قصة رعب طويلة: بيت العرائس القديم

في قرية نائية تحيط بها الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة، يقع بيت قديم مهجور. كان هذا البيت في الماضي ملكًا لعائلة ثرية، اشتهرت بحفلاتهم المذهلة وعرائسهم الفاخرة. ولكن بعد حريقٍ شبّ في البيت، هربت العائلة وتركته خلفها، وتحول إلى مكانٍ مهجورٍ يثير الرعب في قلوب الناس.

تقول الأساطير أن العرائس التي كانت تزين قاعات البيت القديم، لم تحترق في الحريق، بل ظلت سليمةً، ولكنها تحولت إلى كائناتٍ شريرةٍ تسكن البيت وتنتظر ضحايا جدد.

ذات ليلةٍ مظلمةٍ، قرر مجموعة من الشباب الفضوليين استكشاف البيت القديم. لم يصدقوا الحكايات المرعبة التي سمعوها عن البيت، واعتبروها مجرد خرافات.

وصل الشباب إلى البيت عند منتصف الليل، وشعروا برعشةٍ من الخوف بمجرد اقترابهم منه. كان البيت يلوح في الظلام كوحشٍ هائج، نوافذه مظلمةٌ وكأنها عيونٌ تحدق بهم.

دخل الشباب البيت بحذرٍ، وفوجئوا بظلامٍ دامسٍ يلفّ المكان. حاولوا تشغيل الإضاءة، لكنّ الكهرباء كانت مقطوعة.

فجأة، سمعوا صوت ضحكاتٍ خافتةٍ قادمةٍ من إحدى الغرف. أصيبوا بالذعر، وبدأوا يرتجفون من الخوف. أرادوا الهروب، لكن الأبواب والنوافذ كانت مغلقةً بإحكام.

بدأوا يرون أشياء غريبة تتحرك في الظلام، وأصواتٌ وهمسيةٌ تحيط بهم. شعروا بأعينٍ تحدق بهم من كلّ جانبٍ، وأصواتٌ تخبرهم بأنهم لن يخرجوا من هذا المكان أبدًا.

فجأة، ظهرت أمامهم إحدى العرائس، ولكنها لم تكن عروسةً جميلةً كما كانوا يتخيلون، بل كانت شاحبة الوجه، وعيناها تتوهجان في الظلام. ابتسمت العروسة ابتسامةً واسعةً، وكشفت عن أسنانٍ حادةٍ لامعة.

صرخ الشباب من الخوف، وركضوا في كلّ الاتجاهات، ولكن العرائس كانت تلاحقهم في كلّ مكان.

وصل أحد الشباب إلى غرفةٍ صغيرةٍ، ووجد فيها بابًا سريًا. فتح الباب وخرج مسرعًا، تبعه بقية الأصدقاء.

ركضوا بعيدًا عن البيت القديم، ولم يلتفتوا وراءهم. وصلوا إلى القرية وهم يلهثون من شدة الخوف.

منذ تلك الليلة، لم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب من البيت القديم مرةً أخرى. أصبح هذا البيت رمزًا للرعب والخوف، وتحولت حكاية العرائس الشريرة إلى أسطورةٍ يتناقلها الناس جيلاً بعد جيل.

هل كانت هذه مجرد حكاية من الخيال، أم أنّ البيت كان مسكونًا بالفعل؟

يبقى السؤال مفتوحًا، ولكن ما هو مؤكدٌ أنّ الخوف الذي عاشه هؤلاء الشباب كان حقيقياً.

وتُذكّرنا هذه القصة بأنّ بعض الأماكن قد تُخفي وراءها أسرارًا مرعبةً، وأنّ هناك أشياء لا يمكن تفسيرها بمنطق العقل.