الموت ينادي الإنسان

الموت ينادي الإنسان

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

الشخص اللي قدامك في الصورة ده بطل واحدة من ابشع القصص اللي حصلت في تاريخ روسيا ومن اغرب القصص اللي هتسمع عنها ،لدرجة أن الصحافة اطلقت عليه "راهب المقابر" لحظة تفتيش بيته الشرطة لقت عنده كمية كبيرة من العرايس، لما شافوها الضباط كانوا في حالة من الصدمة والذهول، وده لأنهم مكانوش مجرد عرايس أو دمى عادية 

الحكاية بتبدأ سنة ٢٠٠٢ في روسيا مع أسرة مكونة من ٣ افرد ، اب و ام وبنتهم "اوليجا", اللي كانت في الوقت ده عندها ١٠ سنين

في يوم طلبت أوليجا انها تنزل تزور جدتها في بيتها اللي كان في نفس الشارع اللي بيعيشوا فيه ، في البداية الأم رفضت تسيبها تروح لوحدها لكن البنت فضلت تلح وتعيط وفي النهاية الأم وافقت

بيمر حوالي ساعتين والبنت مارجعتش البيت ، قلقت الأم و نزلت علشان تشوفها في بيت جدتها وتعرف سبب تأخيرها ، لكنها تتفاجئ أن اوليجا مارحتش أصلا عند جدتها

بتنزل بسرعة الأم تدور على بنتها في كل مكان حواليها لكن ماكنش ليها أي اثر ،  بلغت والدها واللي بدوره بلغ الشرطة ، وتبدأ عملية البحث عن اوليجا في جميع انحاء المدينة لكن بدون اي فايدة، البنت اختفت

لكن الصدمة أن بعد ايام يلاقوا جثـ،ة البنت موجودة فوق سطح مبني من المباني ومش بس كده ، ده كان عليها آثار ضر.ب وتعذ*يب ، والشنطة بتاعتها اللي كان فيها بعض الدولارات مش معاها

هنا الشرطة افترضت أن ديه حالة قتـ،ل بغرض السرقة ، وأن فيه حرامي قتـ،،ل البنت علشان يسرق الفلوس اللي كانت معاها وبعدين اتخلص من الجثـ،ة عن طريق رميها فوق السطح

اهل البنت استقبلوا الخبر وكانوا في حالة من الانهيار والحزن وفي نفس اليوم بتتم مراسم دفن أوليجا ويعدي على الواقعة ديه ١٠ سنين وفي خلال الفترة ديه كان ربنا رزقهم بمولود تاني

ورغم أن هما خلفوا طفل تاني إلا انهم طول ال١٠ سنين كانوا بيزورا قبر بنتهم اوليجا بشكل منتظم ، كمان كانوا بيحتفلوا بعيد ميلادها ويقدموا الهدايا على القبر بتاعها كل سنة كأنها عايشة وسطهم

بس اللي الأسرة ديه ماكانتش تعرفه أن قبر بنتهم فاضي ، وأن الجثة مش موجودة من بعد دفنها بسنة واحدة ، جثة بنتهم اتسرقت بعد دفنها بسنة

وتم اكتشاف الأمر لما بدأ يوصل للشرطة بلاغات متكررة من السكان انهم اكتشفوا أن فيه حد نبش قبورهم وسرق جثث منها ، واللي خلى الشرطة اتأكدت أن اللي بيعمل ده هو نفس الشخص 

إن كان فيه عامل مشترك في كل الجثث المسروقة ، وهي ان كلهم بنات بيتراوح عمرهم من سن ٣ لـ ١٣ سنة ومن اللحظة ديه بدأت الشرطة تكثف جهودها علشان يعرفوا مين الشخص اللي بينبش القبور وبيسرق منها الجثث

بدأوا يراقبوا المقابر بدون ما حد يعرف وتيجي ليلة من الليالي اللي بيتم فيه القبض على الشخص اللى سرق كل الجثث المُبلغ عنها متلبّس وهو بينبش واحد من القبور والشخص ده يبقي “ اناتولي موسكيفين”

بس قبل ما اقولك على اعترافات "اناتولي" المرعبة لازم الأول تعرف نبذة عن حياته 

اتولد اناتولي موسكيفين في روسيا سنة ١٩٦٦ ، في طفولته كان شخص غريب جداً بشهادة كل اللي اتعامل معاه ، كان قليل الكلام حتى مع أهله ، في المدرسة كان منطوي ومالهوش اي اصدقاء نهائيًا

لكنه في نفس الوقت كان شخص ذكي بطريقة غير طبيعية ، كان عنده عادة من وهو طفل أنه بيحب يشتري كتب في مجالات مختلفة ويقرأ فيها وديه كانت حاجة غريبة لطفل في عمره، كان فعلاً مختلف

عاوز اقولك ان اناتولي من كتر ماهو ذكي قبل ما يوصل سن المراهقة كان أتقن تعلم ١٣ لغة ، انت متخيل!

لما كبر شوية وبدأ حياته العملية اشتغل كاتب ، وصحفي ومؤرخ ومُبسط علوم ومترجم وكمان كان بيحاضر في اكبر جامعات روسيا ، يعني كان شخصية عظيمة ومتميزة بكل ما تحمله الكلمة 

نرجع بقي للحظة القبض عليه ، اول حاجة عملتها الشرطة انها فتشت بيته علشان كانوا عارفين انهم هيلاقوا عنده الحاجة اللي بيدورا عليها ، بيدخل افراد الشرطة بيت اناتولي ويشوفوا قدامهم منظر غريب

عرايس او دمى في كل مكان وكل ركن في البيت ، على الكراسي والترابيزات وعلى الارض ، عددهم وصل لـ٢٩ دمية تقريبًا،فا بدأوا يسألوا اناتولي انت ليه محتفظ بكل الدمى ديه؟

علشان يرد عليهم رد يصدمهم ، وان ديه مش دمي ، ديه جثـ،ث الأطفال اللي كان بيسرقهم 

المحققين كانوا في حالة ذهول وهما بيفحصوا الدمى ديه ، لانهم اتأكدوا فعلاً أن ديه مش مجرد دمي ، ديه اجسام بشرية متحنطة بطريقة بدائية وكمان ملبسهم فساتين زي بتاعت الدمى بالظبط 

مش بس كده ، اناتولى من كتر ذكاءه كان قدر يعمل اجهزة ركبها في اجسام الجثث ديه مجرد لمسها بتطلع موسيقى زي الدمية اللعبة ، الأمر كان لا يصدق ، المحققين قالوا أن اول مره تعدي عليهم جريمة من النوع ده.. ومن هنا تبدأ التحقيقات علشان يعرفوا السبب ورا اللي بيعمله اناتولي 

بيقول اناتولي وهو عنده ١٢ سنة وقتها الحكومة كانت عاملة جوايز مالية للمدارس اللي هتقدر تجمع اكبر عدد من القمامة من الشوارع ، فا خرج يومها مع زمايله بتنظيم من إدارة المدرسة لجمع القمامة

لكنه بدأ يمشي لحد ما انحرف عنهم ولقى نفسه في مكان اشبه بجنازة او مراسم دفن ، وقتها هو ماكنش يعرف ده ايه ، شاف اشخاص لابسين لبس اسود وفي أيديهم شموع واقفين حوالين تابوت مفتوح 

لما شاف المنظر ده خاف وحاول يهرب ، لكنه اتفاجيء أن فيه واحد منهم لاحظ وجوده وسحبه بالعافية عندهم وقفه قدام التابوت ، علشان يشوف قدامه طفله ميـ.ته من الواضح انها في نفس عمره

قربت منه واحدة ست وقالتله ديه تبقي بنتي "ناتاشا" ومش هسيبك تمشي من هنا غير لما تبوسها ، طبعًا اناتولى كان مرعوب وحاول يترجاهم ان هما يسيبوه يمشي ، لكن الست صممت انه لازم يبوس بنتها علشان يمشي

وبالفعل يقرب اناتولي من خد البنت ويبوسها ٣ مرات زي ما طلبت الأم ، بعد اللي حصل طلعت الست خاتمين من جيبها لبست واحد منهم لبنتها المتوفيه و التاني لـ اناتولي

في نفس الليلة بيروح اناتولي البيت ويحلم بـ ناتاشا ، بس على كلامه ماكنش حلم عادى او كابوس ، ده كان حاسس أن ده بيحصل فعلاً حقيقي

نفس الحلم كان بيتكرر معاه كل يوم بنفس التفاصيل ، وهي انها كانت بتعرض عليه تعلمه السحر ، لكنه كل مرة كان بيرفض لأنه بيخاف

لحد ما جت مرة في الحلم وقالتله لو مش عاوزني ازورك تاني تروح نفس المكان اللي كان فيه قبري وتنام ليلة هناك ، وبالفعل عمل كده والغريب انه فعلا بطل يحلم بيها

قال انه فضل طول حياته يحلم يكون اب لبنت ، لكن في نفس الوقت كان رافض فكرة الزواج فا قرر يتبني طفلة وقدم فعلاً طلب تبني ، لكن طلبه اترفض

في الفترة كان بيشتغل صحفي فى واحدة من الصحف تحديداً قسم الوفيات ، وبسبب شغله ده كان بيقدر يدخل المقابر بدون اي مشاكل وفي خلال ٣ سنين كان زار اكتر من ٧٠٠ مقبرة 

لك ان اتتخيل أن اناتولى كان حافظ كل المعلومات في دماغه عن كل شخص في كل مقبرة دخلها ، سواء عمره او اسمه او تاريخ ميلاده او سبب الوفاه!

بس اناتولي بعد ما قدر يجمع ويحفظ كل المعلومات ديه ، بدأ ينبش القبور خصوصًا قبور الأطفال البنات ويسرق الجثث منها، يحنط الجثث ويلبسهم لبس عرايس ويحتفظ بيهم في بيته

اناتولى كان عارف اسم كل جثة من الجثث ديه وكمان عيد ميلادها وكان بيحتفل بيه في ميعاده ويفضل يلعب معاهم في البيت و كل ده كان بسبب حبه للبنات وانه كان نفسه يكون عنده طفلة

الغريب ان في اقواله كان بيقول انه مش ندمان على اي حاجة عملها وانه كان بيحمي الأطفال ديه من اهاليهم 

الشرطة لما سمعت الاعترافات ديه اتأكدت أن هما قدام شخص مُختل غير طبيعي ، وتم تحويله لمصحة نفسية واللي تقريرها اتقال فيه انه بيعاني من شيزوفرنيا او فصام ، وده بيأدي انه بيتهيأله حاجات مش بتحصل 

وجايز ان واقعة المقابر والبنت الي كان بيحلم بيها مجرد هلاوس ماحصلتش ومفيش اي دليل عليها

لحظة الحكم على اناتولي فضل يصر خ ويشـ..تم أهالي الأطفال اللي حضرت الجلسة ويقولهم انتم ازاي تسيبوا اطفالكم في المقابر لوحدهم ، انا كنت بحميهم منكم

ويتحكم عليه بالسجن لكن في مصحة نفسية ولحد يومنا هذا هو موجود في المصحة بيتعالج

النهايه  

لك ان تتخيل ان شخص بالذكاء ده والمناصب المرموقة اللي كان بيشغلها كان بيخفى ايه وراه لسنين كتير لحد ما تم كشفه 

القصة ديه مش بس اتكلمت عنها كل الصحف العالمية ، ده كمان الصحف العربية والمصرية 

انتهت 

النهايه 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
ABDO mAhmoud تقييم 5 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.