ميدوسا ( ما وراء الاسطورة والمعاناة)
السلام والاحترام اصدقائي الكرام .
طبتم وطابت اوقاتكم ويا مرحبا بكم في هذه الدردشه .
اليوم وعلى غير العاده سنتناول موضوعا يندرج حتما ضمن تصنيف الاساطير القديمه التى لا ابحاث علمية ولا حتى دراسية حاولت تبيان حقيقتها من عدمها .
ولكن هذا الموضوع في الاشهر القليله الماضيه كان وسما متداولا او ترند في وسائل التواصل الاجتماعي .
ترند ارتبط بموضوع اقل ما يقال عنه انه مرعب .
مرعب للضحايا او بالاصح للابطال الذين تعرضو له على يد وحوش على هيئة بشر .
لهذا السبب لنروي اليوم قصة بطلتها الاسطوره ( ميدوسا ) .
( ميدوسا ) احدى اشهر الاساطير الاغريقية والاسم الاكثر تداولا فيها .
ان كان من الشعراء ام من الكاتبين و صناع الافلام وصولا الى جعلها رمزا لاحدى العلامات التجاريه المخطصة بالموضة والملابس فمن هي ( ميدوسا ) هذه وما علاقتها بضحايا ابشع الجرائم على مر التاريخ .
الاساطير الاغريقيه عالم كبير مترامي الاطراف . شخصياته عديده وغريبه اغلبها يحمل صفات الالهه او انصاف الالهه على الاقل و(ميدوسا ) احدها .
فهي احدى الجرجونات الثلاثه في الاساطير الاغريقيه .
ثلاث اخوات ( صيف . ايرلن . وميدوسا ) .
ثلاث راهبات فائقات الجمال . كن يخدمن في معبد الالهه (اسينا ).
الرويات كثيره حول ميدوسا واخواتها وتحولهن الى وحوش عديده .
فرواية تقول ان هن اصلا وحوش ممسوخه . واخرى تقول ان ميدوسا بالذات كانت تتباها بجمالها وتقول انها اجمل من اسينا احدى الالهة الكبار وتسبب بسخط كبير عليها وعلى اخواتها لانهن لن يردعنها على هذا التباهي فقامو ا بتحويلهن الى وحوش ممسوخه .
واشهر الروايت واكثرها تداولا والتي كانت السبب المباشر لرد هذه الشخصية الاسطوريه في زماننا هذا هي التي ذكرها الشاعر الاغريقي ( هسيودوس ) الذي عاش في قرون ما قبل الميلاد وتحديدا مابين عامين .650 و 750 .ق..م.
الاسطورة ايضا ذكرت في كثير من القصائد وابرزها قصيدة التحولات للشاعر الروماني ( اوفيد ) والتي فصلت الاسطوره بشكل واضح وبالصيغه التي وصلت الينا اليوم .
الروايا الاشهر تقول ان ميدوسا واخواتها كن راهبات في معبد اسينا .
ميدوسا كانت اجملهن على الاطلاق .
جمال ميدوسا بعينيها الرئعتين وشعرها الطويل والكثيف لفت نظر (بصيدم ) اله البحار والمحيطات والعواصف البحريه .
ونتيجة الى هذا الافتتان قام بصيدم باغتصاب ميدوسا والتي عادة ما كانت توصف بالنقيه في حرم معبد اسينا .
علمت الالهه اسينا بالتدنيس الذي طال معبدها . ولان ميدوسا نصف الهه وفانية بعكس اخواتها .
وبحكم كون بصيدم من كبار الالهه فان غضب اسينا واقع على ميدوسا لا ما حاله .
فاصبحت الضحيه هي المتهم .
عقاب اسينا كان تحويل ميدوسا الجميله الى مسخ .
فابقت على جمال وجهها الجميل بنسبة قليلة فقط لتبقي صيغة الائدبيه عليها الى ان ابدلت شعرها الكثيف بثعابين وعيونها البريئه الفاتنة اصبحت سلاحا فتاكا يحول كل من ينظر اليها الى حجر من النظرة الاولى .
واخواتها كذلك اصابهن غضب اسينا فتحولنهن الاخريات الى وحوش .
غادرت الاخوات المعبد واعتزلن العالم في كهف مظلم .
هذا الكهف اختلف الرواة في تحديد مكانه .
فبحسب (هسيودوس ) والكاتب المعروف بابو تراجيديا فان ميدوسا عاشت في كهف في مدينة (اثيثين ) الواقع على سواحل منطقة ميسيا القديمه في انتاليا الحاليه .
لم تنتهي الاسطورة هنا .
فبما ان ميدوسا اصبحت وحش وبما انها فانية . اذا يجب قتلها .والقاتل بطبيعة الحال سيكون بطلا من ابطال الاساطير الاغريقيه القديمه .
برسيوس الفارس .
برسيوس هذا كان يسعى خلف راس ميدوسا ارضاءا للملك الذي كان يعيش على ارضه .
الملك الذي كان بدوره ارسل برسيوس الى هذه المهمه والتي كانت تعتبر مستحيله .
كان يريد القضاء على برسيوس لكي يتمكن من الزواج بوالدة الفارس .
ولكن لان برسيوس كان ابن الاله (زيوس ) فقد ثبتته الالهه الاخرى بالاسلحه اللازمه لانجاز المهمه .
الاسطورة تكمل فتقول ان برسيوس وصل الى الكهف واستغل نوم الجرجونات الثلاثه وقطع راءس ميدوسا الذي احتفظ رغم القطع بقوته واستخدم درعه للحماية من قوة العيون .
بعد قطع الراءس خرج من عنق ميدوسا (ميجاسوس ) الحصان المجنح والعملاق الذهبي (جرايسور ) اللذان خولدا في الاساطير الاغريقيه كاولاد ميدوسا .
برسيوس بعدها قام بوضع الراءس في الحقيبة التي كانت بحوزته لتقديمها الى الملك .
في هذا الوقت حست الاختين بما جرا على اختهم بقاما بمهاجمة بمهاجمة برسيوس ولكنه استطاع الفرار بصعوبه بعد كثير من المصائب .
وفر من الكهف حاملا راءس ميدوسا في الحقيبه ليهديه في نهاية الامر وبعد كثير من المصاعب والحروب الى اسينا التي وضعت الراءس على الدرع الحربي خاصتها .
الى هنا اصدقائي تنتهي قصة ( ميدوسا ) ولكن التاريخ خلد هذه المراءه الاسطوره ان امكن القول في مختلف المجالات .
فعلى صعيد علم الاثار واكتشافته تم العثور على راءس امراءه تغطيه الافاعي بدلا من الشعر عام 2015 .
والاكتشاف تم على يد بعثة تركيا امريكيه في مدينة تاريخيا في احدى مقاطعات تركيا . وهي مقاطعة ( انتاليا ) التي ذكرنها مسبقا انها كانت مسكن ميدوسا بحسب الاساطيرالاغريقيه .
والى من واصل القراءه الى هنا اليك كل احترامي وتقديري .
وانتظرونا اصدقائي في كثير من القصص والروايات الاخرى .
والسلام عليكم …………..