وادي الضلال: القرية التي تختفي من الخرائط ولعنتها التي لا ينجو منها أحد
وادي الضلال… سرّ القرية التي لا تظهر على الخرائط
المقدمة
كان “زياد” من النوع اللي بيكره الروتين. حياته كلها كانت ماشية بنظام ممل: شغل، بيت، نوم. لحد ما جات اللحظة اللي قلبت حياته رأسًا على عقب، لما قرر ينزل رحلة قصيرة في جبال “الحجر الأسود”، على حدود منطقة مهجورة معروف عنها إن بيوصل لها ناس… بس مفيش حد بيعرف يلاقيها على الخرائط.
المنطقة دي ليها اسم بين أهل القرى:
“وادي الضلال”.
محدش يعرف ليه اتسمّى بالاسم ده، بس كل اللي عندهم حكايات قديمة عنه كانوا بيقولوا إن اللي يدخل جواه بيرجع… بس مش هو هو.

الفصل الأول: الطريق إلى المجهول
زياد كان مسافر بسيارته، وماشي على تعليمات من تطبيق GPS، وكل حاجة كانت ماشية كويس لحد ما دخل طريق ترابي ضيق.
الهواء كان هادي بشكل غريب، والشمس بدأت تغرب بسرعة غير طبيعية.
فجأة…
الـ GPS فصل.
حاول يعيد تشغيله.
مفيش فايدة.
الإشارة اختفت تمامًا، كأن المكان ده خارج العالم.
وقف العربية، وبص حواليه. الطريق من وراه اختفى، مابقاش يشوفه.
اتخض… بس حاول يهدّى نفسه.
كمّل ماشي على رجله، لحد ما لاحظ إن فيه دخان طالع من بعيد.
قرب أكتر…
شاف قرية صغيرة.
بيوت قديمة مبنية بالطين، وشوارع ضيقة، وهدوء يخوّف.
القرية كانت شكلها كأن الزمن وقف فيها من مئات السنين.
الفصل الثاني: القرية التي لا تُرى
أول ما دخل القرية، لاحظ حاجة غريبة جدًا…
الناس اللي ماشية فيها كانوا لابسين هدوم قديمة قوي، أشكالهم باهتة، وكأنهم مش شايفينه.
قرب من راجل عجوز واقف قدام بيته:
زياد: السلام عليكم يا عم.
الراجل بصّله… بس نظرته كانت فاضية، كأنه بيبص من خلاله مش عليه.
العجوز قال جملة واحدة بس:
"ماكانش لازم تيجي… الطريق مقفول."
زياد اتوتر:
"هو أنا فين؟ المكان ده اسمه إيه؟"
العجوز مشي… من غير ما يرد.
في اللحظة دي، حس زياد إن جسده اتقشعر.
القرية كانت هادية هدوء يخض…
ولا صوت عربيات…
ولا أطفال…
ولا أي علامة حياة طبيعية.
كأن كل الناس هنا… مجرد ظلّ.
الفصل الثالث: البيت الأخير
زياد كان عطشان وتعبان، فقرر يخبط على باب بيت شكله أحسن من الباقي.
فتحت له ست كبيرة، ملامحها مرسومة بالخوف.
أول ما شافته:
"إنت مش من هنا… صح؟"
"أيوه… اتوهت وجيت هنا بالصدفة."
الست قالت:
"مفيش حاجة هنا بتيجي بالصدفة."
دخلته جوه، وقدّمته مية. قال لها:
"هو المكان ده فين؟ وليه مش موجود على الخرائط؟"
اتنهدت وقالت:
"إحنا محبوسين هنا… من سنين طويلة. كل اللي يدخل القرية… مبيعرفش يخرج."
زياد حس قلبه وقع.
"محبوسين؟ إزاي؟ وليه؟"
ردت الست:
"القرية دي اسمها وادي الضلال… مكان خرج عن الزمن بعد ما حصلت لعنة."
الفصل الرابع: لعنة الوادي
قعدت الست تحكيله، وعينيها كلها حزن.
من حوالي 300 سنة، كان في شيخ حكيم في القرية، وكان عنده كتاب قديم بيقال إنه مكتوب بلغات مش بشرية.
الكتاب ده كان فيه أسرار وعلوم ممنوع حد يعرفها.
لكن شاب طمّاع سرقه… وقرأ منه جملة واحدة بس.
وفي اللحظة اللي قرأ فيها… اتشقَّ الجبل اللي جنب القرية، ونزل منه ضباب أسود غطّى المكان كله.
من يومها:
القرية خرجت من الزمن
مفيش حد يقدر يشوفها على أي خريطة
واللي يدخلها… يفضل جواها
والناس اللي فيها، نص حيّة ونص روح
زياد اتجمد مكانه.
"طب إزاي أخرج؟"
الست:
"في طريقة واحدة… بس محدش قدر يعملها."
الفصل الخامس: الطريق الممنوع
الست قالت له إن الخروج من القرية محتاج إنك تلاقي المكان اللي ظهر منه الضباب أول مرة، وهو كهف في الجبل اسمه:
"باب الظل".
لكن:
محدش رجع منه
ومحدش يعرف طريقه بالظبط
والضباب لسه جواه… وبيتغيّر كل ليلة
زياد مكنش قدامه اختيار.
يا إمّا يحاول…
يا إمّا يفضل في القرية زي الناس اللي بتمشي من غير روح.
الفصل السادس: الكهف
تاني يوم الصبح، خرج زياد ومعاه المشعل اللي ادّتهوله الست.
مشّي على الطريق اللي وصفته، بس الأرض كانت بتتغير تحت رجليه، كأن المكان نفسه مش ثابت.
لحد ما وصل…
باب الكهف.
كان كبير قوي، وشكله مرسوم عليه نقوش غريبة، أقرب لنقوش ما قبل التاريخ.
أول ما دخل…
سمع أصوات ناس بتهمس.
مش صوت واحد… أصوات كتير.
وقال:
"أنا مش جاي أدور على سر… أنا بس عايز أخرج."
بس الأصوات كانت بتقرب…
وبعدين شاف ظلال بتمشي على الجدران من غير أجسام.
الفصل السابع: الامتحان
في نص الكهف كان فيه حجر أسود ضخم، مكتوب عليه نفس الرموز اللي الست حكت عنها.
ولما قرب زياد…
الضباب بدأ يلف حواليه.
وفجأة…
لقى نفسه مش في الكهف…
لقى نفسه واقف في نص القرية تاني.
اتصدم.
رجع من الأول…
بس إزاي؟
الست قربت له:
"قلتلك… محدش قدر."
زياد:
"أنا اتسحبت… رجّعوني!"
الست:
"باب الظل بيختبر اللي يدخل… لو قلبه خايف، يرجعه. لو نيته مش صافية، يرجعه. ولو داخل بدافع الفضول… يرجعه."
قال لها:
"أنا نيتي إني أخرج… بس."
ردت الست:
"يبقى لازم قلبك يبقى ثابت… وتدخل من غير ما تبص وراك."
الفصل الثامن: العودة للكهف
زياد رجع تاني، والمشعل في إيده.
دخل الكهف، نفس الأصوات، نفس الظلال…
بس المرة دي، فضل مركز على الجدار اللي قدامه… فقط.
وصل للحجر الأسود، ومد إيده عليه…
الأرض اتزلزت.
الضباب اتحول لرياح قوية.
والأصوات زادت… كانت بتقول:
"إرجع… المكان مش ليك!"
لكن زياد ما بصّش وراه.
وفجأة…
اتفتح قدامه ممر من نور.
مشي فيه…
وغمض عينيه.
الفصل التاسع: الصدمة
لما فتح عينيه…
لقى نفسه واقف في نفس الطريق اللي الـ GPS وقف فيه أول مرة.
السيارة قدامه، سليمة.
الهوا طبيعي.
الدنيا ليل… بس الدنيا حقيقية.
فتح الموبايل…
الإشارة رجعت.
جري بسرعة بعيد عن المكان…
من غير ما يبص وراه لحظة واحدة.
الفصل العاشر: النهاية التي ليست نهاية
بعد أسبوع…
كان زياد قاعد في البيت، بيحاول ينسى اللي حصل، لحد ما قرر يدخل على Google Maps يدور على الطريق اللي اتوه فيه.
كتب اسم المنطقة…
ظهر له طريق.
لكن… فيه حاجة مش طبيعية.
الطريق اللي ظهر…
كان شكله زي خط أسود رفيع، كأنه أثر قديم اتحرق على الخريطة.
ضغط عليه…
ظهر له بزر صغير:
"صورة من المكان (Last Update: Unknown)"
فتح الصورة…
لقى صورة لقرية…
نفس القرية اللي كان فيها…
بس فاضية تمامًا.
مفيش ولا إنسان.
ولا حتى ست البيت.
وزاوية الصورة… كان فيها حجر أسود صغير مكتوب عليه:
"وادي الضلال – لا يعود منه أحد كما خرج."
زياد قفل اللابتوب بسرعة…
وحس إن في هوا بارد عدّى وراه.
بص ببطء…
مافيش حد.
لكن على الحيط…
كان فيه ظل لست واقفة…
نفس الست اللي ساعدته…
بس ملامحها مش موجودة.
الخاتمة
زياد ساب البلد بعد شهر، وسافر برا مصر.
عمره ما رجع للمنطقة دي، ولا حاول يفهم اللي حصل.
بس في كل ليلة…
لما النور بيقفل…
بيسمع أصوات همس زي اللي سمعها في الكهف.
وأوقات…
بيشوف ظل ست معدّي قدام بابه.
وكل ما يفتح الخرائط…
يلاقى الخط الأسود لسه موجود…
بيهتزّ كأنه لسه…
حي.