قصة رعب_ زوايا مُظلمة.

قصة رعب_ زوايا مُظلمة.

0 المراجعات

العالم هو مكان مُخيف.
هُناك أشياء شريرة كامنة في زوايا الحياة المظلمة، تنتظر اللحظة المثالية لتضربها، إذا لم تكن حريصًا، فقد تكون التالي.🚶🏻🖤

لِطالما كان محل الجزارة في نهاية الحارة هو ما جعلني أشعر بالقلق قليلًا، ليس الأمر أنني اعتقدت أنه كان مسكونًا أو أي شيء آخر، أنا لست من هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بالأشباح، لكنني أؤمن بقوة الإيحاء، إذا سمعت عددًا كافيًا من القصص السيئة عن شيء ما، فسيبدو الأمر وكأنه قد يكون هناك شيئًا ما في الواقع، وكان هناك بالتأكيد الكثير من القصص السيئة حول هذا المكان.😈🖤🖤🖤🖤🖤

************

يا مية فُل أتفضل أتفضل نورت المحل، دا حتى العفاريت بتتنطت من الفرحة.
..../ عفاريت إيه صلي ع النبي، أصل أدور وشي وأرجع تاني.
....../ لا وعلى إيه يا فندي أتفضل، أقطعلك كام كيلو!.
...../ أنا جاي للشغل، مش محتاج عمال معاك برضو!
بفرحة عارمة:- طبعا يا فندي، إلا قولتلي أسمك إيه!
..../ خالد، خالد رشوان.
...../أهلا بيك، محسوبك المعلم بسيوني وصاحب الدكانة الي زي العسل دي بضحكة سمجة، أو زي ما بيقولوا دكانة العفاريت.
خالد/ صحيح إيه حكاية العفاريت اليِّ عندك دي، وإشمعنا أنت اليِّ في الشارع فيه عفاريت، مع إن الحارة نضيفة وكُل بيوتها برحه.
بسيوني/ ياعم دا واحد أبن حرام من منافسيني طلعها عليا عشان مبعش، بس بعينه دا حتى لحمة المعلم بسيوني ب حارة الدقاقين كلها.
خالد/ أقدر أمسك الشغل من أمتى!!
بسيوني/ من دلوقتي لو تحب، متعرفش ياسالافاندي دخلت قلبي أزاي.
لا أعلم مدى نظراته، ولكنها ليست مبشرة تمامًا.
خالد/ بكرا يا معلم، أكون جهزت نفسي عشان هبات في المحل لو تسمحلي ياعني لحد ما الأزمة تفك عندي.
بنبرة تحمل الشر/ دا عال أوي، مش قولتلك دخلت قلبي.
خالد/ فوتك بعافية.
دا الشغل هيحلو وهترجع المية لمجاريها، أنت يا زفت يالي أسمك متولي، أنت يا زفت.
يأتي مهرولًا/ نعم يا معلمي.
بسيوني/ عارف مين الي كان هنا!!
متولي/ مين!
بسيوني بعيون تلمع / دا الصبي الي هيشتغل عندنا.
يبتلع ريقة/ يعني دا الي هيشتغل!
بسيوني/ مالك ياض مش على بعضك ليه، أنت عارف لو أتنفست لهعلقك مكان العجل دا.
بصوت مرتجف/ يامعلم أنا معاك من صغري عمري ما أتنفست.
بسيوني/ غور يلا قليت مزاجي.
يهرول من أمامة ويتمتم بكلماتٍ غير مفهومة...
المية هترجع لمجاريها، والدنيا هتبقى فوللي..
............................................................
اليوم الأول 
بتوقيت الثامنة صباحًا يستيقظ خالد بنشاط لم يعتاده من قبل، من يراه يظن أنه تم تعينة في وظيفة أحلامة ولكنه في نهاية المطاف محل الجزارة.
ينهض من فراشه ويبدأ بتجهيز نفسه للذهاب إلى العمل.
بعد فترة قصيرة أمام محل المعلم بسيوني يجده في استقباله بفرحة عارمة لم يجد لها مثيل، من يراه يظن انه وجد كِنز وليس شاب مُلفس ضاعت وظيفة أحلامة ولا يوجد حل الآن سوى أن يعمل هنا مؤقتًا.
يخرج من أفكاره ويلقي عليه السلام.
المعلم بسيوني:- والرحمة يافندي، يلا بقا عاوزك توريني شطارتك والمحل يبقى فوله وأي حد من الزباين يجي تخلي لسانك بينقط سُكر يا سكر أنت، طب والله الخير جاي على إيديك.
يُشعرني بالتقزز والقرف ما به ذلك الرجل هل هو ما فهمت!!! أم شيئا لم أُفسره.
بالتأكيد شيئا ستفسره فيما بعد يا خالد، ولكنها جهل  البصيرة.
خالد بتقزز:- لا متقلقش شغلي هيحكِ عني.
المعلم بسيوني:- عال أوي بس بقولك أيه مسمحولك تتنطط في المحل كله تشقلبة شقلبة، بس المخزن خط أحمر، أة الي أوله شرط آخره نور.
بإستغراب:- طب مش المفروض يتنضف هو كمان!!!!.
بضيق:- لا هو كل فترة الواد متولي بينضفه، وبعدين كفايا عليك المحل يلا شهل وأبدأ الشغل، الزباين على وصول.
يذهب وهو يحادث نفسه ماذا به هذا الرجل!!! أنا لا أفهم شيئا، ينفض رأسه ويبدأ بالعمل.
بعد ساعات مُتعبة يجلس على المقعد ليستريح من أعباء الأتربة وزحمة الزبائن. 
يضع آخر حزمة من المال في الدرج، ويضحك بسماجة:- تصدق وشك حلو يا خالد ولسة هتحلو.
خالد:- ربنا الرزاق يا معلم.
المعلم:- طب يلا هقوم أنا وأنت قفل المحل، وشوف لو هتبات بس زي ما قولت المخزن لا.
خالد:- خلاص متقلقش.
المعلم:-يلا فوتك بعافية.
غور يا عم لولا الحوجة مكنتش عتبت هنا، راجل غريب بس يلا يا خالد أنت هنا فترة مؤقتة وهتمشي، ياخوفي للحكاية تطول.
يبدأ بقفل المحل جيدًا، ومن ثم يتجه الى فرشته المتواضعة و يذهب في سُبات سريع.
................................................................
يا خالد يلا قوم كفايا نوم كدا..
هل ما سمعه حقيقي!!! أم هذا موعد في حلمه!!!!
لا دا حقيقي قوم عاوز أفضفض معاك بكلمتين.
ينتفض بقوة من مكانة ويأبى أن يتفوه ببنت شفة.
يلا يا عم خالد قلبك ضعيف قوية.
ااااااااااا 
يا مُسهل صوتك طلع أهو.
خالد:- أنت مين، ودخلت هنا أزاي!!!
... أنا مين ف محسوبك مجدي، ودخلت أزاي ف هتعرف كمان شوية.
خالد ببعض الخوف:- يعني أنس لا جن!!!
مجدي بضحك:- لا لميح يا خالد، أنت أيه رأيك!!
يبتعد عنه ويهم أن ينهض ولكنه يقطع عليه:- أقعد بس يا خالد وبعدين ياعم مش هضرك. 
خالد:- يعني الي فهمته صح!!
مجدي:- مش بقول لميح.
خالد:- عاوز أية!!
مجدي:- قوم بس ولع النور عشان حاسك هتموت من الرعب.
يستوعب ما يقوله ويجد أنه من الرعب حقًا سيموت.
ينهض بسرعة ويشعل الضوء وكانت هُناك الصدمة لم يجد أحد!!!!
يملس على عيناه ويلقى نظره في أرجاء المحل لم يجد أحد.
خالد:- وبعدين بقا!! 
يأتِ صوته:- مش قولتلك أنا مبظهرش في النور! أطفي النور تاني بقا.
خالد برعب شديد:- أنت بجد!!
يظهر أمامه:- جد الجد كمان وسيب النور يا سيدي مش هقولك لا.
يهتز جسدة بشدة لا يقوي على الحراك، ويتلعثم بالحديث:- أ ننننت ع اا و ز م نييي أييه.
يجلس ويحثه على الجلوس:- أقعد بس قولتلك متخافش وبعدين بلاش أظهرلك بشكلي الحقيقي..
يُسرع بالجلوس:- خلاص خلاص. 
مجدي:- على فكرة لو عاوز أخوفك مش هستأذن، المهم جاهز!
خالد:- على أيه!! 
مجدي:- تجيب حقي.
خالد بإستغراب:- أنا أجبهولك!!!
مجدي:- اه.
خالد:- مش فاهم!
مجدي:- هتجيب حق دمي من المعلم بسيوني.
خالد بإستنكار:- دا الي هو أزاي!!!
مجدي:- هقولك بس في حاجة، أنت مش مُخير، أنت مُجبر أنك تجيبه.
خالد:- مش فاهم!!
مجدي:- طول عُمرك مبتفهمش الي بيحصل حواليك مع أنك ذكي، بس مش عارف ليه أحيانًا بتتغابى، بس أنا هعذرك لأجل الخضة اليّ أنت فيها دي.
قوم معايا للمحزن.
خالد برفض:- لا بلاش المخزن المعلم منبه عليا مدخلوش.
مجدي:- ودا ملفتش نظرك لحاجة!!
خالد بأستيعاب:- أنه يكون وراه سر!!!
مجدي:- مش بقول ذكي ودماغك حلوة، يلا وهحكيلك هناك أنا عاوز منك أيه.
يذهب خلفه وهو خائفًا من القادم، ف القصة ليست مُبشرة تمامًا.
بعد بُرهة من الوقت، يدخلان إلى المخزن وتصدم وجوههم الأتربة والرائحة النتنة.
يبدأ بالسعال، ويشعر أنه يريد أن يستفرغ جميع ما في جوفه.
مجدي:- لا أجمد كدا دا هنلاقي شوية حاجات عنب.
يكتم أنفاسه:- أيه القرف دا أنا مش مستحمل الريحة.
يصفق بكلتا يداه:- طب وكدا!!
لا آثر لتلك الرائحة.
خالد بدهشة:- هي راحت فين!!
مجدي:- دا بس عشانك بس هيجيلها وقت وهترجع تاني لحد ما تتكشف.
خالد:- أنت أزاي شلت الريحة!!
مجدي بضحك:- مش جاي معاك إني عفريت من الجن!!
خالد:- أه صح..
ثم تتعالى ضحكاتهم، ويستمران بالدخول حتى يقفان عند حائط مائلة ويبدأ يتفاقم الإحمرار في وجة مجدي، وبالطبع لا يقوي خالد بإستجوابه عما يحدث له.
ينظر له:- متبقاش جبان قول الي أنت عاوز تقوله.
خالد:- لا مفيش.
مجدي:- أقعد.
خالد:- هنا!!!
مجدي:- أه.
ومن ثم يجد مقعدان من الطراز العتيق.
خالد:- مش هستغرب.
مجدي:- ها جاهز عشان تسمع!
خالد:- جاهز.
هتلاقيها غريبة شوية بس جمد قلبك، وأهو باقي من الزمن ٩ أيام يا ننتصر عليه، يا ينتصر عليك.
خالد بكل غباء:- يعني أيه!!
مجدي:- أتعود تفكر قبل ما تتكلم.
خالد:- ما أنت بتقول ألغاز مش فاهم.
مجدي:- خلاص أسمع وركز  كويس، كان كُل لما حد من العُمال يشتغل في المحل ما يكملش عشر أيام ويختفي ودايرة بتدور في ساقية مش معروفلها وَجهة. 
كُنت آخر واحد أشتغلت هنا قبل ما تيجي، ومعرفش هل دا من حُسن حظِ أو لااا....
خالد:- تفتكر صدفة!!
مجدي:- كان في واحد صاحبي دايمًا يقولي، أوعى يا مجدي تُقع في فخ الصدفة، وأوعى تصدقها كُل الي بيحصلنا دا واقع ومترتبله كويس ف مفيش حاجة أسمها صُدفة. 
بحيرة شديدة:- ماشي مفيش حاجة أسمها صُدفة زي ما بتقول وجاي بترتيب، بس لية أنا الي عاوزني أجبلك حقك!!.
مجدي:- مستعجلش عن الحقيقة لأنها بتترتب وهتبان ليك وحدة وحدة، وهجيلك وقت تاني تكون خلصت حوارك مع المعلم بسيوني.
خالد بإستغراب:- حوار أيه مش فاهم!!!
بصوت عالٍ :- يا خالد يالي أسمك خالد.
بصدمة:- أيوا أيوا يا معلم.
بعصبية شديدة:- أنت بتعمل أيه في المخزن و سايب شغلك، أنا منبهتش عليك متدخلش المخزن.
يظهر مرة أُخرى:- متخافش وقوله إنه فيه قطة دخلت المخزن وأنت بتحاول تخرجها.
بلخبطة:- أ ص لل أ صلل.
:- ما تنطق أصل أيه وفصل أيه.
يُحاول أن يلملم شتاته:- في قطة سهتني ودخلت يا معلم فكان لازم أخرجها.
بسخرية:- أة يعني مش سامع نونوة ولا حاج
قبل أن ينتهي بلفظ آخر كلمة تقفز عليه قطة سوداء وينال نصيبه من مخلبها الحاد.
يصرخ بصوت عالٍ :- أما قطة ** بصحيح.
ينصدم مما يحدث وسرعان ما يتجه إليه ويهدء من روعهِ:- خلاص يا معلم أهي مشيت.
يتحدث بصعوبة:- مخصوملك يومين وأبقى ركز يا حلتها، ومتخليش قطة** زي دي تدخل المخزن تاني.
يُحاول أن يتحكم في غضبه وألا يطحن صف أسنانة العُليا، وما بها السُفلى!! ستنال نصيبها أيضًا.
قبل أن يخرج من تفكيره وجده قد ذهب وهو يَسُب بألفاظٍ وقحة مثلُة.
يعود مرة أُخرى وهو يضحك بشدة:- طول عُمره وقح، بس أيه رأيك!!.
خالد:- يخربيتك أيه كُل دا!!!! 
مجدي بإبتسامة:- مهو أتخرب، أنت لسة مشوفتش حاجة بص هتنبهر.......

#يُتبع

#جهاد_سالم

#زوايا_مُظلمة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

4

متابعهم

5

مقالات مشابة