الطيور الصغيرة والشجرة العجوز

الطيور الصغيرة والشجرة العجوز

0 المراجعات

في غابة بعيدة، كانت هناك شجرة عجوز كبيرة الأغصان، تعيش عليها مجموعة من الطيور الصغيرة. كانت الشجرة تحب الطيور كثيرًا، وتظلّلها من الشمس وتحميها من المطر.

في يومٍ من الأيام، جاء رياح قوية هزّت الغابة، وخافت الطيور. قالت إحداها:

– “ماذا سنفعل؟ ربما تسقط الشجرة!”

ابتسمت الشجرة العجوز وقالت:

– “لا تقلقوا، أنا قوية بجذوري، لكن عليكم أن تتعلموا الطيران جيدًا، فقد يأتي يوم تحتاجون فيه إلى الاعتماد على أنفسكم.”

بدأت الطيور تتدرب كل يوم على الطيران، وفي يوم آخر، جاء إعصار كبير اقتلع بعض الأشجار. لكن الطيور الصغيرة كانت جاهزة، فطارت إلى شجرة أخرى بأمان.

الدرس: الحب والرعاية مهمان، لكن الاعتماد على النفس وتعلّم المهارات هو ما يحميك عند الشدائد.

بعد العاصفة الكبيرة، شعرت الطيور الصغيرة بالفخر لأنها استطاعت حماية نفسها.

قالت العصفورة "ليلى":

– “الحمد لله أننا تدربنا على الطيران، وإلا كنا في خطر!”

ابتسمت الشجرة العجوز، لكنها كانت حزينة قليلًا لأنها أصبحت وحيدة.

لاحظت الطيور ذلك، فقال العصفور "سامي":

– “لن نتركك يا شجرتنا الحبيبة، سنعود إليك كل صباح ونغني لك أجمل الألحان.”

وفعلًا، بدأت الطيور كل يوم تطير في أرجاء الغابة، تبحث عن الطعام، وتعود في المساء للشجرة لتغني لها وتجلس على أغصانها.

أصبح لديهم بيتين: بيت الأمان (الشجرة العجوز) وبيت الحرية (الغابة الكبيرة).

مرت السنوات، وكبرت الطيور، وصار عندها صغار. علمتها نفس الدرس الذي تعلمته من الشجرة:

“كن شاكرًا لمن ساعدك، وتعلّم كيف تعتمد على نفسك.”

وهكذا، امتلأت الغابة بالطيور المغردة، وصارت الشجرة العجوز أكثر سعادة من أي وقت مضى.

 

---

في صباح مشمس، استيقظت الطيور على صوت غريب في الغابة، كان هناك فرخ صغير وقع من عشه على الأرض ويبكي.

طار العصفور "سامي" مسرعًا نحوه، وقال:

– “لا تخف يا صغير، سنساعدك.”

اجتمعت الطيور حول الفرخ، لكن العش كان عاليًا جدًّا على شجرة بعيدة.

فكرت العصفورة "ليلى" قليلًا ثم قالت:

– “هنا يأتي وقت التعاون، إذا حمل كل واحد منا جزءًا من العيدان والأوراق، سنبني له عشًّا جديدًا الشجرةوبالفعل، بدأت الطيور تعمل معًا، وكل واحد يشارك بما يستطيع. حتى الشجرة العجوز حرّكت أغصانها قليلًا لتجعل المكان مريحًا وآمنًا.

وفي نهاية اليوم، كان للفرخ الصغير بيت جديد، وأصبح واحدًا من عائلة الطيور.

ابتسمت الشجرة وقالت:

– “أحسنتم يا صغاري، لقد تعلمتم أن الاعتماد على النفس مهم، لكن مساعدة الآخرين تجعل قلوبنا أكبر وأقوى.”

ومن يومها، لم تكن الشجرة العجوز مجرد بيت، بل أصبحت مدرسة للحب والتعاون والشجاعة.

مرت أيام هادئة في الغابة، حتى جاء صباح غريب مليء بالضباب الكثيف.

لم تستطع الطيور رؤية الطريق، وبدأت تقلق:

قالت "ليلى":

– “كيف سنجد طعامنا اليوم؟ نحن لا نرى شيئًا!”

ابتسمت الشجرة العجوز وقالت:

– “هنا يأتي وقت الصبر والتخطيط، ليس دائمًا يمكننا الاعتماد على أعيننا، أحيانًا يجب أن نعتمد على آذاننا وقلوبنا.”

بدأت الطيور تصغي جيدًا، فسمعت خرير الماء من بعيد. طارت معًا نحو الصوت حتى وصلت إلى جدول صغير فيه الحبوب والحشرات التي تحبها.

وعند عودتها، كانت الضباب قد بدأ يختفي، والسماء تشرق من جديد.

قال الفرخ الصغير:

– “تعلمت اليوم أن هناك طرقًا كثيرة للعثور على الحلول، حتى لو بدا الطريق صعبًا.”

ضحكت الطيور جميعًا، والشجرة العجوز هزت أغصانها بفخر، وهي تقول:

– “كل يوم في الحياة هو درس جديد، ومن يتعلم يصبح أقوى.”

 “مع الحب والتعاون، نصنع الأمان ونواجه الحياة بشجاعة.”

 

الجزء الأخير الخاتمه 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

10

متابعهم

3

متابعهم

4

مقالات مشابة