كتاب سحر اسود
**عنوان القصة: "كتاب الظلام"**
في أحد أركان مدينة قديمة، كان هناك متجر قديم لبيع الكتب الغامضة، تُديره امرأة مسنّة تُدعى عائشة. كان المتجر ملاذًا لهواة الكتب النادرة، ولكن بين أرفف الكتب كان هناك كتاب واحد مخفي بإحكام في زاوية مظلمة، يعرفه القليل من الناس. كان هذا الكتاب يُعرف بـ "كتاب الظلام"، وكان يُقال إنه يحتوي على تعاويذ سحر أسود وقوى خارقة للطبيعة.
ذات يوم، دخل إلى المتجر شاب يُدعى يوسف، كان فضولياً بشأن عالم السحر والسحر الأسود. رأى يوسف الكتاب، وسأل عائشة عنه. حاولت عائشة تحذيره من مخاطر الكتاب، لكنها لم تنجح في إقناعه. دفع يوسف المال واشترى الكتاب، وخرج وهو يشعر بالإثارة من اكتشاف أسرار جديدة.
في منزله، بدأ يوسف بقراءة الكتاب واكتشاف تعاويذه. كانت اللغة غامضة وصعبة، لكن النصوص كانت تجذب انتباهه بشكل غريب. بدأ يوسف ينفذ التعاويذ التي كانت تزيد من قدراته الشخصية، مثل القدرة على التحكم في الأشياء والتأثير على الآخرين.
ومع مرور الوقت، بدأت الأمور تسير بشكل غير طبيعي. لاحظ يوسف أن العالم من حوله بدأ يتغير. أصبحت الأمور التي كان يسيطر عليها تخرج عن نطاقه، وعاش أحداثاً غريبة، مثل رؤية أشباح ومخلوقات غير مفهومة. بدأت الأصوات غير المبررة تعذبه، وأصبح وحيداً وعزلاً عن الأصدقاء والعائلة.
خلال أحد الأيام، اختفى يوسف بشكل مفاجئ. عندما اكتشفت الشرطة اختفاءه، لم يجدوا أي أثر له في منزله، سوى الكتاب الذي كان ملقى على الطاولة. اعتبرت الشرطة أن يوسف قد يكون قد غادر المدينة، لكن أصدقائه كانوا يشعرون بأن شيئاً ما كان أكثر ظلاماً يجري.
بعد أسابيع، عاد أحد أصدقاء يوسف، مروان، إلى متجر عائشة. كان مروان يشك في أن هناك شيئًا غير عادي في هذا الكتاب. حاول أن يحصل على المزيد من المعلومات من عائشة، لكن عائشة كانت مترددة.
في تلك الليلة، دخل مروان إلى المتجر سرًا وفتح الكتاب. بدأت الأمور تتسارع بشكل مخيف؛ بدأت الأصوات التي سمعها يوسف تظهر له، وكان يراها تحيط به. اكتشف أن الكتاب كان عبارة عن فخ قاسٍ، مصمم لاحتجاز الأرواح وفتح أبواب إلى عوالم مظلمة.
بالرغم من محاولاته، لم يكن مروان قادرًا على إغلاق الكتاب. فكل محاولة كانت تعزز من قوة الشر التي تطلقها الصفحات. في النهاية، لم يتمكن من الهروب، ووجد نفسه محاصرًا في عالم مليء بالظلال والأرواح المعذبة.
بقي الكتاب في المتجر، لكن عائشة لم تُشاهد مرة أخرى. يُقال أن من يمتلك الكتاب سيجد نفسه عالقًا في عالم مظلم لا مخرج منه، وأن الكتاب لا يتوقف عن جذب الأشخاص الفضوليين للغوص في عالم السحر الأسود. أصبحت القصة تحذيرًا لأولئك الذين يسعون وراء أسرار مظلمة قد تكون أكثر قوة من قدرتهم على التحكم فيها.