🌹 بين همس المطر… أحببتك

🌹 بين همس المطر… أحببتك

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🌹 بين همس المطر… أحببتك

الفصل الأول: اللقاء الأول

كانت "ليان" تعود من عملها متأخرة بينما المطر بدأ يكسو شوارع المدينة بلمعان هادئ. أمسكت معطفها جيدًا وركضت نحو المظلة التي تجمع الناس بحثًا عن سيارة أجرة، وحين وصلت اصطدمت بكتفٍ صلب جعلها تتراجع خطوة.

رفع الشاب رأسه وقال معتذرًا:

“آسف… ماخدتش بالي.”

نظرت إليه ليان، وعلى الرغم من التعب الذي على وجهها، شعرت بأن عينيه تحملان شيئًا مألوفًا… دفئًا غريبًا.

وقف الشاب ممسكًا بمظلته الكبيرة ثم مدها نحوها:

“اتفضلي… المطر زاد، تركبي معايا؟”

ترددت، لكنها وجدت نفسها تقول:

“تمام… بس لحد أول الشارع.”

جلسا داخل السيارة، وكان الصمت بينهما طويلًا ولكنه مريح، كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن. قبل أن تنزل قال لها:

“أنا اسمي آدم… ويا ريت مش يكون آخر لقاء.”

ابتسمت ابتسامة خجولة ثم أغلقت الباب وابتعدت، وهي تشعر بقلبها ينبض بطريقة غير مفهومة.image about 🌹 بين همس المطر… أحببتك

الفصل الثاني: بدايات غير متوقعة

مرّت أيام وظلت ليان تتذكر ذلك اللقاء الغريب. وفي أحد الصباحات، وجدت على مكتبها في الشركة كوب قهوة مكتوب عليه:

“للي بتحب القهوة بدون سكر – من شخص اتمنى يشوف ابتسامتك تاني.”

فجأة ظهر آدم من خلفها، يعمل كمهندس جديد انضم للفريق.

نظرت إليه بدهشة، فقال وهو يبتسم بثقة هادئة:

“قلت أجرب حظي.”

ومن هنا بدأت أحاديث قصيرة بينهما في أوقات الاستراحة… ثم أصبحت أحاديث طويلة في نهاية الدوام… ثم خرجات قصيرة تحدث فيها الكثير من الصمت والضحكات.

كانت ليان تشعر أن حياتها التي كانت روتينية أصبحت تحمل انتظارًا جميلاً… انتظار صوت آدم.

الفصل الثالث: خوف الحب

رغم كل هذا، كانت ليان تُبقي حاجزًا غير مرئي. كانت تخاف الاقتراب، تخاف التعلق… تخاف الخسارة.

وفي إحدى الليالي، بينما كانا يسيران تحت أضواء الشوارع الهادئة، سألها آدم مباشرة:

“هو أنا بضغط عليكي؟ ولا الخوف اللي جواكي هو اللي بيبعدك؟”

توقفت ليان ونظرت للأرض. قالت بصوت خافت:

“أنا مش خايفة منك… أنا خايفة من نفسي.”

اقترب آدم منها وقال بهدوء:

“طب خليني أشاركك الخوف… يمكن يبقى أسهل علينا الاتنين.”

كانت هذه أول مرة تشعر فيها ليان بأن أحدًا لا يحاول امتلاكها، بل يحاول طمأنتها.

الفصل الرابع: العاصفة

لم يستمر الهدوء طويلًا.

وصلتهم فرصة عمل خارجية لآدم… سفر لمدة ستة أشهر.

حين أخبرها، شعرت ليان بأن الأرض ابتعدت من تحت قدميها.

قال بصوته الواثق:

“قبل ما تفكري في السفر… فكرّي إنتِ عايزانّا نكون إيه.”

لم ترد. صمتها كان مؤلمًا له.

سافر آدم… وتركت ليان نفسها للندم.

مرت الأيام، وكل يوم كانت تكتب رسالة ولا ترسلها.

كانت تشتاق، وتخاف، وتشتاق أكثر.

الفصل الخامس: العودة

عاد آدم بعد ستة أشهر، لكنه لم يُخبر ليان. أراد أن يراها كما تركها… ولكن الحقيقة كانت عكس ما توقّع.

دخل الشركة فوجدها جالسة في المكتب، وقد تغيرت ملامحها قليلًا… ليس لأنها حزينة، بل لأنها أقوى.

اقترب منها وقال:

“وحشاني.”

رفعت رأسها إليه… لحظة واحدة كافية لإظهار كل الألم الذي مرّ بينهما.

قالت له:

“أنا اتعلمت إن الهروب مش هيحميني. أنا كنت دايمًا بخاف أخسرك قبل ما أبقى ليك.”

ابتسم آدم واقترب خطوة:

“ولسه؟”

همست:

“لأ… المرة دي مش خايفة.”

أمسك يدها للمرة الأولى دون تردد…

كانت يدها دافئة، وكأنها وجدت المكان الذي كانت تبحث عنه.

الفصل السادس: اعتراف تحت المطر

في الليلة نفسها، عاد المطر.

نفس المكان… نفس المظلة… نفس الشعور الأول.

وقف آدم أمامها وقال:

“يوم ما قابلتك هنا حسّيت بحاجة غريبة… ويمكن كنت غلط، ويمكن كنت صح… بس دلوقتي متأكد.”

وضعت ليان يدها على قلبها وقالت بخجل:

“وانا كمان… من يوم المطر.”

مدّ يده إليها وسأل:

“تحبي نكمل اللي بدأناه… سوا؟”

ابتسمت:

“سوا… من غير خوف.”

تحت المطر، وفي حضن الصوت الدافئ للمطر، وُلد الحب مرة أخرى…

أقوى، أنقى، وأكثر دفء 🌹🌹

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Hesein Ahmed تقييم 0 من 5.
المقالات

4

متابعهم

0

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.