بيت الاشباح المرعب
بيت الاشباح المرعب
في إحدى القرى الصغيرة الواقعة في وسط الغابات الكثيفة، كانت هناك أسطورة قديمة تتحدث عن بيت مهجور يعرف باسم "بيت الأشباح". هذا البيت كان يقف وحيدًا على تلة صغيرة، مع نوافذ مكسورة وأبواب مغلقة بإحكام. السكان المحليون كانوا يتجنبون الاقتراب من هذا المكان، فقد كانت هناك قصص تحكى عن أصوات غريبة وأضواء تظهر ليلاً في هذا البيت.
في إحدى الليالي الباردة، قرر شاب يدعى "كريم" التحقق من صحة هذه الأساطير. كريم كان شابًا جريئًا يحب المغامرة واستكشاف المجهول. أخذ معه مصباحًا يدويًا وكاميرا لتوثيق مغامرته، وتوجه نحو البيت المهجور. عند وصوله، شعر كريم بنسمة باردة تمر من خلال الأشجار، وكأنها تحذير من المجهول الذي ينتظره.
فتح كريم باب البيت بصعوبة بسبب الصدأ، ودخل إلى الداخل. كانت الأرضية مغطاة بالغبار، والأثاث متهالك، والجدران مليئة بالشقوق. بينما كان كريم يستكشف الطابق الأرضي، بدأ يسمع همسات خافتة تأتي من الطابق العلوي. شعر بقشعريرة تسري في جسده، لكنه قرر مواصلة المغامرة.
صعد كريم الدرج ببطء، وكل خطوة كانت تصدر صوتًا مزعجًا. عندما وصل إلى الطابق العلوي، وجد نفسه في ممر طويل به عدة أبواب. توجه نحو أول باب وفتحه بحذر، فوجد غرفة نوم قديمة مليئة بالأثاث المتآكل. فجأة، شعر بوجود شيء يتحرك خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يجد شيئًا سوى ظلال الليل.
تابع كريم استكشاف باقي الغرف، وكانت كل غرفة تحمل ذكريات مرعبة عن حياة سابقة. في إحدى الغرف، وجد لوحة قديمة تظهر عائلة تجلس حول مائدة. كانت الوجوه مرسومة بتعبيرات غامضة، وكأنها تخفي سرًا مرعبًا. بينما كان كريم يتفحص اللوحة، سمع صوت ضحكة طفولية تأتي من الغرفة المجاورة. شعر بالخوف، لكنه قرر متابعة استكشافه.
فتح كريم باب الغرفة المجاورة، فوجد نفسه في غرفة أطفال قديمة. كانت هناك ألعاب مكسورة وصور قديمة معلقة على الجدران. فجأة، بدأت إحدى الألعاب تتحرك من تلقاء نفسها. شعر كريم بأنفاس باردة على رقبته، وعندما استدار، رأى ظل طفل صغير يختفي في الظلام.
بدأ كريم يشعر بالخوف الحقيقي، وقرر أن الوقت قد حان لمغادرة هذا البيت المسكون. بينما كان ينزل الدرج بسرعة، سمع صوت خطوات ثقيلة تلاحقه. شعر بأن شيئًا أو شخصًا يتبعه. عندما وصل إلى الباب الأمامي، حاول فتحه بسرعة، لكنه وجد أنه مغلق بإحكام.
بدأ كريم يصرخ طلبًا للمساعدة، لكن لم يكن هناك أحد ليسمعه. فجأة، شعر بيد باردة تمسك بكتفه. استدار ورأى وجهًا شبحًا مشوهًا يحدق فيه بعينين فارغتين. كانت اللحظة الأخيرة التي يراها كريم، حيث فقد الوعي وسقط على الأرض.
عندما استيقظ كريم في الصباح، وجد نفسه خارج البيت المهجور، لكنه لم يتذكر كيف خرج. عاد إلى قريته وهو يشعر بالرعب والارتباك، وقرر أن لا يعود إلى ذلك البيت أبدًا. أسطورة بيت الأشباح ظلت حيّة في ذاكرة القرية، وكل من سمع بقصة كريم قرر أن يبقى بعيدًا عن ذلك المكان المرعب.