قصة فراشة وليلى: درس لا يُنسى في الصداقة الحقيقية

قصة فراشة وليلى: درس لا يُنسى في الصداقة الحقيقية

0 المراجعات

🟦 المقدمة :

هل تخيلت يومًا أن تأتيك الصداقة من كائن صغير لا يتكلم؟
هل جربت أن تشعر بالوحدة، ثم يظهر لك من يمنحك شعورًا بالدفء والمشاركة دون أن يقول كلمة واحدة؟
هذه ليست قصة خيالية فقط، بل حكاية صغيرة عن "ليلى" التي لم تكن تؤمن كثيرًا بالصداقة... حتى جاءها درس غير متوقع من فراشة زرقاء.
ما الذي حدث؟ وكيف غيّرت الفراشة الصغيرة نظرتها للعالم؟
في هذه القصة، سنتعلم أن الصداقة ليست مجرد كلمات، بل أفعال ومواقف.
اقرأ حتى النهاية... فهناك مفاجأة ستغير نظرتك أنت أيضًا!

 

🟧 القصة:

في صباح يومٍ دافئ من أيام الربيع، كانت "ليلى" تجلس في حديقة منزلها، محاطة بأشجار الياسمين ونسمات الهواء العليل. كانت تمسك كتابًا كبيرًا فيه صور ملونة لقصص الأميرات والحيوانات، وتقرأ بهدوء كعادتها.

ليلى فتاة في التاسعة من عمرها، ذكية وهادئة، لكنها لا تحب اللعب كثيرًا مع الأطفال. كانت تجد راحتها في القراءة، ومراقبة الطبيعة، والاستماع لصوت العصافير.

بينما كانت تتصفح صفحات الكتاب، حطّت على كتفها فراشة زرقاء صغيرة، لامعة كأنها من الزجاج. توقفت ليلى عن القراءة، ونظرت إليها بدهشة وابتسامة.
قالت هامسة:
"مرحبًا أيتها الجميلة، من أين أتيتِ؟"

الفراشة لم ترد، بالطبع، لكنها بدأت تدور حول ليلى برشاقة، وكأنها ترقص.

ومنذ ذلك اليوم، بدأت الفراشة تظهر كل صباح. كانت تطير حول ليلى، وتجلس على كتابها، وأحيانًا تختار لها زهرة وتضعها على الصفحة التي تقرأها.
أحبت ليلى وجود الفراشة، وبدأت تتحدث معها كما تتحدث مع صديق.

لاحظت ليلى شيئًا غريبًا مع الوقت:
الفراشة لا تأتي إلا عندما تكون في مزاج جيد وسعيدة، لكنها تختفي في الأيام التي تكون فيها حزينة أو منزعجة.

وذات يوم، خرجت ليلى للعب قليلًا مع جارتها "سلمى"، وبعد لحظات من المرح، اختلفتا على لعبة، فصرخت ليلى في وجهها وقالت كلمات قاسية، ثم تركتها وذهبت.

عادت إلى الحديقة وجلست تنتظر الفراشة... لكنها لم تأتِ.

انتظرت ساعة، ثم اثنتين... ولا أثر للفراشة الزرقاء.
شعرت بالحزن، ليس فقط لفقدانها، بل لأنها بدأت تدرك السبب.

فهمت ليلى فجأة أن الفراشة كانت تظهر عندما تكون مشاعرها جميلة، وتختفي عندما تكون مشاعرها سلبية.
فهمت أن الصداقة لا تعني أن نربح دائمًا، بل أن نتنازل ونعتذر عندما نخطئ.

في اليوم التالي، ذهبت إلى سلمى بابتسامة خجولة وقالت لها:
"أنا آسفة يا سلمى، لم يكن عليّ أن أصرخ... هل ما زلنا صديقتين؟"

نظرت سلمى إليها، ثم ابتسمت وعانقتها.
وفي تلك اللحظة... ظهرت الفراشة من بعيد، تحلق ببطء ثم تدور حول الفتاتين.

فرحت ليلى بشدة، وقالت في سرّها:
"الآن فهمت... الصداقة تحتاج إلى قلبٍ نظيف، لا كبرياء."

 

🟩 الخاتمة:

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ليلى أقرب إلى الناس، تتحدث وتلعب، وتعتذر إن أخطأت.
أما الفراشة؟
فكانت تزورها من وقت لآخر، تذكّرها بأن الصداقة الحقيقية لا تُقاس بعدد الكلمات، بل بصدق المشاعر.
وهكذا تعلمت ليلى أن الأصدقاء هم كالزهور... يحتاجون إلى اهتمام، ولطف، وصدق كي يزهروا معنا دائمًا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة