رعب الارقام الحقيقي

عندما تتحول الأرقام إلى كوابيس

لم أكن يومًا من أولئك الذين يبالغون في الشكّ، ولم يخطر ببالي أن الأرقام يمكن أن تكون بداية كابوسٍ طويل. كنت أظن أن أسوأ ما قد يحدث لأي إنسان في مسألة المال هو خطأ بنكي أو سحب غير مقصود. لكن ما حدث لي كان أبعد من المنطق، وأقرب إلى شيء لا يحب أحد الحديث عنه… شيء يعيش في الظلال، ويتغذّى على أرقام حساباتنا.

البداية: الخلل الذي لم أفهمه

اعتدت نهاية كل أسبوع أن أراجع حسابي البنكي. مجرد نظرة سريعة لأطمئن أن كل شيء على ما يرام. وفي إحدى الليالي، لاحظت مبلغًا صغيرًا قد اختفى. لم أعطِ الأمر أهمية. ربما فاتورة نسيتها أو عملية شراء سريعة لم أعد أتذكرها.

لكن في الليلة التالية، تكرر الأمر. وفي الثالثة، بدأت أشعر بأن هناك من يتلصص على حسابي.

كل عملية سحب كانت تتم بعد منتصف الليل، وفي الوقت نفسه تقريبًا: 3:11 فجراً.

توقيت غريب… ثابت… ومقلق.

المعاملات المجهولة

حين اتصلت بالبنك، بدا الموظف هادئًا على نحو غريب. قال إن النظام لا يظهر أي عمليات غير طبيعية. لكن التطبيق في هاتفي كان يعرض شيئًا آخر؛ معاملات لا أعرف مصدرها، تحمل وصفًا واحدًا لم أفهمه أول الأمر:

"تم السحب – الجهة: غير معروفة".

كان بإمكاني تجاهل الأمر لو كان مجرد رقم ناقص. لكن المشكلة لم تتوقف عند ذلك. فمع كل ليلة، كانت قيمة السحب ترتفع قليلًا… وكأن الجهة التي تسحب تريد اختبار حدودي، خطوة بخطوة.

الاسم الذي لا ينبغي أن يظهر

في إحدى الليالي، وبينما كنت أراجع كشف الحساب، ظهر إشعار لم ألمس الشاشة بعده:

"عملية تمت: الظل رقم 7"

لم يكن هذا اسمًا يمكن أن يخطئ النظام في كتابته. بدا مقصودًا، متعمدًا، وكأنه توقيع من جهة تعرف تمامًا ما تفعله.

بحثت في الإنترنت، في المنتديات القديمة التي يتجنب الناس الدخول إليها، ووجدت ذكرًا غريبًا لهذا الاسم. البعض قال إنه فيروس اختراق متطور، والبعض الآخر قال إنه برنامج تتبع مجهول المصدر. لكنّ هناك من همسوا بأن الموضوع قد يكون أبعد من التقنية… وأن "الظل رقم 7" ليس مجرد جهة، بل شيء.

الليلة التي تغيّر فيها كل شيء

كنت أظن أن المال هو الشيء الوحيد في خطر. لكن في تلك الليلة، وبينما كنت أحاول تغيير كلمة المرور للمرة الخامسة، ظهر إشعار على الشاشة بلا مقدمات:

"لا تقلق… نحن لم نصل إليك بعد."

لم يكن إشعارًا من التطبيق… ولا من النظام… بل جملة ظهرت فوق الشاشة مباشرة، بخط لا يشبه أي خط رقمي.

أُغلِق الهاتف من تلقاء نفسه. وعندما أعدت تشغيله، وجدت رسالة لم تكن موجودة من قبل: "الحساب مكتمل."

لكن ما معنى مكتمل؟
لم تكن هناك أموال لتُسحب بعد ذلك.
ومع ذلك، أصر الهاتف على أن الحساب لا يزال نشطًا.

الخاتمة: ما الذي يريدونه؟

وأعلم يقينًا… أن القصة لم تنتهِ بعد.