بيت الصدى🔎👹

بيت الصدى🔎👹

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

           بيت الصدى 🔎👹

لم تكن “سلمى” من النوع الذي يخاف بسهولة، لكنها في تلك الليلة شعرت بشيء غريب يجرّها بقوة نحو البيت القديم عند طرف القرية. كان المنزل مهجورًا منذ سنوات، يقال إن آخر من سكنه اختفى دون أثر. معناها أن لا أحد سيقترب منه… إلا هي. دفعتها رغبة لا تعرف مصدرها إلى فتح البوابة الصدئة والدخول.حين تقدّمت داخل الممر، سمعت أول صوت هامس يتردد في الظلام:“ارجعي…

”ظنّت أنها تتخيل، لكنها مع كل خطوة كانت تسمع الهمس يتكرر، يقترب، يتغير، كأنه يعرف اسمها حين قال بوضوح:“سلمى… لا تدخلي.”ارتعشت قدماها لكنها تابعت. كان الفضول دائمًا أقوى من الخوف في قلبها. وصلت إلى الغرفة الرئيسية، فوجدت جدارًا غريبًا يشبه المرآة لكنه لم يعكس صورتها كاملة.

 بدلًا من ذلك، كانت ترى ظلًا يقف خلفها رغم أن الغرفة فارغة. حاولت أن تلتفت، لكن الظل بقي في مكانه داخل الانعكاس فقط، ثم رفع يده ببطء كأنه يشير إليها لتقترب أكثر.اقتربت سلمى، وكلما تقدمت اتسعت ابتسامة الظل في الجدار، 

حتى وصلت لدرجة غير بشرية. حاولت التراجع لكن قدميها التصقتا بالأرض كأن البيت يبتلعها. فجأة، دوّى صوت صرخة عالية من داخل الجدار نفسه، كأن أحدًا يصرخ من خلفه ويطلب النجدة. مدت يدها وهي ترتجف ولمست الجدار، فشعرت ببرودة حادة جعلتها تسحب يدها بسرعة… لكنها وجدت أصابع سوداء تخرج من المرآة وتتشبث بيدها بقوة.صرخت وحاولت الإفلات، لكن الأصابع كانت تجرّها نحو الجدار. شعرت أن يدها بدأت تُسحب داخل السطح الزجاجي، وكأن الجدار فقد صلابته وصار يشبه الماء المظلم. كانت تسمع الآن أصواتًا عدة، ليست صوتًا واحدًا:“ادخلي… انضمي… لا تهربي…

”جمعت كل قوتها وسحبت يدها بقوة حتى تحررت، ثم ركضت نحو الباب. الغريب أن باب المنزل الذي دخلته مفتوحًا صار مغلقًا بإحكام. سمعت خطوات خلفها، خطوات ثقيلة، بطيئة، لكنها تقترب أكثر وأكثر . لم تجرؤ على الالتفات، لكنها شعرت بأنفاس باردة خلف أذنها.في لحظة يأس، أمسكت بمقبض الباب وضغطت عليه بقوة. فُتح أخيرًا، لكنها حين خرجت اصطدمت بالهواء البارد ورأت أن المنزل خلفها اختفى… كأنه لم يكن موجودًا أصلًا . لم يبقَ سوى أرض جرداء وصمت ثقيل.ظنت أنها نجت، لكنها حين نظرت إلى يدها رأت أثر الأصابع السوداء ما زال محفورًا على جلدها، يتحرك ببطء كأن أحدًا يضغط من الداخل. وفي تلك اللحظة سمعت الهمس ذاته يخرج هذه المرة من داخلها، من أعماق صدرها:“لسّه مخلصناش يا سلمى…

”خرجت سلمى تركض نحو الطريق الترابي، تلهث وهي تشعر بالهمس يزداد وضوحًا داخل صدرها. لم تعد الأصوات تأتي من الخارج، بل من أعماقها، كأن شيئًا يعيش تحت جلدها. توقفت لحظة ، لكنها شعرت بيد خفية تدفعها لاماام وبلمح البصر رأت

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
ميدو احمد تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.