لماذا يكتب الفلاسفة القصص والروايات ؟
لماذا يكتب الفلاسفة القصص والروايات ؟
Why do philosophers write stories and novels?
للقارئ أن يسأل: لماذا يكتب الفلاسفة القصص والروايات ؟! ألا يكفي هذا المجد أن يكون أحدهم فيلسوفا ؟!
لماذا تمحو الحدود بين نظامين سرديين ، لكل منهما خصائصه الخاصة؟
هل من الضروري؟
وإلى أي مدى نجحت القصص التي كتبها الفلاسفة في جلب مكملات نوعية لفن السرد القصصي ؟!
The reader may ask: Why do philosophers write stories and novels?! Isn't this glory enough for someone to be a philosopher?!
Why erase the boundaries between two narrative systems, each with its own characteristics?
Is it necessary?
And to what extent have the stories written by philosophers succeeded in bringing qualitative supplements to the art of storytelling?!
كتب فولتير رواية "كانديد" وكتب قصصًا قصيرة. كما كتب ديدرو روايات وقصص قصيرة ، ومن أشهر رواياته "جاك لو فاتاليست". وفي نفس الفترة كتب رابليه: "Gargantua" و "Pantager and Neil" وقد حظيت هاتان الروايات بتغطية جيدة وشهرة كبيرة ، ويمكن إضافة "اعترافات" جان جاك روسو لهما. الحقيقة هي أن الروايات التي كتبها الفلاسفة ليست كثيرة وليست سوى الروايات التي تناولت مسائل فلسفية معينة ، أو تطرق إلى مفهوم الزمن والبقاء ، والحلم والذاكرة حسب رؤية بيرغسونيان المتعلقة بـ الفيلسوف الفرنسي بيرجسون ، الذي روايته "بحثا عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست ، وروايات جيمس جويس وتوماس مان ، وبعض روايات نجيب محفوظ ... هم روائيون وليسوا فلاسفة. من الممكن تصنيف روايات الفيلسوف الوجودي الإسباني "أونومانو" وروايات سارتر وألبير كامو تحت عنوان: "رومان الفلاسفة". أدبي واضح وممتع وله مجموعة قصصية مترجمة إلى العربية بعنوان: "أحلام المشاهير وقصص أخرى" وكتابه "شيطان الضواحي". شهد هذا الرجل الحربين العالميتين في القرن العشرين ، وكان في حياته جميعًا من بين أكثر دعاة السلام نشاطًا ، وانتقد الشيوعيين بعد زيارته للاتحاد السوفيتي في عهد ستالين ، وعارض الرأسماليين وادعائهم الزائف بالديمقراطية. ، قاتل ضد الاستعمار ، وقاد مظاهرات حافية القدمين احتجاجًا على الحرب الأمريكية في فيتنام.
وكانت هذه المواقف الحازمة ضد زمن الحرب ، وعبرت عن تطلعه لعالم مختلف. اشتاق راسل إلى "رجل المستقبل" future Man ، وكان عليه أن يسخر ويسخر مثل صديقه برنارد شو من زعماء ونخب الغرب وخاصة السياسة التي دمرت أوروبا وخلفت ما يقرب من مائة مليون قتيل One hundred million dead هي النتيجة. ومن الحربين خرج بعضهم متفاخر بالنصر على الآخرين! عبّر راسل من خلال قصصه عن استيائه من جهة وعن آماله في المستقبل. القرن العشرين ! ما يعتبره الأستاذ حقبة غارقة في الظلام والفوضى والتعصب ، حقبة: "السلافية الإيجابية" التي بنيت على أنقاض اليونانية واليهودية! .
وهو يشير هنا إلى الشيوعية communism التي يمثلها "ستالينوس" stalinus ، أي ستالين ، ثم إلى النازية ، ثم تنهار ومناهضة النازية على أساس تفوق العرق الأحمر في بيرو وتراث حضارة الإنكا ضد البيض يهدم آثارها. هذه القصة ، التي أعتقد أنها ليست نهائية ، هي أن الأرجنتيني بورخيس ، الكاتب والشاعر الذي كتب قصصًا فلسفية ، بنى قصته الشهيرة: "تيلون أو سينيور ..." على نفس الخط أو تأثر بها ، وقصة الرسل أكثر وضوحا وإثارة للاهتمام.
وهذه القصة التي لا يمكن تلخيصها بسبب كثرة التشويق والأفكار والرموز التي تحتويها ، تعكس رؤية رسول العالمية للعالم شرقاً وغرباً وقاراته الخمس ، ومعرفته بالحضارات القديمة والحديثة للعالم! وفقًا لهذه القصة وغيرها من القصص التي كتبها الفلاسفة ، نستنتج أن معظم قصص الفلاسفة يتحكم فيها بعض المنطق ، لكنها تميل إلى المبالغة في السخرية والسخرية لنقل الأفكار بطريقة شيقة. المستقبل ، والحاضر ماض حزين!
ومع ذلك ، فإن روايات الفلاسفة Philosophers' narratives ليست روايات نموذجية ، لكنها لا تخلو من الذكاء والعمق التجريدي Intelligence and abstract depth ، عندما يلتقي الجهد العقلي بالخيال ، ومعظم هذه الروايات طوباوية من حيث النوع وتتلاقى مع الخيال العلمي من بعض النواحي.
