البيت رقم ٤٢.. قصة الرعب التي حيرت المحققين

البيت رقم ٤٢.. قصة الرعب التي حيرت المحققين

تقييم 5 من 5.
5 المراجعات

البيت رقم ٤٢.. قصة الرعب التي حيرت المحققين

في إحدى ضواحي مدينة "ليفربول" البريطانية، يقف منزل قديم مهجور منذ أكثر من خمسين عامًاimage about البيت رقم ٤٢.. قصة الرعب التي حيرت المحققين. واجهته المتشققة، نوافذه المكسورة، وحديقته التي نمت فيها الأعشاب حتى غطّت السور الحديدي الصدئ، كانت كفيلة بأن تبث الرعب في قلب أي مارٍ من أمامه. كان الأهالي يتحدثون همسًا عن "البيت رقم ٤٢"، ويؤكدون أن الأرواح لا تزال تسكنه، وأن كل من حاول العيش فيه لم يخرج سالمًا.

لكن كل تلك الحكايات لم تكن سوى أساطير... حتى قررت عائلة “هاربر” الانتقال إليه في عام 1997.


الفصل الأول: الانتقال

كانت العائلة تتكون من الأب “ريتشارد”، وهو مدرس في الأربعين من عمره، وزوجته “مارغريت”، وابنتهما الصغيرة “إيمي” ذات التسع سنوات. بعد أن فقدوا منزلهم السابق بسبب ضائقة مالية، وجد ريتشارد عرضًا مغريًا لشراء منزل كبير بثمن زهيد، فاعتبره فرصة لا تُفوَّت. لم يهتم بتحذيرات الجيران، ولا بقصص الأشباح التي يتداولها السكان.

في اليوم الأول من انتقالهم، كانت السماء ملبدة بالغيوم، والريح تعصف بأغصان الأشجار. حين دخلوا إلى المنزل، لاحظوا برودة غير طبيعية في الجو رغم أن المدفأة كانت مشتعلة. لم تهتم مارغريت، لكنها لم تستطع تجاهل النظرة الغريبة في عيني ابنتها الصغيرة وهي تحدق إلى الزاوية المظلمة من الغرفة.

سألتها بصوت خافت:
– “إيمي، ما بكِ؟”
فأجابت الطفلة وهي تشير بإصبع مرتجف:
– “ماما... السيدة تقف هناك.”

نظرت مارغريت فلم ترَ شيئًا. ظنت أن خيال الطفلة خصب بسبب القصص التي سمعتها. لكنها لاحظت منذ تلك الليلة أن “إيمي” لم تعد تنام إلا وهي تبكي.


الفصل الثاني: الأصوات في الليل

مرت الأيام، وبدأت الحوادث الغريبة تتصاعد. في الليل، كانت العائلة تسمع خطوات ثقيلة في الممر العلوي، رغم أن الجميع في أسرتهم. كانت الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، والأضواء تومض فجأة. أما ريتشارد، فظل يبرر كل ما يحدث: “ربما تيار هواء، أو خلل في الكهرباء.”

لكن ما حدث في الليلة الثالثة عشرة قلب كل شيء.

استيقظت مارغريت على صوت نحيب يأتي من الطابق السفلي. أيقظت زوجها، ونزلا معًا بحذر. كان الصوت يأتي من غرفة الجلوس. حين أضاء ريتشارد المصباح، رأيا على الجدار كلمات غريبة كُتبت بالفحم:
“إنها لم ترتاح بعد.”

تجمد الدم في عروقهما. حاول ريتشارد تفسير الأمر بأنه “مزحة من أطفال الحي”، لكنه كان يعلم أن النوافذ والأبواب مغلقة بإحكام منذ الليل السابق.


الفصل الثالث: ماضي البيت

في اليوم التالي، قررت مارغريت زيارة مكتبة الحي للبحث في أرشيف المنطقة. هناك اكتشفت الحقيقة التي غيرت حياتهم للأبد. قبل خمسين عامًا، كانت تعيش في ذلك المنزل ممرضة تدعى “هيلين مورغان”. كانت تعمل في مستشفى قريب، وذاع صيتها بأنها امرأة عطوفة، لكنها اختفت فجأة في عام 1948 دون أي أثر. بعد عام، تم العثور على جثتها مدفونة في القبو، وقد وُجدت مقيدة اليدين، وعليها آثار تعذيب مروّعة. لم يُعرف قاتلها أبدًا.

حين عادت مارغريت إلى المنزل وأخبرت زوجها بما قرأت، رفض تصديقها. لكنه في الليلة التالية رأى شيئًا بنفسه.


الفصل الرابع: الظل في الممر

كان الوقت بعد منتصف الليل. جلس ريتشارد في مكتبه يحاول تحضير دروسه حين سمع خطوات خلفه. التفت سريعًا، فرأى خيال امرأة تمر ببطء عبر الممر المؤدي إلى غرفة ابنته. شعر بقشعريرة تسري في جسده. هرع نحو الغرفة، فوجد “إيمي” نائمة... أو هكذا ظن.

لكن الطفلة كانت تتحدث أثناء نومها بصوت غريب خافت:
– “سأساعدك يا سيدة... لن أتركه يؤذيك مرة أخرى.”

تجمد في مكانه. في الصباح، لم تتذكر إيمي شيئًا.


الفصل الخامس: القبو الملعون

في أحد الأيام، أثناء تنظيف القبو، لاحظت مارغريت أن الأرضية تُصدر صوتًا أجوف عند السير فوقها. دفعت بالأثاث جانبًا، وبدأت تزيل الغبار حتى وجدت بابًا صغيرًا من الحديد الصدئ مخفيًا تحت السجاد القديم. استدعت زوجها، وبمساعدة أدوات بسيطة فتحا الباب، ليجدا درجًا ضيقًا يقود إلى غرفة صغيرة تحت الأرض.

كانت الرائحة خانقة. على الجدران آثار خدوش وأظافر بشرية، وكأن شخصًا حاول الصراخ والهرب. وعلى الأرض، صندوق خشبي قديم مغلق بإحكام. حين فتحاه، وجدا بداخله مذكرات “هيلين مورغان”.

كتبت الممرضة في آخر صفحاتها:

“هو لن يتركني أعيش... يسمّونه زوجي، لكن قلبه أسود كالفحم. إن متُّ، أخبريهم أنني لا أستطيع المغادرة قبل أن يعرف العالم حقيقته.”


الفصل السادس: النهاية المروّعة

تلك الليلة كانت الأعنف. انطفأت الكهرباء فجأة، وبدأت الأبواب تُغلق بعنف، والصراخ يملأ أرجاء المنزل. ركضت العائلة نحو الباب الرئيسي، لكنه لم يُفتح رغم محاولاتهم. وفجأة ظهرت “إيمي” في أعلى الدرج، ترتدي ثوبًا أبيض قديمًا، وعيناها مفتوحتان على اتساعهما، تقول بصوت غريب:
– “لقد جاء... لا تريدون سماعه؟ إنه هنا!”

ثم سقطت مغشيًا عليها.

في اليوم التالي، عثرت الشرطة على العائلة في حالة صدمة، والطفلة في غيبوبة استمرت أسابيع. بعد تحقيق طويل، اكتشفوا أن في حديقة المنزل الخلفية وُجدت بقايا عظام لرجل، يرجّح أنه زوج “هيلين مورغان”، مدفونة مع خاتم زواجها. ويُعتقد أنه قتلها قبل أن يُقتل هو نفسه في الليلة ذاتها، وأن روحيهما ظلّتا عالقتين في المكان.

بعد تلك الحادثة، أُغلق المنزل بأمر من السلطات، وأُدرج رسميًا ضمن “الأماكن المسكونة في بريطانيا”. وما زال الجيران يقسمون أنهم يرون ضوءًا خافتًا ينبعث من النوافذ أحيانًا، ويسمعون بكاء امرأة كلما مرّت الرياح عبر الحي.


خاتمة

اليوم، بعد مرور أكثر من عشرين عامًا، لا يجرؤ أحد على دخول البيت رقم ٤٢. لكن الأسطورة تقول إن من يحاول فتح بابه بعد منتصف الليل، يسمع صوت امرأة تهمس من الداخل:
“لقد تأخرت كثيرًا... ساعدني.”

وهكذا بقيت قصة “البيت رقم ٤٢” لغزًا لا تفسير له، بين من يؤمن بعالم الأرواح، ومن يراها مجرد خيال مظلم خُطّ على جدران بيت قديم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
M Altony تقييم 5 من 5.
المقالات

8

متابعهم

6

متابعهم

19

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.