قصة رعب المشرحه
"رعب المشرحة"
في بلدة صغيرة على أطراف المدينة، كانت هناك مشرحة قديمة مهجورة، يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين. كانت هذه المشرحة مكانًا تقصده جثث ضحايا الجرائم وحوادث الطرق للتحقيق وتحديد هويتهم. لكن في يوم من الأيام، أغلقت المشرحة بشكل غامض بعد حادثة مروعة، ولم يتحدث أحد عن السبب الحقيقي لإغلاقها.
في الوقت الحاضر، كان هناك طبيب شاب يُدعى آدم، متحمسًا لتطوير مهاراته الطبية في مجال التشريح. جاءته فرصة للعمل في مشرحة جديدة تم افتتاحها بالقرب من البلدة القديمة، بجانب المشرحة المهجورة. الجميع كانوا يتجنبون المرور بالقرب منها، حتى في وضح النهار، بسبب القصص المخيفة التي تحوم حولها. لكن آدم كان غير مكترث، فهو لا يؤمن بالأشباح أو الخرافات.
ذات ليلة، طُلب من آدم البقاء لوقت متأخر لإنهاء بعض التشريحات على جثث جديدة وصلت. كان وحده في المشرحة، وكان الجو هادئًا بشكل غير طبيعي. بينما كان يعمل على إحدى الجثث، بدأ يسمع أصوات همسات خافتة. في البداية ظن أنها من خارج المبنى، ولكن عندما توقف ليستمع جيدًا، أدرك أن الصوت يأتي من داخل الغرفة.
شعر بشعور غريب، لكنه حاول تجاهله ومتابعة عمله. ومع ذلك، كلما تقدم في العمل، زادت الأصوات، وتحولت الهمسات إلى همهمات غامضة بلغة لم يفهمها. فجأة، انقطعت الكهرباء في المبنى، وأصبح المكان مظلمًا تمامًا. لم يكن لديه سوى ضوء صغير من هاتفه المحمول.
بينما كان يتحسس طريقه للخروج من الغرفة، شعر بوجود شيء خلفه. استدار ببطء ووجد أن إحدى الجثث التي كان يعمل عليها لم تكن في مكانها! بدأ قلبه ينبض بسرعة، وأخذ يتنفس بصعوبة. لم يكن من الممكن أن تكون الجثة قد تحركت من تلقاء نفسها.
أخذ نفسًا عميقًا وحاول التماسك، لكنه فجأة سمع صوت خطوات ثقيلة تقترب منه. نظر حوله بسرعة ورأى ظلًا كبيرًا يمر بجانبه، لكن لم يكن هناك أي شخص آخر في المشرحة. تحرك بسرعة نحو الباب، ولكنه كان مغلقًا بإحكام. حاول فتحه بكل قوته، لكن دون جدوى.
ثم بدأ يسمع أصوات ضحكات خافتة تتردد في أنحاء الغرفة، وشعر بيد باردة تمسك كتفه. استدار بسرعة ليجد وجهًا مشوهًا لجثة كانت قد شُرّحت جزئيًا تقف أمامه مباشرة، تبتسم ابتسامة مخيفة وتحدق فيه بعينيها الفارغتين.
صرخ بأعلى صوته، وأخذ يركض في أنحاء المشرحة محاولاً الهرب. لكن كل باب كان مغلقًا، وكلما تحرك في الممرات، زادت الأضواء خفوتًا، وزادت الأصوات الغريبة وضوحًا. أخيرًا، وجد غرفة صغيرة مظلمة في الزاوية، واختبأ بداخلها وهو يرتجف من الخوف.
بينما كان يجلس هناك، سمع صوتًا باردًا يقول: "لقد دخلت إلى المكان الخطأ، ولا خروج منه". بدأ الباب يغلق ببطء من تلقاء نفسه، وبدأت الأنوار في الغرفة تنطفئ واحدة تلو الأخرى.
في صباح اليوم التالي، عندما وصل الموظفون إلى العمل، وجدوا أن المشرحة مغلقة بإحكام. وعندما تمكنوا من فتحها، اكتشفوا أن آدم قد اختفى. لم يجدوا أي أثر له سوى ضوء هاتفه المحمول الملقى على الأرض، وصوت تسجيل على الهاتف يقول: "لا أحد يدخل المشرحة القديمة... وإلا لن يخرج حيًا."
منذ ذلك الحين، بقيت تلك المشرحة لغزًا مظلمًا، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منها مجددًا. كان الناس في البلدة يتحدثون عن أصوات غريبة وضحكات تُسمع في الليل، ويدّعي البعض أنهم رأوا ظلالًا تتحرك داخل المشرحة المهجورة، لكن لا أحد كان يجرؤ على التحقيق.