قصة رعب طويلة: ضيافة شيطانية
في ضواحي مدينةٍ صغيرةٍ، تحيط بها غابةٌ كثيفةٌ مظلمةٌ، يقع فندقٌ قديمٌ مهجورٌ يُعرف باسم "فندق الضيافة". كان هذا الفندق مشهورًا في الماضي بجماله وفخامته، لكنّه سرعان ما أغلق أبوابه بسبب حادثةٍ مأساويةٍ حدثت فيه.
قيل أنّ عائلةً ثريةً كانت تقيم في الفندق، وأنّهم تعرضوا لعملية سطوٍ مسلّحٍ من قبل مجموعةٍ من اللصوص. قُتل أفراد العائلة جميعًا في تلك الليلة، ولم يتمّ العثور على اللصوص أو على الأموال المسروقة.
منذ ذلك الحين، أصبح فندق الضيافة مسكونًا بالأرواح الشريرة. ساد الفندق جوٌّ من الكآبة والخوف، ولم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه.
ذات ليلةٍ مظلمةٍ، قرّر مجموعةٌ من الشباب المتهورين استكشاف الفندق المسكون. لم يصدقوا حكايات الأشباح، وظنّوا أنّها مجرد خرافاتٍ سخيفة.
وصل الشباب إلى الفندق عند منتصف الليل، وشعروا برعشةٍ من الخوف بمجرد اقترابهم منه. كان الفندق يوحي بالكآبة والوحشة، وكأنّه ينبعث منه شعورٌ بالشرّ.
دخل الشباب الفندق بحذرٍ، وفوجئوا بظلامه الدامس، وغرفه المليئة بالغبار، وأثاثه المتقادم. حاولوا تشغيل الإضاءة، لكنّ الكهرباء كانت مقطوعة.
فجأة، سمعوا صوت صراخٍ مخيفٍ من الطابق العلوي. أصيبوا بالذعر، وبدأوا يرتجفون من الخوف. أرادوا الخروج من الفندق، لكنّ الباب الأمامي كان مغلقاً بإحكام.
حاولوا فتح النوافذ، لكنّها كانت عالقة. كانوا محاصرين في الفندق المسكون مع الأرواح الشريرة.
ازدادت أصوات الصراخ، وسمعوا طرقاتٍ قويةٍ على الجدران، وشعروا بوجود أشياء غريبةٍ تتحرك حولهم في الظلام.
بدأ الشباب يفقدون الأمل، وسيطرت عليهم مشاعر الخوف والرعب. في تلك اللحظات، تمنّوا لو لم يأتوا إلى هذا المكان المخيف.
فجأة، انفتح باب إحدى الغرف، وظهر شبحٌ أبيضٌ طويلٌ القامةٍ، بعينين حمراوين، وابتسامةٍ شريرةٍ على وجهه.
صرخ الشباب من شدة الخوف، وركضوا في جميع الاتجاهات، لكنّ الأشباح كانت تطاردهم في كلّ مكان.
وصل أحد الشباب إلى غرفةٍ صغيرةٍ في الطابق العلوي، ووجد فيها مفتاحاً قديماً. أدرك أنّ هذا المفتاح هو مفتاح بابٍ سريٍّ يُخرجهم من الفندق.
ركض الشاب مسرعاً إلى الباب الأمامي، وفتح الباب بالمفتاح القديم. خرج الشباب من الفندق مسرعين، ولم يلتفتوا وراءهم.
ركضوا بعيداً عن الفندق، ولم يهدأوا حتى وصلوا إلى بيوتهم.
في تلك الليلة، لم ينم الشباب من شدة الخوف. لقد واجهوا تجربةً مرعبةً لن ينسوها أبداً.
منذ ذلك الحين، لم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من فندق الضيافة مرةً أخرى، وازدادت حكايات الأشباح عنه انتشاراً بين سكان المدينة.
هل كانت هذه مجرد حكاية من الخيال، أم أنّ الفندق كان مسكوناً بالفعل؟
يبقى الجواب غامضاً، لكنّ ما هو مؤكدٌ أنّ الخوف الذي عاشه هؤلاء الشباب كان حقيقياً.
وإنّ هذه القصة تُذكّرنا بأنّ بعض الأماكن قد تُخفي وراءها أسراراً مرعبةً، وأنّ هناك أشياء لا يمكن تفسيرها بمنطق العقل.