
المقارنة لجام السعادة
المقارنة لجام السعادة
في خضم هذه الحياة الحافلة بالسرعة والانجاز والبذخ الذي يأسر الأرواح .والتهافت على بقايا السعادة.والتسابق نحو أضواء الشهرة.وفي الأخير تتربع مواقع التواصل على هذا العصر الحافل بالأنانية.مسلطة صخبها على النجاحات والجماليات والملامح التي تصرخ بالمثالية.فتسطر بحبرها على كل ماهو كامل.وتغض طرفها عن كل ماهو مخضل بالنقائص.فتظهر الدنيا مرتبة من عنقها إلى أخمص قدميها.وكأن الفشل أسير الخيال.والفشل بات لجيما ويخص فئة الغير المحظوظين
“ إن هذا غير عادل”
هذا مايقوله نحن الغير المحظوظين عادة
ثم نضع هواتفنا الجميلة جانبا ونتفقد وجهنا فنراه شاحبا ونتأكد أننا غير جميلين بما يكفي ليقع في حبنا قطنا الودود.ثم نتنحى إلى الخلف قيلا فنرى أن رؤوسنا كبيرة لدرجة انها قادرة على تحطيم مدينة.ثم نقترب إلى المرآة قليلا فنرى البثور تلثم خدينا وكأنها قد أصبحت أكثر دكنا من ذي قبل نعم ذلك لأن اليوم هو يوم مهم.سنزور الجامعة بعد عطلة دامية بيننا ووسائدنا.لقد كانت عطلة خالية من الإنتاجية.لم نوف بتلك العهود التي قطعناها على أنفسنا قبل شهر من هذا اليوم.ثم تدفننا هذه الأفكار مجددا في وحل من الضلالة والبؤس.ثم ياإلاهي أنفنا كبيرة مجددا.نفقد حماسنا المدوي ويحضننا الفتور.بداية يوم جيدة حقا.نكتسي شيئا عاديا ونرخي ظهورنا لأننا نعتقد أنه مهما فعلنا فإن مظهرنا بائس ولا داعي للترجل في جعلنا نبدو أنيقين وأيضا لأن قطنا يزال لا يحبنا…
نودع بيوتنا.فجأة نرى ان الجميع يكتسي بسمة جميلة وبايجابية تهتز اجسادهم.وبثقة يحركون رؤوسهم.ثم نحس وكأنهم رزقوا كنوز الآخرة.تصل إلى الجامعة فيبادرك استاذك بالتحية فترد قائلا
“إن الجو حار كأنما نحن في فصل الصيف ”
ثم تكتشف حقا أنكم في هذا الفصل ..
تدخل القاعة تجد أن الجميع ادلهمت عليه روح الحماس والدراسة.هذا أتى بنظرية جديدة مفادها ان الماء نوع من أنواع الخضار فيهب الأستاذ بالتصفيق.ثم تقول أنت" هذا ماكنت أحاول قوله".أو" لماذا لم أفكر في ذلك" ؟
تخال أن الدنيا لم تفتح لك مصراعيها بما يكفي لتحضنها.وأن حظوظها طرقت بيوت الجميع وأعرضت عن خاصتك.
ثم تقلب نظراتك على الجميع فتجدك ضمرت في كيانهم ولم تجد جوهرك واضحا بينهم.إنهم رائعون!! أما أنا فلا أراني أبدا .
ثم وقبل منامنا يمر تحت أجفاننا شريط ذلك اليوم الغير المحفوف بالحظ.ثم يتبادر إلى أذهاننا ذلك الفكر المعفن مجددا"إنني لست كافيا "
تلك الشقراء حلقت بالجميع في سرب وقارها وحنكتها.وذلك الوسيم كان سببا في إغماء إحداهن على كلب نائم…رائع!!
وذلك…وتلك…
ثم تخاصمنا الإنتاجية في تلك الأمسية.ويعبس في وجهنا الوقت أيضا.ثم مرحى لنا إنه الأرق مجددا.
ثم ننتظر بعد كل هذا أن تصالحنا السعادة.ننتظر متى تظهر جنيتنا الطيبة وتخبر جميلتنا أن تتملص من أيادي ليلة مبهجة ثم نستيقظ في الغد بكتلتنا ونرى أن أشكالنا أصبحت جميلة بما يكفي ليحبنا قطنا.وأننا كنا عميا البارحة.وأن عقولنا إكتست ذكاءا فلكيا ينافس عقول التاريخ.
ونحن بصدد الخروج من المنزل. ثم أمنا البهيجة توقظنا في الوقت الصحيح لنخوض في يوم بائس جديد
نتمنى آنذاك لو أن البشرية انقرضت لنخلو بأنفسنا في هذا العالم الكبير جدا
لا بل لا بد لهذا الفكر المتعفن هو من ينقرض. ونتعلم ترويض بصائرنا.آنذاك سنتعلم كيف نحبنا.