المنزل المهجور في نهاية الشارع: قصة الحلوى الملعونة في هالوين
في نهاية شارعنا يوجد منزل مهجور منذ ما أتذكره. إنه من تلك الأماكن التي كنت كطفل تعبر الشارع لتجنبها. الجميع في الحي يعرفه، لكن لا أحد يتحدث عنه حقًا، إلا في عيد الهالوين. في ذلك الوقت، تبدأ الأمور في أن تصبح غريبة.
كل عام، يظهر وعاء من الحلوى على الشرفة الأمامية ليلة الهالوين. الوعاء دائمًا نفسه: وعاء أسود بسيط مليء بأفضل أنواع الحلوى مثل "إم أند إمز" و"ريزيس"، لا شيء رخيص. لم ير أحد من قبل من يضعه هناك، ولم يبق أحد لفترة كافية ليكتشف. إنه فقط يظهر. والأمر الغريب هو أنه لا توجد أي علامة على الحياة في هذا المنزل طوال العام. لا أضواء، لا حركة، لا شيء. النوافذ متصدعة، والسقف ينهار، والفناء ممتلئ بالأعشاب. ومع ذلك، كل عيد هالوين، يظهر وعاء الحلوى في مكانه المعتاد.
هناك شائعة أيضًا، تناقلها الأطفال الأكبر سنًا عندما كنت صغيرًا. يقولون إن أخذ قطعة من الحلوى يجلب لك الحظ السعيد طوال العام. كثير من أطفال الحي يصدقونها. البعض يعتقد أنها مجرد تقليد بريء، بينما يرى آخرون أنها لعنة. أما أنا، فقد كنت دائمًا بين الاثنين. لم أكن أؤمن حقًا بفكرة الحظ، لكن لا أستطيع إنكار أن هذا المنزل يثير في داخلي شعورًا غريبًا كلما مررت به.
لكن في إحدى السنوات، تغير شيء ما. لم أستطع التوقف عن التفكير في المنزل، والحلوى، وحقيقة أن لا أحد يعرف من يضعها هناك. كنت قد كبرت وأنا أسمع القصص عن المكان. البعض يقول إن رجلاً مسنًا كان يعيش هناك، والبعض الآخر يعتقد أنه اختفى منذ سنوات، تاركًا المنزل كمدينة أشباح في شارعنا الصغير الهادئ. لكن لا أحد يعرف الحقيقة.
وفي ذلك العام، قررت أن أكتشف الأمر بنفسي. بعد أن غادر الأطفال الذين كانوا يطلبون الحلوى، بقيت خلفهم. كان الوعاء لا يزال هناك، جالسًا على الشرفة كما هو الحال دائمًا، وكأنه كان ينتظر. أصدقائي عادوا إلى منازلهم، وكان بإمكاني أن أفعل الشيء نفسه، لكن شيئًا ما منعني. شعرت وكأن المنزل يريد أن يلاحظ أحد وجوده، أن يدخل أحد داخله.
أخبرت نفسي أنني سأبقى فقط لأراقب، لأرى إذا كان هناك أحد سيأتي ليأخذ الوعاء أو يملؤه. لكن مع مرور الوقت، لم أستطع تجاهل الشعور بأن المنزل كان يدعوني للدخول. تلك الليلة، لم أعد قادرًا على المقاومة.
عبرت الشارع ببطء، مصطحبًا مصباحي اليدوي، ووقفت على الشرفة. أخذت نفسًا عميقًا ودخلت. بمجرد أن خطوت عبر الباب، تغير الهواء من حولي. شعرت بثقل غريب، وكأن المنزل كان يضغط عليّ. كان الظلام يبتلع ضوء مصباحي، والأرضية تصدر أصواتًا وكأنها تتحرك تحت وزني.
كلما توغلت داخل المنزل، شعرت بشيء غير طبيعي. الجدران كانت تتحرك، تبدو وكأنها تراقبني. كان لدي إحساس بأنني أراقب، وأن المنزل كان حيًا. حاولت أن أعود للخلف، لكن الباب الذي دخلت منه كان قد اختفى، وتحولت الممرات إلى متاهة لا نهاية لها.
بدأ الذعر يتسلل إليّ، لكن مع كل خطوة، بدا أن المنزل كان يسحب طاقتي. شعرت بالضعف، وكأنني أفقد السيطرة على نفسي. ثم بدأت أرى أشياء: ملابس، وأحذية، وأوراق متناثرة. كانت ملابس أطفال ومراهقين، بعضها بدا جديدًا، والبعض الآخر قديم جدًا.
بدأت أفهم: الحلوى لم تكن سوى طُعم. المنزل كان يجذب الناس إليه، يحتجزهم داخله، ويستهلكهم. شعرت بالرعب. حاولت الهروب، لكن كلما حاولت، شعرت وكأن المنزل يغلق عليّ أكثر.
في النهاية، وجدت نافذة وقفزت منها. كنت مصابًا ومنهكًا، لكنني نجحت في الخروج. عدت إلى المنزل، لكن لم أشعر بالأمان. المنزل أخذ شيئًا مني. حتى الآن، أعيش في نفس الشارع، وأشعر بندائه لي كل ليلة. أعلم أنه سيأتي يوم لن أستطيع فيه مقاومة هذا النداء، وعندها، لن أستطيع الهرب.