الظلال المتحركة المرعبة

الظلال المتحركة المرعبة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الظلال المتحركة

 في قرية صغيرة نائية على سفوح الجبال، عاشت ليلى، فتاة في العشرينيات من عمرها، تعمل كمدرسة في مدرسة محلية. كانت ليلى معروفة بجمالها الغامض، مع عيون سوداء عميقة تبدو كأنها تخفي أسراراً قديمة. لكن حياتها اليومية كانت عادية، حتى بدأت الأحلام.

بدأ الأمر بأحلام خفيفة: ظلال تتحرك في غرفتها، تلامس قدميها الباردة. كانت تتجاهلها، محملة إياها على الإرهاق من العمل. لكن الظلال أصبحت أكثر جرأة. في إحدى الليالي، استيقظت ليلى لرؤية ظل يشبه يداً بشرية يمد إلى عنقها، يضغط بلطف، ثم يختفي. هرعت إلى المرآة، لكنها لم ترَ أثراً، سوى خطوط حمراء خفيفة على جلدها.

في اليوم التالي، بدأت الأمور في الواقع. في المدرسة، رأت الطلاب ينظرون إليها بفزع، يهمسون عن "الظل الذي يتبعها". عندما عادت إلى المنزل، وجدت جدران غرفتها مغطاة بكتابات غريبة بالدم: "أنتِ ملكي". اتصلت بالشرطة، لكنهم لم يجدوا شيئاً، واتهموها بالجنون.

مع مرور الأيام، أصبحت الظلال أكثر عدوانية. كانت تتبعها في الشوارع، تلامسها في الظلام، تسرق أنفاسها. اكتشفت ليلى أن الظل ينتمي إلى روح قديمة، روح امرأة قتلت في القرية قبل قرن، امرأة تحمل اسمها: ليلى. كانت الروح تبحث عن جسد جديد لتعيش فيه، واختارت ليلى الحديثة لأنها تشبهها في المظهر والاسم.

في ليلة عاصفة، حاصرت الظلال ليلى في غرفتها. حاولت الهروب، لكن الأبواب أغلقت نفسها. الظلال اندمجت في جسدها، تملكها تدريجياً. صرخاتها تحولت إلى ضحكات، وعيونها السوداء أصبحت أسود أكثر، كأنها تمتص الضوء.

الآن، في القرية، يقولون إن ليلى ما زالت هناك، تتجول في الظلام، تبحث عن ضحية جديدة. وإذا سمعت خطوات خلفك في الليل، لا تنظر خلفك – قد تكون هي.

في الأسابيع التي تلت ذلك الليلة العاصفة، بدت القرية كالمعتاد على السطح. الناس يعملون في حقولهم، الأطفال يلعبون في الشوارع الضيقة، والنساء يتبادلن الهمسات في السوق. لكن تحت هذا الوهم الهادئ، كانت الظلال تتحرك. ليلى – أو ما تبقى منها – كانت تتجول في الظلام، جسدها الآن أداة للروح القديمة. عيونها السوداء العميقة لم تعد تخفي أسراراً؛ بل كانت تمتصها، تبحث عن الضحية التالية التي تشبهها في الشبه أو الاسم.

وصل إلى القرية رجل يدعى أحمد، شاب في الثلاثينيات، كان صديقاً قديماً لليلى من المدينة الكبيرة. كان قد سمع عن اختفائها المفاجئ – أو ما اعتبره القرويون "جنوناً" – وجاء لزيارتها، متجاهلاً تحذيراتهم. "هي ليست نفسها"، همسوا له، لكنه ضحك واعتقد أنهم يبالغون في قصصهم عن الأشباح.

في أول ليلة له في القرية، دعته ليلى إلى منزلها القديم. كانت تبدو كالمعتاد: جميلة، غامضة، مع ابتسامة تذكره بأيام الجامعة. جلسا يتحدثان عن الماضي، لكن أحمد لاحظ شيئاً غريباً. كلما انخفض الضوء، بدت عيونها أسود أكثر، وظلال خفيفة تتحرك على الجدران، كأنها تستمع. "أنتِ بخير؟" سألها، لكنها ضحكت ضحكة خافتة، قائلة: "أنا أفضل من أي وقت مضى. الآن، أنا حرة".

مع مرور الساعات، أصبحت الظلال أكثر جرأة. بدأت تلامس ذراع أحمد بلطف، ثم تضغط عليه، كأنها تختبر قوته. هرب إلى المرآة، لكنه لم يرَ شيئاً سوى خطوط حمراء على جلده. "ما هذا؟" صاح، لكن ليلى اقتربت، عيونها تمتص الضوء من الغرفة. "أنت الآن جزء مني"، همست، والظلال اندمجت في جسدها، تملكه تدريجياً.

في الصباح، وجد القرويون أحمد يتجول في الشوارع، عيونه سوداء، يبحث عن ضحية جديدة. كانت الروح قد انتقلت إليه، تاركة جسد ليلى فارغاً، ينتظر الروح التالية. والآن، في القرية، يقولون إن الظلال تتحرك بينهم جميعاً. إذا سمعت همساً في الظلام، لا تستمع – قد تكون هي، تبحث عنك. وإذا رأيت صديقاً قديماً يبتسم ابتسامة غريبة، هرب قبل أن يصبح جزءاً من الظلال المتحركة.

image about الظلال المتحركة المرعبة
التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Lokman Maiss تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.