"الهروب من الظلام: كابوس لا ينتهي"
"الهمسات في الظلام"
كا ن الليل حالك السواد في القرية الصغيرة النائية. اختبأ القمر خلف الغيوم الكثيفة، تاركًا العالم في ظلام دامس. جلست ليلى في غرفتها تقرأ كتابًا عن الأساطير القديمة، عندما سمعت صوت طرق خفيف على النافذة. نظرت بسرعة، لكنها لم ترَ شيئًا. اعتقدت أنها تخيلت الأمر، فعادت إلى كتابها.
بعد دقائق، سمعت الصوت مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان أقوى. شعرت ليلى بقشعريرة تسري في جسدها. اقتربت من النافذة بحذر، محاولًة معرفة مصدر الصوت. فتحت الستارة ببطء، ورأت شيئًا غريبًا يتحرك في الظلام.
كان هناك شخص يقف في الحديقة. لم تستطع رؤية وجهه بوضوح، لكن كان يرتدي ملابس ممزقة ومتسخة. كانت يداه تتدليان بجانبه بشكل غير طبيعي. شعرت ليلى بالخوف، فتراجعت بسرعة وأغلقت الستارة بقوة. جلست على سريرها، محاولًة تهدئة نفسها، وأخذت نفسًا عميقًا.
في هذه اللحظة، سمعت صوت خطوات تقترب من باب غرفتها. توقف الصوت عند الباب، ثم سمعت طرقًا بطيئًا وثقيلاً. شعرت بأن قلبها يكاد يقفز من صدرها. سألت بصوت مرتجف: "من هناك؟"
لم يجبها أحد. تزايد خوفها، وأخذت تبحث عن شيء للدفاع عن نفسها. وجدت مضرب بيسبول قديم في زاوية الغرفة، فأمسكت به بقوة. تقدمت ببطء نحو الباب، ويديها ترتجفان. عندما فتحت الباب ببطء، لم تجد أحدًا.
شعرت بالارتياح لي بيعد ثواني ، لكنها سمعت همسًا قادمًا من الطابق السفلي. ترددت، لكنها قررت النزول لمعرفة مصدر الصوت. نزلت السلالم بحذر، وعندما وصلت إلى الطابق السفلي، رأت ضوءًا خفيف يتسرب من تحت باب المطبخ.
دفعت الباب ببطء، وعندما دخلت، رأت رجلاً يقف هناك. كان ظهره نحوها، وكان يهمس بكلمات غير مفهومة. شعرت ليلى بالفزع، وسألت بصوت ضعيف: "من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟"
التفت الرجل ببطء، وكشفت وجهه المشوه. كانت عيناه حمراوين ومليئتين بالغضب. قال بصوت عميق ومخيف: "لقد عدت لأخذ ما هو لي."
قبل أن تتمكن ليلى من الرد، بدأ الرجل يتحرك نحوها بسرعة. شعرت بالخوف ، فاندفعت نحو الباب محاولًة الهرب. لكنها شعرت بيد باردة تمسك بكتفها وتسحبها بقوة. حاولت المقاومة، لكن قبضته كانت قوية جداً.
سحبها الرجل إلى غرفت ا الستراحا ، حيث كانت الأرضية مغطاة بأوراق قديمة ملطخة بالدماء. بدأت ليلى تشعر بالدوار، وأخذت تبكي وتصرخ من الخوف، لكنها لم تكن هناك استجابة. كان الرجل يهمس بصوت خافت وكلماته تتردد في أذنيها. شعرت بأنها تغرق في الظلام.
استيقظت ليلى فجأة في غرفتها، تتنفس بصعوبة، وجسدها مبلل بالعرق. نظرت حولها، وأدركت أنها كانت في كابوسً ، لكن شعورها بالخوف لم يزول. قامت من سريرها وتوجهت نحو النافذة لتتأكد من أن كل شيء على ما يرام.
عندما فتحت الستارة، رأت نفس الشخص يقف في الحديقة. كان ينظر إليها مباشرةً، وعيناه تلمعان في الظلام. أدركت ليلى أن الكابوس لم ينتهِ، بل كان مجرد بداية لشيء أكثر رعبًا. شعرت بأنها محاصرة في حلقة لا نهائية من الرعب، وبدأت تدرك أن هناك شيئًا شريرًا يتربص بها في هذا المكان المنسي.
أخذت ليلى الهاتف بسرعة واتصلت بصديقتها المقربة، نادية. عندما أجابت نادية، كانت ليلى تتحدث بسرعة وبصوت مرتعش: نادية، هناك شيء ما يحدث هنا. أحتاج إلى مساعدتك، أرجوك."
طمأنتها نادية وقالت إنها ستأتي في الحال بعد دقائق قليلة، سمعت ليلى ا.صوت سيارة تتوقف أمام منزله فتحت الباب بسرعة، ورأت نادية تقف هناك، تبدو قلقة. سألت نادية "ما الذي يحدث؟"
أخبرتها ليلى بكل ما حدث، وأخذتها إلى النافذة لتريها الشخص الغامض. لكن عندما نظرتا معًا، لم يكن هناك أحد. بدأت نادية تشكك في صحة ما تقوله ليلى، لكنها قررت البقاء معها لتقديم الدعم.
جلسوا معًا في غرفة المعيشة، محاولين تحليل ما حدث. فجأة، انطفأت الأنوار، وغمرت الظلام المنزل. شعرت ليلى ونادية بالخوف، وبدأتا تسمعان صوت خطوات تقترب ببطء. حاولتا إشعال الأضواء، لكن لم تنجحا.
في الظلام، شعرت ليلى بيد باردة تلمس كتفها مرة أخرى صرخت وحاولت الهروب، لكن شعرت بأنها مشلولة من الخوف. بدأت تسمع صوت الرجل يهمس مرة أخرى: "لن تهربي مني هذه المرة."
استجمعت نادية شجاعتها وأمسكت بمصباح يدوي من الطاولة، وأشعلته. وجهت الضوء نحو مصدر الصوت، ورأت الرجل يقف هناك بوضوح وعيناه تلمعان بالشر.تقدمت نادية نحو ليلى وسحبتها بسرعة نحو الباب. بدأت الأضواء تومض بشكل غير منتظم، وكانت الغرفة مليئة بالهمسات المخيفة.
عندما اقتربتا من الباب شعرت نادية بشيء يسحبها إلى الخلف. نظرت إلى ليلى بعينيها المليئتين بالدموع، وأدركت أن الوقت قد حان للقتال. استجمعت قوتها واندفعت نحو الرجل بمصباحها اليدوي. أصابته في وجهه، فأطلق صرخة مخيفة وتراجع إلى الخلف.
استغلت ليلى الفرصة واندفعت نحو الباب مع نادية. فتحت الباب وركضتا إلى الخارج، حيث كانت السيارة تنتظرهما. ركبتا بسرعة، وانطلقتا بعيدًا عن المنزل. شعرتا بالارتياح للحظة، لكنهما أدركتا أن هذا الكابوس قد لا ينتهي بسهولة.