الزهور أيضا: تفكر !"الزهور والكناري والفراشات أصدقاء الحديقة""
كم كانت حيرة عصفور الكناري "مغرّد"؛ الذي راح يحدث نفسه:
ـ "غدا عيد ميلاد صديقتى العزيزة العُصفورة "تغريد". ولا أدري أي هدية جميلة أقدمها !. من اللائق ألا أسألها، وأن أختار الهدية بنفسي فكر يا أبا "الأغاريد".
ويفكر "مغرد" ويفكر.. وبالفعل هداه تفكيره:
ـ "سأقطف لها وردة حمراء. لا بل فلة بيضاء. لا وردة ولا فلة. سأقطف زهرة النرجس، بل البنفسج. بل الياسمين. عموما ، الزهور كلها جميلة. وردة أو زهرة ستكون أجمل هدية"..
وما لبث أن انطلق في الفضاء :
ـ إلى حديقة الورد والزهوووووور !.
كان الوقت صباحا، والشمس تُرسل بأولَى أشعتها، حين حط "مغرد" فوق غصن شجرة بالحديقة، وجعل يرقب الورد والزهور، وهي تتبادل تحية الصباح:
ـ صباح الخير عزيزتي الفلة.
ـ صباح الخير عزيزتي الياسمينة.
وتقول الوردة الحمراء:
ـ صباح الخير علينا جميعا.
ما أجمل الحديقة !. ورد وزهور . أشكال وألوان. كلها جميلة وجذابة. كلها زكية الرائحة:
ـ أمر يبعث على الحيرة. ما أصعب الاختيار !.
يتأمل الوردة الحمراء:
ـ ما أجمل الوردة الحمراء !. إنها تبتسم. كأنها تناديني !.
وما يلبث أن يطير إليها، ويحط فوقها، وما أن يقبض بمنقاره على
ساق الوردة، ليفاجأ بصياحها:
ـ ماذا تفعل يا "مغرد" ؟!.
تعجب "مغرد"، وقال في دهشة:
ـ أ هذا سؤال عزيزتي الوردة ؟!. سأقطفك وأقدمك هدية لصديقتي "تغريد".
ـ تقطفني ؟!. غلط يا "مغرد".
ـ غلط !.
ـ أجل. إذا قطفتني سأذبل وأموت.
ـ تذبلين و. ماذا أسمع ؟!. معذرة صديقتي. لن أقطفك..
ويتأمل "مغرد" الفلة، وهي تغني:
ـ ما أجمل الصباح !.. ما أجمل الحياة !.
ويحدث "مغرد" نفسه:
ـ بل ما أجمل الفلة !. وما أعذب صوتها !.. سأقطفها، وأهديها لصديقتي "تغريد".. كم ستعجب بها !.
وما أن يقبض على ساقها بمنقاره؛ لتتوقف الفلة عن الغناء، صائحة في فزع:
ـ ابتعد يا "مغرد".. أرجوك. لا تقطفني من فضلك.. أرجوك.
ـ لم يا فلتي ؟!.
ـ لو قطفتني، سأذبل وأموت. أ يُرضيك ؟.
ـ كلا بالطبع يا فلتي، فكيف أرضى لك هذا ؟!
وسمع الياسمينة تلحن بصوتها:
ـ تم تم. ترم لم لم. تم تم. ترم لم لم.
وتتهلل الزهور:
ـ هيه !. هيه !. هيه !. رائع !. جميل !. رائع :!
كم تشد "الياسمينة" إعجاب "مغرد"؛ ليحدث نفسه:
ـ ما أرقّ الياسمينة !، وما أبدع ألحانها !.. ستملأ الدنيا فرحة
وسعادة. يا لها من هدية رائعة !.
ويحاول "مغرد" أن يقطف "الياسمينة"؛ لتفزع صائحة:
ـ لا تقطفني يا "مغرد" من فضلك. لو قطفتنى..
ـ لا تكملي أرجوك. لن أقطف وردة ولا زهرة، فلا أريد لها الذبول.. فماذا يكون منظر الحديقة، إذا ذبل الورد والزهور ؟!. وماذا يكون شكل الحياة إذا اختفى الورد والزهور ؟! و.. وماذا أقدم لصديقتى "تغريد" ؟!. يا لها من ورطة !.
ويسمع صوت الزنبقة تناديه:
ـ مغرد.. مغرد !.
ويفيق "مغرد" من شروده، وما يلبث أن يطير إليها:
ـ ماذا تريدين عزيزتي الزنبقة ؟!
وتقول الزنبقة في ثقة:
ـ لا ننزعج؛ فلا ورطة ولا مشكلة. لديّ فكرة.
ويهتف "مغرد" في لهفة:
ـ وماذا تنتظرين عزيزتي الزنبقة. آتني بها. أسعفيني. أدركيني.
وسكتت الزنبقة بعض الوقت، لعلها أرادت أن تشوّقَه ، ثم قالت :
ـ أدعُ صديقتك "تغريد"، وكل عصافير الكناري إلى الحديقة، ونحتفل جميعا بعيد الميلاد.. وأنا من ناحيتي، سأدعو الفراشات الجميلة.. وهكذا نقدم لصديقتك "تغريد" باقة من أجمل الورد والزهور.. ما رأيك ؟
ـ فكرة رائعة !. لا أعرف كيف أشكرك ..
ـ لا شكر على واجب..
ـ أستأذنك، فلا وقت.. نلتقي صباح الغد.
ـ ونحن فى انتظاركم..
وتتهلل الزهور :
ـ هيه . هيه. هيييييييه !.
وتتقدم الزهور والورود بالشكر والثناء للزنبقة:
ـ شكرا عزيزتي الزنبقة الذكية,
ـ بفضلك ستُصبح الكناري أصدقاءنا.
ـ وغدًا: البلابل، والعنادل.. وهلمّ جرّا.
ويهتفون لها جميعا :
ـ عاشت الزنبقة الذكية. عاشت الزنبقة الذكية !. هيييه. هيييييه !.
وقى صباح اليوم التالي، أقبل "مغرد" وصديقته "تغريد"، وكل عصافير الكناري، وكانت الزنبقة قد استدعت الفراشات، فلبّت الدعوة، وأقبلت بقيادة الفراشة "رفيف". وبين الأشرطة الملونة، والبالونات، غنوا حميعا لـ "تغريد" أنشودة عيد الميلاد:
ـ عيد ميلاد سعيد يا تغريد !.
وفي نهاية الحفل، ألقت الزنبقة كلمة للضيوف:
ـ أصدقائي. صديقاتي. الحياة جميلة. وكل يوم جديد. عيد سعيد.. وإلى اللقاء في صباح جديد.. .
وتختتم الفلة الحفل بأنشودتها:
ـ ما أجمل الصباح !. ما أجمل الحياة !. ،،،
ويسأل المعلم:
ـ أذكر ثلاثة من الزهور ذات الرائحة الجميلة ؟
ـ من بطل القصة في رأيك ؟
ـ ضع عنوانا آخر للقصة..
تمت
حمدى عمارة