نيران العداله -The fires of justice

نيران العداله -The fires of justice

2 المراجعات


                                نيران- العداله 
    
              

 

                  الفصل الاول

في زمنٍ  قديم   بل قرب من الجبال في الريف.كان الريف هادئًا إلا من أصوات الطيور وخرير الماء.
هناك، وُلد اسموا "جاسر"، طفل في الثانية عشرة من عمره، يعيش مع أسرته الصغيرة: أبٌ قوي وطيب القلب، أم حنون ووجهها دائم الابتسام، وأخ أكبر يُدعى "أسر"، في السادسة عشرة من عمره، كان أكثر من أخ.… كان صديقه وحاميه.


كانت حياتهم بسيطة، أحلامهم صغيرة لكنها جميلة: الزواج، زراعة الأرض، ورؤية أطفالهم يكبرون وسط الحقول. كانوا مسلمين
عيشون على فطرتهم ،لكن الحياة لم تكن تعرف أحلامهم.


في يوم الثامن عشر من يوليو، بينما كان "جاسر" و"أسر" يلعبان عند النهر القريب، مرر الوقت حتى غروب الشمس وهم في الطريق للبيت سمعوا صراخ بعيد.من القريه عادا مسرعين.
لكن المشهد الذي رأياه جمد جسمهم :


قطاع طرق، أشد قسوة من الذئاب، يحيطون بالبيت. أمام أعينهما، جاسر و اسر كان يظنوا ان و الديهم بي البيت لان قطاع الطرق اشعلو النيران في القرية و اقتحموا بيتهموا.
تسمر "جاسر" مكانه، لا يصدق أن بيته الذي كان يملأه الضحك قد صار رمادًا. لكن "أسر" أدرك الخطر، فأمسك بيد أخيه، وركضا باتجاه الغابة. لم يتركوهم وشأنهم — رآهم أحد قطاع الطرق، فأطلق صيحة، وبدأ المطاردة.

وسط الأشجار الكثيفة، خبأ "أسر" أخاه في جوف شجرة قديمة، وقال بصوت مضطرب:
"استنى هنا… هشتتهم عنك."


ركض مبتعدًا، بينما ظل "جاسر" يلهث داخل الظلام. مرت دقائق ثقيلة حتى اخترق صمت الغابة صوتٌ احصنه  فهوا عرف انوا مسكوا وقتلوه، لم يكن يحتاج أن يرى ليعرف الحقيقة أن" أسر" لن يعود.
تجمد جسده، لكن قلبه اشتعل. ذلك اليوم وُلد شخص آخر… لم يعد جاسر الطفل. أصبح جسده ثوبًا لروح جديدة، روح لا تعرف الى تحقيق العداله.
عاش في الغابة مجبرًا، يتعلم من حيواناتها كيف يختفي، ومن طيورها كيف يترقب، ومن ليلها كيف يصبر. كان قريبًا من المدينة، يراها من بعيد، أضواءها وأصواتها كأنها عالم آخر، عالم النعيم الذي حرمه منه القدر.


في داخله، كان يرى طريقين: 

على يمينه النعيم الذي قد يحصل عليه إن نسي الماضي، وعلى يساره نيران تحقيق العدالة.


لكنه لم يكن مستعدًا لاختيار الطريق المريح. قرر أن يسير نحو اللهب، أن يحمل قوسه وسيفه، أن يصبح ظلًا يطارد المجرمين في كل زاوية


ومع كل خطوة يخطوها في الغابة، كان صوته الداخلي يردد:
“لن أكون مجرد ناجٍ سأكون العدالة....”
وهكذا، بدأ عهد جاسر المقنع، ظل الغابة، الذي لا ينام حتى يسقط آخر رأس من العصابة التي سرقت منه كل شيء.


مرت خمس سنوات منذ أن دخل "جاسر" الغابة لأول مرة، ذلك اليوم الذي خسر فيه أسرته وكل ما أحب. صار يعرفها كما يعرف كف يده، من الجذور المتشابكة حتى أعالي القمم. لم تعد الغابة سجنًا، بل صارت بيته هي و الجبال.


تعلم الصيد بإتقان، يعرف أي سهم يقتل الطريدة، وأي ضربة تخيف المفترس دون أن تقتله. تعلم متى يواجه وأي لحظة ينسحب.
نى كوخًا صغيرًا على ارتفاع عالٍ بين أغصان شجرة عملاقة، مخفيًا عن العيون، حتى لو مرت العصابة أسفل منه فلن يعرفوا بوجوده. هناك كان يتدرب كل صباح، يقفز بين الأغصان، ويشهر قوسه في لمح البصر، ثم يعود ليمسك بسيفه، يضرب الهواء وكأنه يضرب أشباح الماضي.


في إحدى رحلات الصيد، عثر على فهد صغير جريح. كان الفهد ضعيفًا، بالكاد يفتح عينيه. قرر "جاسر" أن يطعمه ويرعاه حتى استعاد قوته. ومع مرور الشهور، صار الفهد أقرب أصدقائه، يتبعه أينما ذهب، يشاركه الصيد، وحتى النوم بجانبه في ليالي البرد القاسية. أطلق عليه اسم "سريع".


لكن الحياة في الغابة لا تخلو من المفاجآت. ففي يوم 22 مارس، بينما كان يتفقد مصائده، لمح شابًا يركض بين الأشجار، وجهه مبلل بالدموع، وخلفه صيحات غاضبة. اقترب أكثر، ليرى أن الصيحات تعود لقطاع طرق، نفس النوع الذي قتل عائلته، لكن هؤلاء يطاردون الشاب لأنه سرق منهم بعض الطعام.
تردد "جاسر" لحظة، فالمساعدة لاكن شاف نفسوا فيه و تذكر ليالي الجوع التي قضاها وحيدًا، وكيف أن العالم لم يمد له يد العون.
دفع للأمام، ظهر أمام الشاب وأعطاه حقيبة بداخلهاة طعام وبعض الملابس.


قال بهدوء:
"خُذهم… وامشِ قبل ما يلاقوك."
ثم التفت ببطء نحو قطاع الطرق، وابتسامة باردة ترتسم على وجهه، ابتسامة يعرفها كل من شارك في مأساته او انضم لهم.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

3

متابعهم

5

مقالات مشابة