الصديق الأخير الميت

الصديق الأخير الميت

0 المراجعات

الصديق الأخير

البداية:

عمر، مهندس معماري يبلغ من العمر 30 عامًا، يعمل في شركة كبيرة بالقاهرة. منذ ثلاث سنوات، بدأ في تعلم اللغة الإنجليزية عبر الإنترنت وقرر البحث عن شريك لتبادل اللغات. عبر إحدى المنصات، تعرّف على "مايكل"، شاب أمريكي من نيويورك. كان مايكل يساعد عمر في تحسين لغته الإنجليزية، بينما علّمه عمر بعض الكلمات والجمل العربية. على مدار السنوات الثلاث، تطورت صداقتهما بشكل عميق، وأصبح مايكل أحد أقرب الأشخاص لعمر.

كان مايكل دائمًا يشجّع عمر على زيارة الولايات المتحدة، خاصة خلال فترة رأس السنة، عندما تكتسي نيويورك بالأضواء والثلوج. بعد أشهر من التخطيط والتوفير، قرر عمر أخيرًا قضاء عطلة رأس السنة هناك.

اللقاء الأول:

وصل عمر إلى مطار نيويورك في صباح يوم 28 ديسمبر. كان مايكل قد أرسل له رسالة قبل أيام يخبره فيها أنه سيستقبله في المطار. لكن عندما وصل، لم يجد مايكل في المكان المحدد. حاول الاتصال به، لكن هاتفه كان مغلقًا. اعتقد أن مايكل قد تأخر بسبب الزحام أو ظروف الطقس السيئة.

بعد انتظار لمدة ساعة، قرر عمر التوجه إلى العنوان الذي أرسله له مايكل مسبقًا. استقل سيارة أجرة إلى منزل صديقه، وهو منزل قديم في حي هادئ بضواحي المدينة.

عندما وصل، لاحظ أن الحي يبدو مهجورًا بشكل غريب، رغم زينة رأس السنة التي تملأ المكان. قرع الباب، ولم يتلقَ أي رد. لكن الباب كان مفتوحًا قليلاً، فدخل.

المنزل الغريب:

كان المنزل غارقًا في الظلام، باستثناء ضوء خافت يأتي من غرفة المعيشة. عندما دخل الغرفة، وجد مجموعة من الصور القديمة معلّقة على الجدران. كانت الصور لأشخاص يبدو أنهم من عائلة مايكل. لكنه لاحظ صورة غريبة لمايكل وهو طفل، واقفًا بجانب والديه أمام المنزل ذاته.

في تلك اللحظة، شعر عمر بوجود حركة خلفه، لكنه عندما استدار، لم يجد أحدًا. قرر الانتظار قليلاً داخل المنزل على أمل أن يعود مايكل. وبينما كان يتفقد المكان، وجد دفتر يوميات ملقى على أحد الطاولات.

اكتشاف الحقيقة:

بدأ عمر في قراءة الدفتر، الذي كان يبدو أنه ينتمي إلى مايكل. كانت الصفحات الأولى مليئة بمذكرات يومية عادية، لكن بعد صفحة معينة، أصبحت الكتابات غريبة وغير مفهومة. كلمات مثل "الخيانة" و"العزلة" و"الموت" كانت تتكرر كثيرًا.

وفي آخر الصفحات، وجد عمر شيئًا أصابه بالصدمة. كانت هناك صفحة تحمل تاريخًا من عشر سنوات، مكتوبًا فيها:

“اليوم هو الأخير لي في هذا العالم. لم يعد أحد يهتم بي، ولن أتحمل المزيد. وداعًا.”

بدأ الشك يتسلل إلى عمر. هل يمكن أن يكون مايكل قد انتحر؟ وكيف كان يتحدث معه طوال هذه السنوات؟

زيارة غير متوقعة:

بينما كان غارقًا في أفكاره، سمع صوت خطوات تأتي من الطابق العلوي. ارتفع صوت الخطوات تدريجيًا، حتى بدا وكأن الشخص يقترب من السلم.

نادى عمر بصوت مرتعش:

“مايكل؟ هل هذا أنت؟”

 

لكن لم يكن هناك رد.

بشجاعة مترددة، صعد عمر السلم، متجهًا نحو مصدر الصوت. عندما وصل إلى الطابق العلوي، وجد باب غرفة مفتوحًا. دخل الغرفة ليجدها فارغة تمامًا، باستثناء مرآة كبيرة معلّقة على الحائط.

اقترب من المرآة ببطء، وعندما نظر إليها، تجمد في مكانه. لم يكن انعكاسه هو ما يراه. كان يرى وجه مايكل، شاحبًا وملطخًا بالدماء، ينظر إليه مباشرة.

المواجهة:

ظهر صوت خلفه:

“لم أتوقع أن تأتي يا عمر. ظننت أنني سأبقى وحيدًا للأبد.”

 

استدار عمر ببطء ليجد مايكل يقف أمامه، لكن شكله كان مختلفًا. كان يبدو كأنه شبح، وجهه خالٍ من الحياة، وعيناه سوداوان تمامًا.

“مايكل؟ ماذا يحدث هنا؟ كيف يمكن أن تكون ميتًا وأنت كنت تتحدث معي طوال هذه السنوات؟”

 

ضحك مايكل بصوت أجوف:

الموت لا يعني النهاية يا صديقي. كنت بحاجة لشخص يملأ وحدتي، وأنت كنت الخيار المثالي.”

 

حاول عمر التراجع، لكن الباب أغلق خلفه بقوة. شعر بالغرفة تضيق عليه، والهواء يصبح ثقيلًا.

“أردت فقط أن أشاركك حياتي. والآن بعد أن أتيت، لن أسمح لك بالرحيل.”

 

النهاية:

فجأة، أُغمي على عمر. عندما استيقظ، وجد نفسه ملقىً في أحد شوارع نيويورك، في الصباح الباكر. لم يكن هناك أثر للمنزل أو لمايكل. هاتفه كان مفتوحًا على تطبيق المحادثات، لكنه لم يجد أي رسائل من مايكل.

اعتقد عمر أنه ربما كان يحلم أو يتعرض لهلوسة بسبب التعب. لكنه عندما تفقد جيوبه، وجد دفتر يوميات مايكل الذي كان في المنزل.

كان يشعر بأن القصة لم تنتهِ. هناك شيء غامض يربطه بهذا المكان، ولم يكن مستعدًا لمواجهته بعد.

النهاية... أم البداية؟

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة