حكاية من حكايات العالم الثالث الخافي

حكاية من حكايات العالم الثالث الخافي

0 المراجعات

فتحت موبايلي بالصدفة عشان الاقي رسالة غريبة كان مضمونها مرعب  وكالاتي ..

« لو مقتلتش نفسك خلال يومين متلومنيش علي ال هيحصل .. شقة 11 الدور ال تامن معادنا الساعة 12 النهاردة  ضحي بحياتك افضل »  ..

لما قريت الرسالة منكرش اني اترعبت شوية ، بس اكيد هزار ، اكيد حد من اصحابي بيشتغلني .. وعشان كده اتصلت بالرقم ، بس للاسف كان الرقم مغلق ..

الرسالة غريبة جدا .. يعني ايه ؟ يعني ايه اقتل نفسي خلال يومين !! .. ويعني ايه شقة ١١ الدور التامن ؟ بصيت لاخويا حسن وانا بقوله الكلام ده .. كان مشغول بالبلايستشن وهو بيقولي

-- واضح انك مادة قابلة للسف يامحمد ، اي حد بيشتغلك دي رسايل عادية زي انزل يامحمد ابوك عمك لقي تماثيل سيب تليفونك وتعالي اروقك ماتشين ..

بس انا في حاجة شغلاني مش مرتاح ، وعشان كده سيبته ومشيت ونزلت القهوة ، قعدت وطلبت شاي .. جتلي رسالة تانية

"" اعتقد انك فكرني بهزر ، بس انا اتمني انك تنفذ كلامي علي محمل الجد ""

اتوترت وكنت بدور علي الولاعة طلعت سجارة وبعتله وولعتها .. وبعتله رسالة

"" انت مين ؟؟ وعايز ايه مني  انا مليش اعداء  ، انا ديما في حالي ..!! """

بعتلي رسالة تانية ..

"" مشكلتك انك فاكر .. انك ملكش اعداء بس انت عدوي الوحيد ، متبعتش رسالة تانية لاني مش هرد عليك ميعادنا الساعة ١٢  !! ""

سيبت الموبايل وفضلت سرحان .. اعداء ؟ انا مليش اعداء !! .. انا عمري في حياتي ماذيت حد ، ده اناا .. ده انا بخاف من كلاب الشوارع !!..

لقييت تليفوني بيرن .. كانت نمرة عمرو جاري وزميلي في الشغل  القديم بنا خلافات كتير وبقالنا زمن متصلناش ببعض ! .. فتحت عليه

-- الو ..
-- ازيك يامحمد ، معلش انا عايز اشوفك ضرروي ..
- انا علي القهوة تحت البيت ياعمرو في حاجة ولا ايه ؟ 
-- انا.. انا نازلك حالا !

كان صوته متوتر .. صوته مبحوح وخايف .. جالي بعد ربع ساعة ، كان بيبص في كل مكان .. شاورت عليه ودخلي

-- ازيك ياعمرو مالك خير ؟
-- مفيش .. محمد انا جاتلي رسالة تهديد اني هموت النهاردة لو مقتلتش نفسي .. رسالة غريبة ومش مفهومة ..

سكت .. سكت ومتكلمتش !! كاني مستني يقول حاجة تانية وهو بصصلي .. لحد متكلمت

- طيب وانا داخلي ايه ؟ ..
-- اصل في الرسالة كتبلي ان انت لو مقتلتش نفسك بكره هيجيلك ..

- اممم .. انا كده فهمت اللعبة دي !! .. بص ياعمرو انت جتلي برجلك ، انا من ساعة الحوار ال انت عملته وخلتنا احنا الاتنين نترفد انا مش صافيلك ، فانت لو جي تشتغلني عشان حوار قديم .. وملوش لازمة العب غيرها ..

-- يامحمد العب ايه وبتاع ايه ... انا كل ده فكرك انك عايز تنتقم مني .. عشان كده جي اسالك

- اتكل علي ياعمرو .. اتكل علي الله وشوف انت رايح فين ، ولا اقولك انا ال طالع

عمرو انسان مهمل ، هو السبب في طردنا من الشغل بسبب تاخيره ، انا مش عايز افتكر .. بس في حاجة غريبة كان بيكلمني وهو خايف جدا .. معقولة يكون هو ال يكون بيعمل كده .. ويكون ممثل بالشطارة دي .. الساعة جت ١٢ جتلي رسالة

"" ازيك يامحمد .. انا عارف ، عارف ومقدر انك فاكر كل ده اشتغالة ، حتي كمان معجبنيش حوارك مع عمرو .. وعشان اثبتلك ده بص في البلكونة الساعة ١ بالظبط علي شقة عمر  .."".

.. الموضوع بقي غريب !! ابلغ الشرطة ؟؟ مش عارف .. الجو كان برد جدا .. المطر شغال ، اخويا  حسن نايم ، عملت نسكافية وطلعت البلكونة باللحاف .. كانت عيني ثابته علي بلكونة عمرو .. بلكونة عمرو مفتوحة والستارة من الرياح رايحة جاية ، ازاي عمرو يفتح البلكونة في الجو ده ..؟  الساعة ١٢:٥٥ دقيقة .. سمعت صرخة قوية من بيت عمرو وهو بيقول
-- ااااارحمني

ارتعشت .. رميت اللحاف وبصيت علي الشارع .. حد سمع ال انا سمعته ؟؟ مكنش في حد من المطر !! .. بس لما رجعت ابص في البلكونة تاني .. لقيت شخص غريب واقف !! بيبصلي ويشاورلي ماسك في ايده تليفون  !! .. بيبعت رسالة .. انا مركز معاه جدا .. تليفوني رن بجرس الرسالة ، حسيت بقشعريرة مسكت جسمي كله ، حتي خايف ابص عليها .. بيشاورلي ان ابص عليها ..

"" اظن انك عرفت اني مش بكدب عليك .. لما تسمع خبر موت صديقكك بكرة ، واظن لازم تخلص من حياتك عشان متورطش ناس تانية ""

اول مقريتها اتصلت بالشرطة وعملت بلاغ .. وشديت سكين من المطبخ وجريت ، جريت علي شقة عمرو  .. طلعت الدور التالت .. شقته مفتوحة .. الدنيا مضلمة ..

لقيته ولع الكشاف .. لقيته قاعد علي الكرسي .. كان لابس قناع ، بيضحك بصوت عالي وماسك سلاح في ايده ..!! انا اضعف من اني اواجهه ، كنت خايف وماسك السكين ..

-- انت مين وعايز ايه 
- لسه دورك مش النهاردة .. وانا مديك فرصة تقتل نفسك

رمالي صورة وجري كانت صورتي ! .. جري وحتي محولتش اجري ورااه من صوت الانين بتاع عمرو .. دخلت غرفته ، لقيت ابشع منظر ممكن اشوفه .. عمرو مربوط علي سرير حديد  تحتيه نار .. ومتكمم بوء .. واولاده الاتنين  ومراته مقتولين ..  خرجت من الغرفة من المنظر انا حتي مش قادر انقذه ..  الشرطة جت .. عمرو كان بين الحياة والموت .. عنده حروق مستحيل تتعالج .. الشرطة قالتلي ان لازم تختفي من المكان ده لحد منقبض علي الجاني ..

حولت اختفي عن الانظار اليوم ده وفي تاني ، رحت علي محطة مصر وقولت هاخد اول قطر اقعد في قنا بلدنا شوية .. وانا بطلع التذكرة للكمسري وقعت صورتي علي ضهرها .. كان مكتوب عليها "" حسن اخوك ""

موبايلي وقع من الصدمة ،  كنت مجنون لدرجة ان لقيت نفسي بنط من القطر علي الزراعي ،  وصلت شقتي الساعة ١٢ ونص .. وال كنت خايف منه لقيته .. حسن .. حسن ميت علي الكرسي .. كنت بصرخ باعلي صوتي وبقوله انت فين !! انا عارفك هناا ... انا هقتلك !! موبايلي جتله رسالة .. كانت منه فتحتها ..

"" زي مكنت متوقع مستحيل تفهم .. ومستحيل تضحي عشان حد ، من ٩ سنين  ، شقة ١١ في المعادي الدور التامن قامت حريقة في العمارة ، كنت انت وصاحبك افراد  الاطفاء اتاخرتوا جدا .. كانت الشقة بتولع بالكامل ، خرجتوني بالعافية وسيبته اولادي ومراتي ، ولما طلبت منكم تنقذوهم وانا ببكي .. انا فاكر ردك كويس ..

-- ياستاذ في خطر مستحيل نضحي باروحنا !!!

هه .. ولما انا كنت بحاول انقذهم كنت سامع صاحبك بيقول

-- كتف المجنون ده هيقتل نفسه !! ..

انا كنت فعلا هقتل نفسي عشان انقذهم ، ولما دخلت المستشفي ٧ سنين عشان اتعالج من اثر الصدمة النفسية مبفكرش غير فيكوا .. صورتكوا في خيالي ، وبسال نفسي سؤال واحد .. يمكن منقذهوش عيلتي عشان ميعرفهوش .. بس ال اكتشفته فعلا ، انكم مستحيل .. مستحيل تضحوا بروحكم عشان خاطر حد ………………

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

10

متابعهم

1

مقالات مشابة