
تزوجت من أغنى رجل في المدينة… ولم أكن أعلم أنه لا يستطيع النوم وحده.
لطالما حلمتُ بالزواج من رجل يملك كل شيء: المال، النفوذ، والمكانة. وعندما طلب يدي "رائد"، أغنى رجل في المدينة، لم أتردد لحظة. في ليلة مميزة، التقيت به لأول مرة. كان ذلك اللقاء بداية رحلة غامضة ومليئة بالأحداث، ليلة مختلفة عن أي ليلة أخرى، حيث اجتمعت الأضواء والأناقة في مكان واحد.
كان اللقاء بمثابة الصدمة. وجدت نفسي فجأة أمام رجل يملك ثروة هائلة، وامتلأت مشاعري بمزيج من الإعجاب والخوف. في تلك اللحظة، لم أكن أعلم أن هذا اللقاء سيغير حياتي إلى الأبد. وراء بريق الثروة، وجدت رجلًا يحمل داخله قصة حزينة، هشاشة نفسية جعلتني أشعر نحوه بشيء من التعاطف، وربما الفضول.
ثم جاء عرض الزواج كمفاجأة مدوّية، عرضٌ لا يمكن لفتاة في مكاني أن ترفضه. بدأت التحضيرات، وكانت فخمة بشكل لا يصدق. من القاعة ذات الإطلالة الخلابة إلى الديكورات التي جمعت بين الفخامة والبساطة، شاركت في أدق التفاصيل، وشعرت للحظات بأنني ملكة تُتوج على عرش الحلم. لكن مع اقتراب موعد الزفاف، بدأ القلق يتسلل إلى قلبي، كظل لا يُرى، لكنه يُحس.
ليلة الزفاف كانت نقطة التحول. دخلت غرفة النوم بفرحة كبيرة، كمن ينتظر لحظة العمر، لكن سرعان ما تحوّلت هذه الفرحة إلى حيرة. لاحظت أن زوجي يتصرف بشكل غريب، بدا قلقًا، متوترًا، وعيناه تائهتان. حاولت أن أفسّر تصرفاته، لكني لم أجد لها تفسيرًا منطقيًا.
ظننت أنني سأعيش حياة الأحلام… حتى اكتشفت شيئًا غريبًا في أول ليلة زواجنا. كان يحدّق بالسقف في صمت، وجهه شاحب، ويداه ترتجفان. ثم همس لي بصوت خافت وكأنه يخشى أن يسمعه الفراغ من حوله:
"أرجوكِ، لا تتركيني وحدي الليلة… أنا لا أستطيع النوم وحدي."
في تلك اللحظة، شعرت بالتناقض الصارخ بين الثراء الظاهري والضعف الخفي، وكأن القصر المذهّب قد أخفى رجلًا ينهار بصمت.
استيقظت في منتصف الليل على صوته، كان يتحدث بصوت منخفض. لم أسمع كلماته بوضوح، لكن نبرة الألم كانت كافية لتوقظ في داخلي شيئًا غامضًا. اقتربت منه، فوجدته يتحدث إلى نفسه، كأنما يخوض معركة داخلية. كانت تلك اللحظة صادمة. بدأ الشك يزحف إلى أعماقي: هل أنا حقًا مستعدة لهذا الزواج؟ هل هذا الرجل سليم نفسيًا؟ هل أستطيع احتمال هذا الغموض؟
رغم الصدمة، لم تغب عني مشاعر التعاطف. كنت torn between مشاعر متناقضة: رغبة في الهرب، ورغبة في الإنقاذ. وجدت نفسي في صراع داخلي حقيقي، بين خوفي من المستقبل، وإحساسي بأن هذا الرجل لا يستحق أن يُترك وحده.
ظننت في تلك الليلة أنني بدأت أفهمه… بدأت أتلمّس الطريق إلى أعماقه.
لكنني استيقظت فجأة على صوت باب الغرفة يُفتح ببطء، ورجل غريب يقف في الظل، ينظر إليّ دون أن يتكلم. التفت زوجي إليه، ثم نظر إليّ، وقال بصوت هادئ… لا يحمل خوفًا ولا دهشة:
"كنت أعرف أن هذه اللحظة ستأتي."
ولم يقل أكثر من ذلك.
يتبع…