السنجاب الذي تعلم الادخار
🐿️ قصة: السنجاب الذي تعلم الادخار
🐿️ السنجاب الذي تعلم الادخار
في غابةٍ واسعةٍ مليئةٍ بالأشجار العالية والزهور الجميلة، كان يعيش سنجاب صغير اسمه سامي. كان سامي معروفًا بين أصدقائه بنشاطه وحبّه للّعب، لكنه لم يكن يحب الادخار أبدًا. فكلّما جمع بعض البندق أو الجوز، أكله على الفور دون أن يفكر في الغد.
كانت والدته السنجابة تحذّره دائمًا وتقول له:
"يا سامي، تذكّر أن الشتاء قادم، وفيه يقل الطعام، فاحرص أن تدّخر بعض البندق ليومٍ صعب."
لكن سامي كان يضحك ويجيبها بثقة:
"لا تقلقي يا أمي، الغابة مليئة بالبندق، ولن ينفد أبداً!"
مرّت الأيام، واقترب الشتاء، وبدأت الأشجار تفقد أوراقها، وأصبحت الرياح باردة. كانت الحيوانات في الغابة مشغولة بتخزين الطعام في جحورها وأوكارها. أما سامي، فظل يقفز بين الأغصان ويلعب غير مبالٍ.
وفي صباحٍ باردٍ من أيام الشتاء، استيقظ سامي ليجد الأرض مغطاة بالثلج الأبيض، والأشجار بلا ثمار. شعر بالجوع الشديد، فخرج يبحث عن طعام، لكنه لم يجد شيئًا. حاول أن يحفر تحت الثلج، فلم يعثر على بندقة واحدة.
جلس سامي على غصنٍ يرتجف من البرد والجوع، وتذكّر كلمات أمه، فدمعت عيناه ندمًا.
وفي تلك اللحظة، مرّ بجواره السنجاب العجوز فارس، الذي كان يحمل بعض البندق في كيس صغير.
قال له فارس بابتسامة طيبة:
"أراك حزينًا يا سامي، ماذا بك؟"
فأجابه بصوت خافت:
"لم أدّخر شيئًا، وها أنا الآن جائعٌ ولا أجد طعامًا."
فأشفق فارس عليه وقال:
"سأعطيك بعض البندق، لكن بشرطٍ واحد، أن تتعلم درس الادخار، لأن من لا يدّخر اليوم، يجوع غدًا."
شكر سامي السنجاب العجوز، وأخذ يأكل بشهية. ومنذ ذلك اليوم، قرّر أن يغيّر عادته السيئة. وعندما حلّ الربيع، بدأ يجمع البندق كل يوم، لكنه لم يأكله كله كما كان يفعل، بل خصّص جزءًا منه في حفرة صغيرة صنعها تحت جذع شجرةٍ كبيرة.
ومع مرور الشهور، أصبح لدى سامي مخزونٌ كبير من الطعام، حتى أن أصدقاءه كانوا يلجؤون إليه وقت الحاجة. وعندما عاد الشتاء مرة أخرى، كان سامي سعيدًا ومطمئنًا، يجلس في جحره الدافئ ويأكل من طعامه المخزون دون قلق.
وفي إحدى الليالي، قالت له أمه بفخر:
"أحسنت يا بني، لقد تعلمت أن الادخار ليس بخلاً، بل ذكاء وتخطيط للمستقبل."
ابتسم سامي وقال وهو ينظر من نافذة جحره نحو الثلج المتساقط:
"نعم يا أمي، لقد فهمت أن من يعمل اليوم، يعيش مرتاحًا غدًا."
ومنذ ذلك الوقت، صار سامي مثالًا لكل حيوانات الغابة في الحكمة والادخار، وصار يُعلّم الصغار كيف يخططون لأيامهم القادمة، حتى لا يندموا كما ندم هو ذات يوم.
🪶 العبرة المستفادة:
الادخار لا يعني البخل، بل هو طريق الأمان والاستقرار في المستقبل، ومن يتعلم أن يخطط اليوم يعيش سعيدًا غدًا.
العمل والاجتهاد في وقت الرخاء يحميك من التعب في وقت الشدة، ومن لا يخطط لغده سيعاني لاحقًا.
