الأدلة ونشر الحقيقة على وسائل الإعلام.
بمجرد أن تم الكشف عن الحقيقة، عادت ليلى إلى الشقة للمرة الأخيرة. دخلت الغرفة المغلقة، لكنها لم تجد شيئًا غير عادي. شعرت بشعور غريب من السلام والهدوء. لم تعد هناك أي همسات أو أشباح.
خرجت ليلى من الشقة، وهي تعلم أنها قد ساعدت الروح المعذبة على العثور على السلام أخيرًا. وعادت لتعيش حياتها بسلام، مع العلم أنها قد حلت لغزًا قديمًا وأغلقت باب الرعب إلى الأبد.