قصص رعب سمر سالم بعنوان أنا ولا هي؟! الجزء الثاني
ومازلنا نستكمل قصتنا المليئة بالظلم الشديد، وجوانب النفس المظلمة أيضا من كثرة الحقد والحسد والكراهية، والكلمة الأخيرة لنصرة الله سبحانه وتعالى حتى وإن كانت بأحداث خارجة عن الطبيعة كليا ولا يتقبلها عقل.
قام بتغيير مدرسة ابنته “نهى”، فبعد أن كانت بمدرسة حكومية أصبحت بأفضل مدارس اللغات وأعلاها، وأما عن ابنه “فارس” فقد سفره خارج البلاد ليتمم دراساته الجامعية، كل ذلك لم يقهرني من الأساس، ولكن ما أوجع قلبي حقا عندما أخرجني من مدرستي التي كنت فازة بها وأرسل كامل أوراقي لنفس المدرسة الحكومية التي كانت بها ابنته، فارس يفوقني بعامين، وأنا أزيد “نهى” بخمسة أعوام.
المعاملة الجيدة الوحيدة التي كنت ألاقيها بالمنزل هي معاملة “فارس”، كان يعطف علي ويحن ودائما ما رأيت نظرة الحسرة بعينيه تجاهي على كل الظلم الذي أتعرض له من والديه ولكنه كان لا يستطيع التحدث معهما على الإطلاق.
سافر “فارس” وأخد معه بصيص الأمل الوحيد بالحياة، كان أحيانا كثيرة يثور بالمنزل لأجلي، ويتحدث معهما بدافع نصرة الحق ودائما ما ضرب بسببي، كنت أشعر بوجود أمان ولو كان ضعيفا وضئيلا حجمه لدرجة أنه لا يرى، إلا أنه في النهاية كان هناك أمل وأمان معه إلى حد ما.
تعرضت للإذلال بالمدرسة الجديدة، لم أستطع التأقلم فيها نهائيا، الفتيات دائمات التنمر علي، لا أستطيع التوصل لأسباب تنمرهن سوى كوني أفوقهن جمالا ووصفا، أتميز عليهن في المواد الدراسية، فمدرستي الأولى بها دراسة تفوق هذه الدراسة بمراحل متعددة للغاية؛ وما زلت أتحمل تنمرهن حتى جاء اليوم الذي جلبن فيه الفتيات شاب وقد أراد أن يتنمر علي بطريقة الشباب لا بطريقة الفتيات، وبهذه الطريقة التي أراد أن يكسر بها نفسي أصبح لا أجرؤ على رفع عيني في أي واحدة منهن.
ما جرأهن على هذه الخطة أكاد لا أجزم إن قلت أنا، فشخصيتي لا أسكت عن احق ولو كلفني الأمر حياتي بأسرها”.
قاطعتها الفتاة الثانية قائلة: “ولم سكتِ عن حقكِ الذي أخذه منكِ عمكِ عنوة؟!”
نوران: “لم أسكت إلا بإرادتي، لقد ذهب ورحل عني والداي وهما كل شيء لي في الحياة، ولم أشك ولو لثانية واحدة أن والدي من المحتمل أن يعاملني بكل هذه القسوة وإلا ما وقعت له على ورقة واحدة؛ كان يعاملني في البداية بطريقة معسولة للغاية”.
الفتاة الثانية: “علمت العسل الذي بقلبه السم”.
أكملت نوران: “صرخت بأعلى صوتي ولم ينقذني حينها سوى معلم بالمدرسة نفسها، ومن حينها عدت للمنزل وشكوت لعمي ما حدث معي، وصرحت برغبتي في العودة لمدرستي السابقة، صرخ في وجهي ومن أين لي أن أتكبد مصاريفها الباهظة؟!
لقد استحوذ على كامل أموال والدي، وجدد كل أثاث منزله، علاوة على سفر ابنه للخارج وتغيير مدرسة ابنته لمدرستي في الأساس، والملابس الباهظة التي تشتريها زوجته؛ عندما شرعت في البكاء جاءتني زوجته “نوال” ومنعتني من البكاء بحجة أنه يجلب الفقر بالمنزل، ويكفيهم من أمرهم أنهم يعيلوني ويتحملون مصاريف مدرستي.
خيرتني بين أمرين إما الذهاب للمدرسة نفسها وإما البقاء بالمنزل، وللأسف الشديد أنني تحت ضغوطي النفسية وشدة حزني اخترت البقاء بالمنزل لأتحول إلى خادمة!
بكل يوم أقوم بكافة الأعمال المنزلية علاوة على كوني لا أسلم من ألسنتهم السوء وأحيانا كثيرة يتطاولون علي بالضرب، لقد استيقظت في إحدى الأيام لأجد ابنة عمي تريد قص شعري إلا أنني أستيقظ بالوقت المناسب.
وصل بي الحال أنني كنت كلما صليت صلاة دعوت الله أن يأخذني بجوار والدي ووالدتي ويريحني من كل هذا العذاب المهين؛ وبيوم من الأيام وكعادتها اليومية خرجة زوجة عمي لمقابلة صديقاتها، وقبل خروجها أمرتني بفعل أشياء معينة بالمنزل، وكالعادي يوميا فعلت كافة الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب وغسل للملابس والأطباق وطهي الطعام وما إلى خلافه، كنت أتقن أي عمل أقوم به، وأضع كامل رغبتي في نجاتي مما أنا فيه بتقوى الله سبحانه وتعالى؛ ولكنها عندما عادت وبختني وشتمتني لقد كانت تتفنن في كل ذلك، مدى كراهية زوجة عمي لي نابعة من مدى غيرتها من والدتي التي كانت تفوقها جمالا ورزانة ورجاحة عقل، وكأنها تنتقم منها بعد موتها في ابنتها الوحيدة بعدما أصبحت بلا حمى….
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع