البيت الذي لا ينام

البيت الذي لا ينام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

                                                                                                                      اimage about البيت الذي لا ينام                                                                                                                              البيت الذي لا ينام

في أطراف مدينة هادئة اعتاد أهلها الخلود إلى النوم باكرًا، كان هناك بيت مهجور يطلّ على طريق ترابي ضيق. ورغم مرور السنين، لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه بعد غروب الشمس؛ فالضوء الوحيد الذي كان يلمع فيه ليلًا لم يكن يأتي من مصباح، بل من نافذة في الطابق العلوي، تومض بلا سبب، كما لو أنّ أحدهم يقف خلف الزجاج يراقب العابرين.

يقولون إن البيت يعود لأسرة اختفت منذ عقود في ظروف غامضة، وإنه منذ ذلك الوقت أصبح المنزل “لا ينام”. كل ليلة، تُسمع خطوات ثقيلة تهبط الدرج، وصوت باب يُفتح ببطء، ثم يليه صرير طويل يشبه أنينًا بشريًا.

ذات يوم، قرر شاب يُدعى أدهم أن يكسر حاجز الخوف، مدفوعًا بشغفه بالقصص الغامضة. كان يخطط لكتابة سلسلة مقالات عن الأماكن المسكونة، ورأى أن هذا البيت هو البداية المثالية. تجاهل كل التحذيرات، وحمل معه مصباحًا صغيرًا ودخل المنزل مع أول خيط ظلام.

فور عبوره الباب، شعر بتيار هواء بارد يصفع وجهه، رغم أن النوافذ كانت مغلقة بإحكام. كان الغبار يغطي المكان، لكن آثار الأقدام على الأرض لم تكن له وحده؛ كانت هناك خطوات قديمة ومتداخلة، كأنها تخص أشخاصًا كثيرين يتحركون كل ليلة.

اتجه أدهم نحو الدرج، حيث أخبره رجل مسن من أهل القرية أن مصدر الأصوات يأتي دائمًا من الأعلى. ومع كل خطوة يخطوها إلى أعلى، كان الصوت يزداد وضوحًا: خبطات متتالية، ثم همسات غير مفهومة، ثم ضحكة قصيرة يخالطها اختناق.

عندما وصل إلى الطابق العلوي، توقف كل شيء. الصمت كان ثقيلًا لدرجة جعلت قلبه يخفق بعنف. فتح باب الغرفة التي تصدر منها الإضاءة المريبة، فلم يجد أي مصباح أو جهاز. لكنه لاحظ شيئًا آخر: مرآة كبيرة في منتصف الغرفة، لم تكن متسخة مثل بقية الأثاث، بل كانت لامعة وكأن أحدهم اعتنى بها مؤخرًا.

اقترب أدهم ببطء، فأبصر في انعكاسها شكلًا يقف خلفه. التفت بسرعة، فلم يجد أحدًا. عاد ينظر إلى المرآة، فوجد الشكل أقرب… وجه شاحب، عيناه مفتوحتان على اتساعهما، وفمه ملتوي كأنه يصرخ بلا صوت. حاول أدهم الابتعاد، لكن قدميه لم تتحركا، وكأن أرض الغرفة أحكمت قبضتها عليه.

بدأت أصوات الخطوات تعود، تُسمع الآن في الممر، تتجه نحوه، تقترب أكثر وأكثر. وبمجرد أن لامس الظل باب الغرفة، انطفأت الإضاءة الغريبة، واختفى الوجه من المرآة. شعر أدهم بقوة تدفعه للخلف، ثم وجد نفسه خارج المنزل، ملقىً على الأرض الترابية، والمصباح مطفأ.

منذ تلك الليلة، لم يعد أدهم للبيت، ولم يكتب مقالًا واحدًا عن تجربته. لكنه يؤكد دائمًا أنه عندما يمر قرب ذلك الطريق في المساء، يرى تلك النافذة من الطابق العلوي تومض، كما لو أن أحدهم يراقبه… وينتظر عودته.

هكذا بقي البيت الذي لا ينام، شاهدًا على سر لم يُكشف، وقصة ترتجف لها القلوب قبل الأرجل. , وهذه القصه كانت من تاليفي وخيالي الواسع تمني ان تكون قد اعجبتكم وانتظرونا مع قصصنا الرعب والتشويق الجديده 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Omarmohamed rais تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.