قصه الطفل الشبح
الطفل الشبح
نتنقل جميعًا بين المنازل ، إما لأغراض الزواج أو الاستقرار بالقرب من محل العمل ، أو لظروف قد تختلف من شخص لآخر ، ولكن فيما يتعلق بالزواج لابد للعروسين أن ينتقلا إلى منزل منفصل ومستقل بعيدًا عن ذويهما ليبدآ حياة جديدة ، ولكن من يضمن لأي شخص أن يكون المنزل الجديد غير مسكونًا بالجان أو الأرواح المعذبة ! من يضمن لك أن المنزل ليس مبنيًا على مقابر أو كانت ترتكب به فظائع قبل أن تطأه قدميك . البداية : تسرد الراوية وتدعى سلمى ، ما حدث معها من وقائع وأحداث ، كانت سلمى عروس الصيف منذ عامين منصرمين ، وبطبيعة الحال استأجر زوجها شقة مثله مثل أي شاب يخطط لتأسيس بيت جديد وأسرة صغيرة . كان الزوج ويدعى هاني يعمل مهندسًا في إحدى المناطق مترامية الأطراف ، وبالطبع كان لابد من الزواج في مكان قريب من عمله حتى يتجنب الزحام أثناء الذهاب إلى عمله وإيابه منه . أحداث مريبة : كانت المنطقة جديدة وغير مؤهلوه بالسكان ، وكانت العمارة التي استأجر فيها الزوجان شقتهما مكونة من خمسة عشر طابق ، لا يسكن بها سواهما ! في البداية اندهش الزوجان نظرًا لرخص ثمن الإيجار بالعمارة ، خلافًا عن باقي المنازل بالمنطقة ، ولكن مالك العقار أقنعهما بأن السكان يأتون ويذهبون فالأمر معتاد ، اقتنع الزوجان واستأجرا الشقة . كانت سلمى معجبة جدًا بالمنزل الجديد ، فهو واسع المساحة وبه العديد من النوافذ ، التي قد لا تطل على شيء ولكن يكفي أنها تشعر بنسائم الهواء بمجرد فتحها ، مرت الأيام ولكن عقب مرور أول أسبوع لهما بالمنزل ، كانت سلمى مستلقية على طرف الفراش في غفوة قليلة لتريح ظهرها نتيجة العمل بالمنزل طوال اليوم . في البداية ظنت سلمى أن الأمر مجرد دوار خفيف ، ولكن هل تعرف هذا الشعور بأن هناك من جلس على طرف الفراش الذي تنام عليه ؟ نعم ، كان هذا هو شعورها ، بأن هناك من يجلس على طرف الفراش ! فرفعت رأسها قليلاً وقد كانت وحدها بالمنزل ولكنها لم تجد أحدًا . أغمضت سلمى عينيها وهي تقول بداخلها ، لعلي ظننت ذلك نتيجة الإجهاد ، وهكذا مرت الليلة الأولى ، تكرر الأمر عقب ذلك ، يومًا بعد يوم لدرجة أن الأمر قد تطور لدرجة بدأت سلمى تشعر فيها بأن هناك من ينام بجوارها ، وأن هناك أنفاسًا تتبعها أينما ذهبت ، فباحت لزوجها بما تشعر ، وأقنعها أن الأمر لا يعد كونه مجرد شعور نظرًا لجلوسها وحدها بالمنزل . أنجبت سلمى طفلتها الأولى ، وتوقف شعورها بأن هناك من يلاحقها لفترة ثم عاد مرة أخرى ، بدأت سلمى تلاحظ أن الطفلة الرضيعة تنظر للسقف ، ثم تتحول ببصرها يمينًا ويسارًا وكأنها تتابع حركة شيء ما ، لا تراه سلمى بينما تراه الطفلة ، على الرغم من أن الغرفة خالية تمامًا .
شعرت سلمى بالخوف من المنزل ، وأن هناك غموضًا يحيط به بالتأكيد ، فالعقار ظل خاليًا لأكثر من عام منذ أن انتقلت إليه هي وزوجها ، في حين امتلأت العقارات حولهم بالسكان عدا هذا فقط ! ذهبت صديقتها إليها لزيارتها ومعها طفلها الصغير ، فقد كان خروجها قليلاً نظرًا لوجود الرضيعة معها ، وأثناء دخول الصديقة إلى المنزل أخبرت سلمى ، بأن المنزل مقبض بعض الشيء وثقيل على النفس نوعًا ما ، وأنها لا ترتاح في المكوث به ، فانتفضت سلمى رعبًا نظرًا لأن هذا الأمر راودها كثيرًا بأن المنزل قد يكون مسكونًا ، ولكن زوجها نجح في طرد تلك الفكرة من رأسها . مرت بضع ساعات ، وقررت الصديقة أن ترحل إلى منزلها ، وقبل أن تنطلق في طريقها تفاجأت سلمى وهي تسألها من الطفل الذي يلعب مع ابنتها بالغرفة ؟ فأجابتها سلمى باندهاش شديد أنه لا يوجد أي طفل بالمنزل! فقالت لها أنها أثناء دخولها إلى العقار لمحت في النافذة طفلاً صغيرًا ينظر إليها ويضحك . ارتعبت سلمى ودخلت مع صديقتها إلى غرفة الطفلة ، ولكنها لم تجد أحدًا فحملت أغراضها وقررت عدم العودة مرة أخرى إلى تلك الشقة ، وهذا الطفل الشبح الذي طالما أرقها .