شيطان مستنيهم في لندن
كان فيه واحد اسمه عمرو، كان بيشتغل في شركة كبيرة في القاهرة، وكان عنده حلم يسافر لأوروبا ويشوف الدنيا.
واحد يوم، جاله ايميل من الشركة بيقوله إنه اختاروه يمثلهم في مؤتمر دولي في لندن، وإنه لازم يسافر بعد أسبوع. عمرو فرح جدا وقال لأهله وأصحابه الخبر الحلو، وبدأ يجهز نفسه للسفر.
وصل عمرو للندن، واستقبله موظف من الشركة، وقاله إنه حجزله فندق قريب من مكان المؤتمر، وإنه هيكون معاه في الغرفة واحد تاني من الشركة اسمه أحمد.
ركب عمرو التاكسي مع الموظف، ووصلوا للفندق. دخل عمرو الغرفة، وشاف أحمد نايم على السرير، وسلم عليه.
أحمد قام ورحب بعمرو، وقاله إنه جاي من فرع الشركة في الإسكندرية، وإنه سافر قبله بيوم. عمرو حس إن أحمد واحد طيب ومحترم، وقعدوا يتكلموا عن شغلهم وعن المؤتمر.
بعد ما خلصوا الكلام، قال أحمد لعمرو: “يا عمرو، أنا عايز أقولك حاجة مهمة، بس لازم توعدني إنك ما تضحكش عليا ولا تستهزئ بيا”.
عمرو قال: “طبعا يا أحمد، قول براحتك، أنا صاحبك”. أحمد قال: “أنا بصراحة بخاف من الظلام، ومش بنام إلا لما النور مولع.
أنا عارف إن دي حاجة غريبة، بس ده عندي من زمان، ومش عارف أتغلب عليها”.
عمرو قال: “يا أحمد، ده مفيش حاجة غريبة، ده شيء طبيعي، كتير من الناس بيخافوا من الظلام، ومفيش حد هنا هيحكم عليك. أنا معاك، ومش هسيبك لوحدك في الليل. متقلقش خالص”.
أحمد شكر عمرو على تفهمه وتعاطفه، وقاله إنه بيحس إنه أخ له. عمرو قال: “العفو يا أحمد، أنا كمان بحس بنفس الشعور.
خلينا نروح ناكل حاجة، وبعدين نرجع ننام، عشان بكرة المؤتمر”. أحمد وافق، ونزلوا مع بعض للمطعم اللي في الفندق.
أكلوا وشربوا، ورجعوا للغرفة. لما دخلوا، شافوا النور مطفي. أحمد قال: “يا سلام، مين طفا النور؟”. عمرو قال: “مش عارف، يمكن الخدامة وهي بتنظف الغرفة”. دخل عمرو الحمام، وأحمد راح يشغل النور
. لما وصل للمفتاح، سمع صوت غريب من ورا الستارة. كأنه صوت شخص بيتنفس بصعوبة. أحمد تجمد من الخوف، وما قدرش يحرك إيده. قال في نفسه: “مين ده؟ مين في الغرفة معانا؟”.
فجأة، انفتحت الستارة، وطلع من وراها راجل شاحب اللون، ملامحه مشوهة، عيونه حمرا، وفي إيده سكينة. قال لأحمد بصوت مخيف: “أهلا بيك يا أحمد، أنا جيت أزورك”.
ورما نفسه على أحمد، وطعنه في صدره. أحمد صرخ من الألم، ودمه بدأ ينزل على الأرض. عمرو سمع الصريخة، وخرج من الحمام. شاف الراجل وهو بيطعن أحمد، وصدم من المنظر.
حاول ينقذ أحمد، بس الراجل كان أسرع منه. قفز على عمرو، وطعنه في بطنه. عمرو نزل على الأرض، وشاف أحمد ميت جنبه.
الراجل قال لعمرو: “أنا أسف يا عمرو، بس أنا كنت مضطر. أنا بحب الدم، وبحب أشوف الناس بتموت. أنا مش راجل، أنا شيطان. وأنتوا كنتوا ضحاياي الليلة”.
عمرو حاول يتكلم، بس ما قدرش. شعر بالدم يملأ فمه، وبالحياة تخرج منه. الراجل ضحك بشر، وقال: “تصبحوا على خير يا حبايبي”.
وطفا النور، وخرج من الغرفة. وبعد دقائق، مات عمرو. وانتهت قصة عمرو وأحمد، اللي كانوا بيحلموا بالسفر والنجاح، بس ما عرفوش إن في شيطان بيستناهم في لندن.