قصص رعب في عالمنا المخيف ....

قصص رعب في عالمنا المخيف ....

0 المراجعات

                                                                                 في أعماق الغابة المظلمة

image about قصص رعب في عالمنا المخيف ....

كان الجو خانقاً في تلك الليلة، والضباب يتصاعد من الأرض وكأنه يتنفس ببطء. أضاءت اللمبات القليلة التي كانت تتناثر في الغابة، بأضواء خافتة، كأنها تحاول مقاومة الظلام الذي يلتهم كل شيء حولها. ظلّت النيران تتلألأ في موقد صغير في وسط المعسكر الذي أعده الشباب، وبصوت خفيض كان يجري الحديث حول الأساطير المحلية التي تحيط بهذه الغابة.

استعدّ جون وأصدقاؤه لقضاء ليلة في الهواء الطلق، بعيداً عن صخب المدينة. قرروا أن يتبعوا مساراً لم يسلكه أحد منهم من قبل، مساراً يقال إنه مليء بالأسرار والأحداث الغريبة. كانت الغابة تعرف باسم "غابة الصرخات" لسبب لا يعرفه أحد، ولكن الجميع كان يتجنب الاقتراب منها بعد حلول الظلام.

قبل الغروب بقليل، أعدّوا خيمتهم وبدأوا في تبادل القصص المروّعة عن الأرواح والشياطين التي قيل إنها تسكن هذه المنطقة. لم يكن جون يؤمن بتلك القصص، ولكنه لم يكن يريد أن يظهر بمظهر الجبان أمام أصدقائه. كان يحاول أن يكون متماسكاً، لكن شيئاً ما في أعماقه كان ينبهه إلى أن هناك شيئاً غير طبيعي في هذه الغابة.

مرت ساعات قليلة، وأصبح الليل أكثر ظلمة، وساد صمت مهيب بين الأشجار. بدأ الأصدقاء في الاسترخاء حول النار، ولكن سرعان ما لاحظ جون أن أحد الأصدقاء، سارة، كانت متوترة بشكل غير عادي. كانت تنظر إلى الغابة بتركيز، وعندما سألتها، أجابت أنها سمعت شيئاً غريباً. كان الصوت خافتاً، لكنّه كان يبدو كصوت خطوات خفيفة.

حاولوا طمأنتها، مؤكدين أن هذا مجرد خيالات في الظلام، ولكن الصمت عاد ليعم المخيم مجدداً. قرر جون أن يخرج ليتأكد من عدم وجود أي شيء غير طبيعي، فحمل مصباحه وذهب باتجاه حيث سمع الصوت. كان كل شيء هادئاً، باستثناء أصوات الليل الطبيعية، مثل صرير الحشرات وزقزوق العصافير.

بينما كان جون يتجول في الغابة، شعر بشيء غير مريح. كانت الأشجار تبدو وكأنها تتحرك ببطء، وكأن هناك شيئاً يحاول أن يراقبه من بين الظلال. وفجأة، شعر بشيء يلمس كتفه. انتفض في مكانه، ولكن عندما نظر خلفه، لم يرَ شيئاً سوى الظلام الكثيف.

عاد إلى المخيم وهو يشعر بالقلق. عندما وصل، وجد أصدقائه في حالة من الذعر. كان هناك شيء مريب، فقد كانت الخيمة مغلقة بإحكام، وكانت النيران قد انطفأت بشكل مفاجئ. بدؤوا في البحث حول المعسكر، لكنهم لم يجدوا أي أثر لمصدر القلق. قرروا أن يتحدثوا معاً ليتعرفوا على ما حدث، ولكن فجأة، انطلقت صرخات مدوية من عمق الغابة.

تجمدوا في أماكنهم، وكل واحد منهم ينظر إلى الآخر بعيون مليئة بالخوف. لم يكن هناك شك في أن الصوت كان صرخات إنسانية، ولكن لم يكن من الواضح مصدرها. قرروا أن يتخذوا خطوات احترازية، فجمعوا أغراضهم وبدأوا في التحضير لمغادرة الغابة بسرعة.

بينما كانوا يجمعون أغراضهم، لاحظوا أن السماء أصبحت أكثر ظلمة، وأصبح الضباب أكثر كثافة. ثم بدأت الرياح تعصف بالأشجار، مما جعل الأصوات تبدو وكأنها قادمة من كل اتجاه. أصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، وبين الأصوات الحقيقية وتلك التي قد تكون ناتجة عن قوى الطبيعة.

عندما كانوا على وشك مغادرة المكان، ظهرت أمامهم امرأة غريبة في ملابس ممزقة. كان وجهها شاحباً وعينيها فارغتين، وكأنها قد فقدت كل أمل في الحياة. تقدمت نحوهم ببطء، وقالت بصوت خافت، “لا تذهبوا، لا تتركوا هذا المكان، فإنكم لن تنجوا من العقاب.”

لم يعرفوا كيف يردون، ولكن الخوف كان يملأ قلوبهم. حاولوا العودة إلى الطريق الذي جاءوا منه، ولكن كل محاولة كانت تفضي إلى نفس المكان. كانت الغابة وكأنها تغيرت تماماً، وكلما ساروا، كانت الأشجار تقترب أكثر فأكثر، مما جعلهم يشعرون وكأنهم محاصرون.

في النهاية، ومع تزايد القلق والخوف، قرروا أن يلتزموا بالصمت ويتبعوا شعورهم بدلاً من محاولة الفهم. كانوا يمشون دون أن يعرفوا إلى أين يذهبون، بينما كانوا يسمعون الصرخات تزداد قرباً. كانت تلك الأصوات تشبه أصوات الاستغاثة، مما جعلهم يسرعون أكثر.

استمرت محاولاتهم للهرب من الغابة إلى أن وصلوا أخيراً إلى نقطة حيث كان الضباب أخف، والسماء بدأت تنكشف. شعروا بالارتياح، لكنهم لم يكونوا متأكدين من أنهم نجوا بالكامل. كان هناك شعور ثقيل في الهواء، وكأن شيئاً ما قد علق بهم.

وصلوا أخيراً إلى الطريق الرئيسي، وكانوا يلهثون من التعب والخوف. كانوا يظنون أنهم نجوا، ولكنهم أدركوا أن هناك شيئاً لن يزول بسهولة. كان من الواضح أن غابة الصرخات لم تكن مجرد أسطورة، بل كانت حقيقة مرعبة لا تزال تتبعهم في كل خطوة.

حين عادوا إلى المدينة، قرروا عدم الحديث عما حدث معهم، ولكن الصرخات التي سمعوها في الغابة أصبحت جزءاً من كوابيسهم. لم تكن الغابة مجرد مكان عادي، بل كانت مأوى لشيء مظلم لا يزال يطاردهم حتى الآن. وكلما حاولوا نسيان تلك الليلة، كانت الذكريات تعود لتطاردهم

image about قصص رعب في عالمنا المخيف ....
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

2

متابعهم

7

مقالات مشابة