بئر تتدور حوله أساطير الجن ، فما هي قصة بئر جهنم؟
_ما هو بئر برهوت الغامض ؟
بئر برهوت «بفتح الباء وضم الهاء» بئر تاريخية تقع في حضرموت باليمن، قيل في وادي يعرف بوادي برهوت، ذكرت في بعض الأخبار القديمة وكذلك في بعض الأحاديث النبوية من سيرة النبي محمد ﷺ، ومما يذكر فيها أن في البئر شر ماء على وجه الأرض.
روى الطبراني في معجمه الكبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم ، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها.»[1]
«رجلا الجراد: الطائفة أو الجماعة الكبيرة من الجراد»
قال الزمخشري: برهوت بئر بحضرموت، يقال إن بها أرواح الكفار، واسم للبلد التي فيها هذا البئر، أو أراد باليمن.
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: «برهوت» بضم الهاء وسكون الواو تاء فوقها نقطتان: وادي باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، رواه ابن دريد «برهوت» بضم الباء وسكون الراء، وقيل: هو واد معروف.
روي عن علي بن أبي طالب قوله أن: «أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار».
ذكرها الإمام الشافعي في مذهبه، حيث قال أنَّ الماء المكروه ثمانية أنواع: المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان.
من القصص التي تروى عن البئر ما ذكره الأصمعي عن رجل حضرمي أنه قال: إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً يأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفار قد مات.
ويحكى أن رجلاً بات ليلة بهذا الوادي؛ قال: فكنت أسمع طول الليل «يا دومة يا دومة» فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال: إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومة.
_الموقع :
لا يتضح من الروايات التاريخية أو الأحاديث النبوية الموقع الفعلي لبئر برهوت، ولا يعلم عنه سوى أنه بئر في إحدى وديان حضرموت يعرف بوادي برهوت، هنالك اجتهادات وروايات متداولة ينسبها السكان المحليون لموقع البئر، لكن لا مراجع أو مصادر موثوقة تؤكد ذلك، الأولى حفرة خسف تقع في منطقة فوجيت ضمن مديرية شحن في محافظة المهرة، تعرف بـ «خسف فوجيت» يسميها السكان كذلك بـ بئر برهوت، يبلغ قطرها 30 متراً عند السطح ويبلغ عمق قعرها 112 مترا، لا يرى داخلها إلا عندما تكون أشعة الشمس متعامدة تمامًا مع الفجوة، تسكنها الحمائم البيضاء الافاعي، يسمع صوت ماء جارٍ في أعماق البئر، ويحكى عنها الكثير من القصص والحكايات غير الموثقة.
أما الموقع الثاني فهو المغارة في إحدى الجبال شرقي محافظة حضرموت بالقرب من قرية تنعة، يقول السكان المحليون أنها هي المقصودة ببئر برهوت يطلقون عليها اسم «مغارة برهوت»، وهي مغارة مظلمة وعميقة تمكن الكثير من المستكشفين من دخولها والتصوير فيها، وفيها تعيش الخفافيش والثعابين وتنتشر منها رائحة كبريتية بالإضافة إلى الرطوبة العالية.