رحلة الأرنب كريم في أرض الألوان

رحلة الأرنب كريم في أرض الألوان

0 المراجعات

في قرية صغيرة عند أطراف الغابة، كان يعيش أرنب صغير اسمه كريم. كان كريم يحب اللعب كثيرًا، لكنه لم يكن يحب مساعدة الآخرين، وكان يفضل الاحتفاظ بألعابه وأكله لنفسه.

في يوم مشمس، كان كريم يقفز بين الأعشاب حين لمح فراشة جميلة تطير فوقه. تبعها حتى دخل مكانًا غريبًا لم يره من قبل. كانت الأشجار هناك بألوان زاهية، والزهور تشبه قوس قزح، والنهر يجري بماء لامع كالكريستال.

اقترب منه عصفور أزرق وقال:

– “مرحبًا بك في أرض الألوان، لكن احذر! من يدخلها لا يستطيع العودة إلا إذا اجتاز ثلاث مهام.”

سأل كريم بفضول:

– “وما هي هذه المهام؟”

ابتسم العصفور وقال:

– “ستعرفها عندما يحين وقتها.”

وبينما كان كريم يتجول، وجد سلحفاة كبيرة تحاول دفع حجر ثقيل عن طريقها. تجاهلها في البداية، لكنه تذكر كلام العصفور، فعاد ليساعدها. شكرته السلحفاة وأعطته زهرة ذهبية.

قال العصفور:

– “هذه كانت المهمة الأولى: التعاون ومساعدة الآخرين.”

تابع كريم طريقه حتى وصل إلى جسر مكسور فوق النهر، وكان هناك قنفذ صغير يبكي لأنه لا يستطيع العبور. فكر كريم قليلًا، ثم جمع بعض الأخشاب وصنع له قاربًا صغيرًا. ابتسم القنفذ وقال:

– "شكرًا لك، هذه هديتي" وأعطاه حجرًا لامعًا أزرق.

قال العصفور:

– “هذه المهمة الثانية: الإبداع في حل المشكلات.”

وأخيرًا، وصل كريم إلى ساحة مليئة بالألوان، لكن فجأة اختفت الألوان وأصبحت كل الأشياء رمادية. قال العصفور:

– “لتعيد الألوان، عليك مشاركة ما لديك مع من حولك.”

أخذ كريم الزهرة الذهبية والحجر الأزرق، ووضعهما في وسط الساحة، فأضاء المكان وعادت الألوان أجمل من قبل.

قال العصفور مبتسمًا:

– “هذه كانت المهمة الثالثة: العطاء والمشاركة.”

فجأة، وجد كريم نفسه عند باب قريته،

بعد أن عاد كريم إلى قريته، أصبح الجميع يلاحظ التغيير الكبير في شخصيته.

صار يساعد جيرانه ويحمل الطعام للعصافير في الشتاء، ويلعب مع صغار الأرانب ويشاركهم ألعابه.

لكن في إحدى الليالي، سمع كريم طرقًا خفيفًا على بابه.

فتح الباب فوجد الفراشة التي قادته إلى أرض الألوان، وهي تقول:

– “كريم، أرض الألوان في خطر، ونحتاجك مرة أخرى!”

لم يتردد كريم، وذهب معها عبر الغابة حتى وصل. هناك وجد السماء ملبدة بالغيوم السوداء، والألوان بدأت تختفي ببطء.

قال العصفور الأزرق:

– “هذه المرة، لا توجد مهام محددة، عليك أنت أن تكتشف كيف تعيد البهجة.”

بدأ كريم يتجول ويسأل المخلوقات عن سبب حزنهم، فاكتشف أن الجميع خائف من التنين الرمادي الذي يسكن الجبل القريب.

ذهب كريم بجرأة نحو الجبل، وهناك وجد التنين جالسًا وحيدًا. اقترب منه وسأله:

– “لماذا تخيف الجميع؟”

تنهد التنين وقال:

– “أنا لست شريرًا، لكنني أشعر بالوحدة، فابتعد عني الجميع، وغيابهم جعل ألواني باهتة.”

ابتسم كريم وقال:

– “إذن أنت لا تحتاج إلى القتال، بل إلى صديق.”

أخذ كريم التنين معه إلى الساحة، ودعا كل الحيوانات للعب والغناء. ومع ضحكاتهم، عادت الألوان من جديد، حتى التنين نفسه صار ملونًا وجميلاً.

ومن يومها، أصبح التنين صديقًا للجميع، وصارت أرض الألوان أكثر جمالًا من أي وقت مضى.

الدرس الإضافي: أحيانًا يكون وراء الخوف قصة، وفهم الآخرين هو أول خطوة نحو السلام. 🕊️

 

 

مرت سنوات، وكريم أصبح حكيم القرية، يحكي للأطفال مغامراته في أرض الألوان.

كان يقول دائمًا: “القلب الذي يعرف الحب لا يخاف، والعقل الذي يبحث عن الحلول لا يضيع.”

وكبر الصغار حاملين الألوان في قلوبهم أينما ذهبوا.

 

عاد كريم إلى أرض الألوان مع أصدقائه لزيارتها كل ربيع، يزرعون 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

10

متابعهم

3

متابعهم

4

مقالات مشابة