رواية العليين أو العمالقه

رواية العليين أو العمالقه

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

image about رواية العليين أو العمالقه

 

الجزء الثالث: صراع الحكمة والقوة

أدرك سام أن القصة لم تنتهِ بسلام أبدي، بل بدأت للتو. فما كان يراه على أنه حل نهائي، كان في الحقيقة بداية تحدٍ جديد. عندما واجهته ليلى بحقيقة أن بعض السامقين يستخدمون القوة الجديدة للسيطرة، شعر بثقل المسؤولية. لم يعد الأمر يتعلق فقط بتحرير الماضي، بل بالتحكم في الحاضر وحماية المستقبل.

قرر سام وليلى أن يعملا معًا، فهما يمثلان وجهين للعملة الواحدة: سام يمثل الحكمة القادمة من الرؤية العالية، وليلى تمثل الوعي العميق بالتفاصيل الصغيرة. كان هدفهما الأول هو فهم القوة الجديدة التي منحتها البلورات للسامقين.

اكتشفا أن القوة تكمن في التناغم مع الأشجار المضيئة. فكلما ازداد انسجام السامقين مع الطبيعة، زادت قوتهم. لكن البعض، بدافع الجشع أو الجهل، كان يحاول استغلال هذه القوة بشكل فردي، مما أدى إلى اختلالات بيئية بسيطة، مثل صيد الحيوانات البرية بشكل مفرط.

بدأ سام وليلى في حملة توعية. كان سام يتحدث من أعلى التلال، مستخدماً صوته العميق ليصل إلى الجميع. كان يشرح أن قوتهم الجديدة ليست هبة للاستغلال، بل أمانة للحفاظ على التوازن. أما ليلى، فكانت تتجول في الوادي، تتحدث مع كل قروي على حدة، وتشرح لهم أهمية الحفاظ على كل كائن حي، من أصغر نبات إلى أكبر حيوان.

في البداية، قوبلا بالرفض. كان بعض السامقين يرى أن هذه القوة حق لهم، وأنها تميزهم عن أهل الوادي. كان هناك زعيم شاب يدعى "أرغون"، كان يتمتع بقوة هائلة، ويستخدمها في تحدي الآخرين. كان أرغون يمثل الجانب المظلم من القوة التي أطلقتها البلورات، وكان يرى في كلام سام وليلى ضعفًا.

في أحد الأيام، قرر أرغون أن يتحدى سام. قام بالسيطرة على شجرة عملاقة، وحركها لتسد مجرى النهر، مما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية. كان هذا التحدي علنياً، وكان يهدف إلى إثبات أن القوة هي التي تحكم، وليس الحكمة.

لم يواجه سام أرغون بالقوة، بل بالحكمة. وقف سام وليلى أمام الشجرة، وبدآ يتحدثان معها. ليس بصوت عالٍ، بل بهمس خافت. كانا يذكّران الشجرة بجمال الحياة التي كانت ترويها، وبالفرح الذي كانت تجلبه لأهل الوادي. وببطء، بدأت الشجرة تتأثر بهمساتهم، وعادت إلى مكانها بسلام، ليجري النهر مرة أخرى.

كانت هذه الحادثة نقطة تحول. رأى السامقون أن الحكمة أقوى من القوة، وأن الانسجام مع الطبيعة هو مصدر القوة الحقيقية. بدأ أرغون يفقد تأثيره، وبدأ الناس يستمعون لسام وليلى.

أصبح سام وليلى قادة القرية، لا بالقوة، بل بالمحبة والتفاهم. عملا معًا لإنشاء "مجلس الانسجام"، وهو مجلس يضم ممثلين من السامقين وأهل الوادي. كانت مهمة المجلس هي التأكد من أن القوة الجديدة تستخدم للخير، وأن التوازن البيئي يُحافظ عليه.

في النهاية، لم تعد قصة "العالين" مجرد قصة عن قرية طويلة القامة، بل أصبحت قصة عن التوازن بين القوة والحكمة. قصة عن شاب تعلم أن العمق الحقيقي لا يكمن في طول القامة، بل في القدرة على فهم الآخرين، وقصة عن فتاة أدركت أن الشك ليس ضعفاً، بل هو بداية البحث عن الحقيقه 

بعد أن حقق سام وليلى السلام في وادي "العالين"، حان الوقت ليروا كيف هو حال العالم في الخارج. سيكون هذا تحديًا جديدًا لهم، لأنهم سيتركون واديهم الآمن ليتعاملوا مع عوالم جديدة وقوى لم يعرفوها من قبل.

بعد سنوات من السلام والازدهار، أصبح وادي "العالين" مثالاً للتناغم بين البشر والطبيعة. لكن بينما كان سام وليلى يتأملان الأفق من أعلى تلة في القرية، شعرا بأن هناك شيئاً آخر ينتظرهما. لم يعد الأمر يتعلق فقط بالحفاظ على السلام، بل باستكشاف العالم الأوسع ومشاركة الحكمة التي اكتسباها.

الجزء الرابع إثارة تابعنا

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-