في البيت المهجور

في البيت المهجور

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

البيت المهجور 

image about في البيت المهجور

المقدمة

في آخر الشارع الطويل اللي في قرية “كفر دهشور”، كان في بيت قديم محدّش بيقرّب له. البيت فاضي بقاله أكتر من ٢٠ سنة، والناس بتقول إن اللي بيدخله مابيرجعش زى ما هو… لو رجع أصلاً.

بس حكايتنا عن اللي رجع… بعد نص الليل.

 

---

البداية

“مالك يا ياسر؟”

سألته أمه وهـو داخل البيت متأخر كالعادة، هدومه مليانة تراب ووشه باين عليه خوف غريب.

ردّ بخوف: “مفيش… أنا تعبان شوية.”

بس الحقيقة كانت إن ياسر شاف حاجة محدش ممكن يصدقها.

يومها رجع من عند صاحبه، والطريق اللي بيمشي فيه بيعدّي قدام البيت القديم. عادة كان بيتجنّب يبص عليه، لكنه يومها سمع صوت خبط جاي من جوّه.

صوت خفيف… زي ما يكون حد بيحرك حاجة خشب.

 

---

ليلة الخبط

وقف ياسر لحظة، قلبه بيدق بسرعة. حاول يقنع نفسه إنه صوت ريح، لكن الصوت اتكرر… أقرب.

فجأة حد قال بصوت واطي جداً:

“ادخل… الباب مفتوح.”

جسمه اتجمد.

الصوت كان واضح، وكان جاي من الشبابيك المكسّرة.

جرى ياسر على طول ورجع البيت، بس من ساعتها وهـو مش قادر ينسى الصوت.

 

---

التحذير

عدّت يومين، وفي كل ليلة نفس الصوت بيتكرر في ودانه، كأنه بيناديه حتى وهو نايم.

لحد ما في ليلة، أبوه لاحظ عليه:

“يا ابني إيه السهر والخضة اللي في وشك دي؟”

ياسر حاول يهرّب الكلام، بس أبوه قالله بحزم:

“لو في حاجة، لازم تقول.”

وقتها قال ياسر لنفسه إنه لازم يروّح يشوف إيه اللي بيحصل. كان فاكر إن المواجهة ممكن تخلّص الهلاوس…

لكن الحقيقة إنها كانت بداية الكابوس.

 

---

الدخول للبيت

ساعة ١٢ بالضبط، خرج ياسر من البيت من غير ما حد يحس.

الشمس اختفت، والشارع كله كان هادي لدرجة مرعبة.

وقف قدام باب البيت القديم… والباب كان مفتوح زي ما الصوت قال.

دخل وهو ماسك موبايله ينور الطريق. التراب مغطي الأرض، الريحة كانت قديمة ومخانقة، والهوى بارد بشكل مش طبيعي.

في نص الصالة، كان في كرسي هزاز… بيتهز لوحده.

ياسر وقف مكانه، مش قادر يتنفس.

 

---

الظل

سمع خطوات جاية من الدور اللي فوق.

خطوات تقيلة… بطيئة…

وبعدين حاجة سقطت على الأرض بصوت عالي.

ياسر رجع لورا، بس قبل ما يخرج، شاف ظل طويل واقف فوق عند السلم.

الظل ماكانش بيتحرك… لكنه كان باصص له.

وبصوت واطي، نفس الصوت اللي سمعه قبل كده قال:

“متأخرتش… كنت مستنيك.”

الموبايل وقع من إيده، والنور طفَى.

 

---

الهروب

جري ياسر ناحية الباب، لكن وهو بيجري حسّ بشيء بيعدي جنبه بسرعة… كأنه هوى تقيل له شكل.

سمع صوت الباب بيتقفل لوحده وراه.

فضل يخبط عليه لحد ما إيده وجعته، وفجأة الباب فتح مرة واحدة ووقع ياسر برا على الأرض.

قعد يتنفس بسرعة ويبص حواليه…

لكن محدش كان موجود.

البيت واقف ساكن… ولا كأن حاجة حصلت.

 

---

العودة

من اللحظة دي، ياسر اتغيّر. بقى ساكت، منعزل، وليلًا يسمع نفس الصوت بيناديه…

لكن المرة دي الصوت بقى أقرب… كأنه جاي من جوا دماغه.

وفي ليلة من الليالي، أمه صحت من النوم لما سمعت باب البيت بيتفتح.

خرجت تشوف… لقت ياسر واقف عند باب البيت القديم.

كان نص الليل… وهو رايح ناحيته تاني.

نادت عليه: “ياسر! رايح فين؟!”

ما ردش. كأنه مش سامعها.

 

---

النهاية

أمه جريت عليه، لكن قبل ما توصله، باب البيت القديم اتقفل بعنف لوحده.

فضلت تخبط وتصرخ، والناس اتجمّعت…

لكن محدش قدر يفتح الباب.

بعد كام دقيقة، الباب فتح فجأة.

لكن البيت كان فاضي…

ولا أثر لياسر.

الناس قالوا إنه اختفى…

بس في ناس تانية قالت إنها شافته واقف في الشباك المهجور، بيبص للشارع بس من غير أي حركة.

وكل اللي بيعدي قدام البيت بعد نص الليل… يسمع صوت واطي يقول:

“ادخل… الباب مفتوح.” 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
معاذ شلبي تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.