قصة بئر برهوت
*الجزء الاول *
كانت أحاديثنا والأساطير المبتدعة اللي خلقناها حول العالم الأخر لأجل نمتع أنفسنا فيها.. صدقناها او كذبناها... هل فكرنا يوم في عواقبها ؟ هل فكرنا بيوم إننا ممكن نخلقها كحقيقة في حين عدم.. نخلق وجودها
محافظة مختلفة عن سواء بداخلنا او واقعا .. أنا اشرف بعمر ال ١٦ سنة ويمني الجنسية وكغالبية اليمنيين مغترب ببلاد العرب.. توفى أبوي بسبب حادث في المصنع اللي كان يشتغل فيه وكنت وحيد أهلي ف اضطرينا أنا وأمي نرجع اليمن.. كانت أمي من محافظة أبوي ف افترقنا بسبب هالشيء وطبعا أمي رجعت لأهلها وأنا صرت أعيش ببيت جدي تحديدا محافظة المهرة جنوب اليمن.
كان بيت جدي كبير ويضم ثلاثة عوائل واللي هم عماني، كانوا عيال عماني أكبر سنا ماعدا عادل كان بعمري بطبيعة الحال كونت صداقة معه لكن اللي يقتلني فيه إنه يستنقص مني بسبب إني جاهل للعادات والتقاليد ومستنكر طريقة العيش هنا وكان اغلب الوقت مني
يناديني ب - الدلوع-
بدأت قصتي بطريقنا للمدرسة لمن مسكني عادل وصار
يأشرلي على مكان كان بعيد عنا وبدأ يحكيلي عنه وإنه
وادي واسمه (بَرَهوت) وفيه بئر ويسمونه بئر الجن
قصص وقصص حول هذا البئر ، قصة شخص نزل للبئر
وصار يصرخ بإن يخرجوه ولمن اخرجوه كل اللي شافوه
نصف جثته! وقصة عن أم وضعت ولدها الرضيع قرب البئر واختفى فجأة!
قصص عن هذا البئر لانهاية لها، بدأ عادل يقولي إن هالبئر حفره ملوك الجن لأجل يكون سجن لمن يعصيهم ويخالفهم وإن مساحته وعمقه الهائل من المستحيل
تكون من صنع بشر! وبسبب عادل بدأ الفضول يقتلني عن هذا البئر، كنت اسأل كل من اقابله عن البئر وكان الكل يعرف بموضوعه يعني شيء متعارفهم عندهم وكل من جاء اضاف قصة اخرى.. لكنهم كانوا يتجاهلونه وكأنه شيء عادي عكسي أنا السامع الجديد لهذة الأساطير عن بئر الجن هذا !! جاء اليوم اللي سافرت فيه للمحافظة اللي تكون فيها أمي وطبعا رحت لأجل اشوفها ولكن كان من أهم الأمور اللي أشوف أمي لأجل اسألها عنه، بئر كنت متحمس
برهوت
سألت أمي وجاني الجواب إن هالبئر فعلاً بئر غامض وأن النبي صلى الله عليه وسلم وصف ماء بئر برهوت بأنه شر ماء على وجة الارض!! لكن أمي نفت كون الجن من بنوها وسكنوا فيها وقالت الظاهر نيزك طاح على الأرض وصنع هذة الفوهة الضخمة والقصص حوله كلها أكاذيب بغرض التسلية.. رجعت لبيت جدي والراحة بالتخلص من فضولي تغمرني، واكملت أيامي متجاهل الوادي اللي نمر قربه كل يوم.. الين جاء ذاك اليوم.......
* * الجزء الثاني * *
بيوم من الأيام كنا أنا وعادل نساعد جدي بحظيرة الحيوانات واللي كنت أنا شخصيا أعاني منهم ومن وضع الأكل لهم وازاحة الفضلات... ناظرني عادل وأنا متقرف وقال كالعادة: وش فيه
الدلوع؟ قلت والغضب باين علي: الاصح ماني متعود مب دلوع ارحمني بالله!
ضحك وقال: تقرف من حيوانات وتقول مب دلوع
اسکت بس. ارتفع ضغطي من تكرار نفس المحادثة اللي مالها داعي بيني وبين عادل وسكت.. لكنه بقي يردد بكلمة دلوع بشكل مستفز!
وهنا جات ببالي فكرة !! لفيت على عادل وقلت بثقة عشان اثبت لك إني مب دلوع خلينا نروح وادي برهوت!! تغيرت ملامح وجه عادل وصار يناظرني بصدمة وقالي منجدك ؟؟!
مستعد تعال لي وخلينا نروح ونشوف جن البئر هذا! ومرت الأيام كان عادل متردد بين كونه خايف ومايبي يروح وبين إنه مايبي يستسلم قدامي، أما عني وثقت بكلام أمي وماهذا البئر الا هراء. جاء اليوم اللي خرجوا كل اهل البيت بعد غروب الشمس لزواج كان لأحد قرايبنا وأنا وعادل بقينا بالبيت وحجتنا المذاكرة كانت... بينما كنت اجهز نفسي للمذاكرة جاني عادل ومعه سلاح وكان رشاش ضخم طبعا باليمن وجود الأسلحة بالبيوت من الأمور المهمة لكن وش يسوي ذا المجنون؟! حط عادل الرشاش :وقال جبت سلاح ابوي ومستعد
اروح للوادي!
ضحكت وقلت وش تسوي برشاش بوادي؟ قال عادل: والله ياولد الوادي معروف بالأفاعي والحمام المزعج وغير ذا ماتدري وش يطل علينا! ما اكثرنا كلام ومشينا قبل يشوفنا أحد و لكن للأسف شافنا أحد الجيران والسلاح معانا وبدأ ينادينا لكنا صرنا
نركض بإتجاه الوادي بسرعة.. بعد دقائق وصلنا للوادي كان وادي قاحل والجفاف واللون الترابي يسيطر عليه وكان الكشاف المساعد لرؤية كل هذة التفاصيل... بدينا نسمع صوت أذان العشاء وكان الصوت بعيد، لف علي عادل وقال: ندخل ونشوف البئر ونخرج بسرعة مع أقامة الصلاة فاهم؟ وافقت وبدينا نمشي وندور على البئر، وهنا شفته.. كان بئر ضخم بكل ماتعنيه الكلمة !!! فوهة ضخمة ومنظر مهيب وعمق يبدو كبداية إن لا نهاية له... كان الحمام يضايقنا وبدأ عادل يقولي اذكر الله يمكن هالحمام جن ويبدون يبعدنا عن ارضهم...
* الجزء الثالث *
ضحكت بداخلي وصرت أقول بنفسي طبيعي بيتضايقوا الحمام منا لإن عششهم وبيوتهم هنا واحنا متطفلين... بدأ عادل يتطمن وخاصة إنه شايف الأنسان اللي يقول عنه دلوع يناظر للبئر باريحية...
هنا لف علي عادل وقال: أشرف اسمع بما إننا هنا بقولك إنتبه إنتبه تهرج بلهجة غير جنوبية فاهم اهل القرى من بعد الحرب صاروا يشكون باي احد غريب وخاصة اننا بمكان محد يدخله ولو حصلوك هنا وهرجت بلهجة غير جنوبية بيمردغونك وانا وقتها بسوي نفسي ما اعرفك فهمت ؟ قلت خلاص فهمت وهنا بدأ عادل يحس براحة اكثر وقال: وش رايك اضرب بوسط البئر نشوف وش بيصير؟ وافقته وهنا رفع السلاح و ضرب.. صار يطلع غبار بشكل كثيف لدرجة توتر عادل وصار يحاول يمسك الرشاش الضخم اللي بيده واللي كان ثقيل عليه وطاح من يده وسقط بالبئر!! صرخ عادل ونزل بسرعة محاول يمسك السلاح لكن المصيبة كانت هنا!! زلقت رجل عادل وطاح لكنه تمسك بالأرض المحيطة بالبئر وصار يحاول يطلع نفسه !!
رحت له وصرت أحاول اطلعه لكن ماقدرت وفجأة طاح
عادل !!!!!
كنت قادر اسمع صوت الطيحة !! تراجعت بسرعه من الخوف وصرت اناديه بصوت عالي لكن لا رد.. وبعد كم دقيقة صرت قادر اسمع صوت بكاء!! تقدمت للبئر ورفعت الكشاف وشفت عادل!! كان على منحدر بجدارن البئر واللي يبدو إن مساحته تتقلص مع النزول.. كان ماسك رجله واللي باين إنها مكسورة ومجروحة والدم تحته يسيل كان ماء البئر ينزل على جرح عادل قلت
بسرعة : اصبر بروح اجيب احد يساعدنا وأجيك بسرعة.
جيت بمشي لكن اوقفني صراخ عادل وهو يقول: لا ياغبي لاتروح! رجعت له وقلت ليه ؟! قال عادل: اجلس حتى لو قعدنا للفجر لكن لاتروح وتخليني هنا بوسط بئر الجن قلت مارح ..اطول. صرخ عادل: قلت لا تتحرك جلست وصرت اناظره وهو يحاول يحرك رجله ويبكي بصمت.. اخذت جاكيتي ورميته له لأجل يجبر فيه عليه.. الوادي القاحل..
رجله.. ومرت ساعة واحنا على هذا الحال كنت منسدح جنب البئر واحادث عادل اللي كان داخل البئر، كنت منزل يدي بالبئر لأجل يتطمن عادل ويتأكد إني مارحت وسحبت
قدامي السماء واللي كنت قادر أشوف القمر والنجوم حوله وبريقها اللي كان ينفس عن نفسي بوسط هذا
وبينما أنا أتأمل الطبيعة احسست بشيء يلمس يدي!! تسمرت بمكاني وقلت: عادل هذا أنت؟
قال عادل: وش أنا؟ لحظة لحظة !! هذة حشرة؟ او ثعبان!!.. لكني.. لكني أحس بأطراف يد بشرية!
*الجزء الرابع *
يتهيئ قمت بسرعة ومسكت الكشاف وصرت اصوبه اتجاه البئر، لكن لاشيء! قربت وصرت اشوف عادل واللي كان على نفس الحال! يتهيئ لك يا أشرف لك لاتخاف! رجعت وجلست بنفس المكان والكشاف ينير لي البئر... وهنا انتبهت لأفعى كانت تخرج من البئر!! كانت تخرج من الجهة المعاكسة لي!! شهقت بصوت عالي وهنا سمعني عادل وقال: وش
فيه ؟!!
سكت وقمت بهدوء وهنا صرت اركض مبتعد عن البئر، سامحني يا عادل.. التفت وراء الجبل اللي كان بقرب البئر، ضليت لكم دقيقة على أمل تختفي تركت كل شيء حتى كشافي، جبل ضخم قدامي والظلام يسيطر عليه... الأفعى.
وفجأة احسست بيد تنحط على كتفي! لفيت بسرعة وشفت شخص.. هذة ملامح أجنبية؟ أجنبي؟! تواجد الأجانب في هذة المنطقة ماهو شيء غريب لكونها منطقة ساحلية يفيض بحرها بالأسماك النادرة لكن من بدت الحرب صار من المستحيل نشوفهم هذا الغريب الغريب لبسه كان يلبس لبس يمني تكلم هذا الشخص وقال بلكنة يمنيه: وش تسوي هنا! لا مو بس
هنا؟
ااهه شكله من هنا لكني أول مره اشوفه قلت بتأتأة: أنا هنا لإن ولد عمي طاح بالبئر وما اعرف كيف اطلعه.
قال بالبئر؟ ليه جيتوا هنا من الأساس؟! قلت: كنا نبي نشوف البئر بس! قال بحدة وش تبون بالبئر؟
جيت بتكلم وهنا انتبهت إن حديثي معه من بدايته لين نهايته كان بلهجة البلد اللي عشت فيها.. ياغبي يا
أشرف!!
وهنا قام وحط يديه على الجبل اللي وراي وصار محوطني بيدينه وقال: الا اقول !! من فين انت؟ يا الله وش ذي المصيبه!!
وهنا سمعت صراخ !! هذا صوت عادل ؟!! مشيت بسرعة .. توقفت عند نهاية الجبل وصرت اناظر للبئر واللي كان حوله اشخاص.. كانوا يناظرون لداخل البئر بدون حراك بس ليه عادل يصرخ !! جيت بمشي لهم لكني توقفت!! صوته وهو يقول لا تتحرك استوقفني!! التفت وهنا مسكني هذا الشخص الأجنبي من يدي
وصار يدفعني بقوة لوراء الجبل!! دفعني على الأرض لكني قمت بسرعة وتجاوزته متجه للبئر، وصلت للبئر واللي كنت بالكاد اشوفه للأسف أختفى كشافي.
نزلت وصرت اصرخ بأسم عادل، لكن مامن رد، معقولة الاشخاص اللي كانوا هنا اخذوا عادل؟! وقفت على رجولي وهنا شفت هذا الأجنبي واقف قريب مني.. بس لحظة!! كان ماسك أفعى بيده!! قام مسكها بكلتا يدينه وقسمها لجزئين بكل سهولة بيديه العاريتين!! رماها على الأرض وصار يأشر لي على البئر، التفت على البئر واللي شفته....
* الجزء الخامس. *
هذة أفعى تخرج من البئر بسرعة!! وهذة أفعى ثانية! وهذة ثالثة وهذة رابعة وكلهم متجهين بعيد عن البئر صرخت وحاولت بشتى الطرق ابعده لكنه عني بقي يسحبني الين وصلني للبئر وهنا قال: تشوف كل هذة الأفاعي؟ انتم السبب في خروجها! والآن أبيك تسد
بسرعة مذهلة !! تراجعت للخلف ومازال البئر ينسل الأفاعي بشكل
مخيف وغريب !! وهنا لاحظت أفعى كانت تخرج من الجهة اللي قدامي!!! لا شعوريا ركضت مبتعد لكن مسكني هذا الشخص الأجنبي من كتفي..
الفتحة اللي يخرجون منها! قلت بخوف: ك كي كيف انا؟ انا ماسويت شيء!!
مسكني من رقبتي ورفعني على البئر وقال: جثتك تقدر تسد الفتحة هذة !!
كنت احرك رجولي بقوة واحاول ابعد يده عن رقبتي والتنفس بدأ يصعب لكن فجأة صرنا نسمع اصوات!! اصوات انين لكنه انين يتحدث !! هذة التمتمة اللي تصدر من كل بقعة بهذة المكان بدت توقف جريان الدم
بعروقي!! دفعني على جانب البئر وهنا ركع على ركبته ونزل راسه وثبت نفسه على هذه الوضعية!! استغليت الفرصة وقمت اركض للطريق المودي لخارج الوادي.. اتوقف تارة اتنفس وتارة اركض باقوى ما استطعت ايش صار وايش يصير للآن عجزان افهم !! وفجأة استوقفني شيء!! هذة الأفاعي اللي كانت تتجه نحوي بسرعة جنونية لكن اللي يخيف أكثر الشيء اللي
تهرب منه !! خيل أسود وعليه شخص، خوف الأفاعي منه هو اخافني منه!!
ركضت متجه للطريق المعاكس ولكن هذا الأجنـبي ظهر فجأة!! تقدم لي وانزلني على ركبتي ومسك راسي ووجهه للأرض.. كنت قادر اشوف توقف أقدام ثلاثة خيول قدامي.. كنت اشوف احدهم ينزل ويتقدم لي وهنا قال اتركه...
بعد الأجنبي يده عني وهنا شفتهم !! احدهم بلا يدين والثاني بلا رجلين!! واللي قدامي بلا
راس!!
صرخت وصرت احاول اتحرك لكن وعلى الرغم من كون محد ماسكني الا إني ما اقدر اتحرك !!! شيء ماسكني من رجولي وكان لي جذور بالأرض!! انا اعلم من يكونوا الحين لكن مازلت احاول اقنع نفسي أن كل هذا يصير لإني تحدثت بلهجة غريبه وقلت بتأتأة يخالطها بكاء: انا انا من قبيلة اهلها السكان الأصليين لهذة الاراضي وجدي من عقالهاا...
هنا ضحكوا كلهم قال اللي قدامي واللي كان بلا راس سكنا هذة الأراضي قبلكم بالالاف السنين، لكن محتوم علينا نعيش معكم بأرض وحدة بشرط يكون بيننا وبينكم مليون حاجز وحد..
لف على الشخص الأجنبي واللي كان وراي وقاله فين
الثاني؟!
قال اهتميت بموضوعه !!
هاهه!! قلت بصراخ وبجنون عادل فين؟ فين عادل؟ فين اخذتوه فين اخذتوا ولد عمي!! ايش سوينا احنا!
* الجزء السادس * *
قرب لي هذا وقال أنا الملك برهوت وهذول اتباعي وهذة الأفاعي اللي تشوفها كانوا حراس لكنهم عصاة وانتم حررتوهم بلعبكم حول البئر بالسلاح بعد ماكانت مسجونة لألاف السنين لكن جيت هنا لك خصيصا،
شجاعتك هي السبب !! صَعُب علي التنفس من شدة الخوف ياربي انقذني
صرخت: وش بتسوون فيني؟!! جلس قدامي وصار يمرر يده على راسي ويتكلم بطريقة مخيفه غير كوني جاهل لمصدر صوت شخص بلا راس وقال اذا تبي مصيرك غير مصير اللي كنت معه استسلم
لي.. قلت بخوف: وش وش أسوي؟! وقف وابتعد عني وقال: اذا تبي تنجو تقدم لي واذا تبي تهرب اهرب حراسي بكل جزء بهذا الوادي غير اللي حررتهم بنفسك متعطشين لتعذيب البشر امثالك !! نزلت راسي والقهر والندم والخوف يقتلني ودموعي اللي كان مصدرها بكائي من قلب كانت تغطي وجههي، يارب إني احلم.. يارب إني احلم.. يارب إني احلم.. كانت اصوات ضحكات اللي حولي تغصب اعضائي ترجف من الخوف، نظراتهم لي تقتلني.. وقفت على رجولي وبديت اتقدم له، وهنا غيرت مساري وصرت اركض مبتعد عنهم.. أستوقفتني الأفاعي لثاني مرة لكن هالمرة بغمضة عين تلاشت وطارت بالهواء!! تجاهلت كل شيء وصرت اركض على امل اخرج من هالمكان...
وانا امشي تعثرت بشيء تحتي وطحت بقوة على راسي، آهه ياراسي آهه !! رفعت نفسي وهنا انتبهت ليد ماسكة رجلي!! صرت
احاول اسحب رجلي لكن ماقدرت!!
صار يخرج من تحت الأرض ويفلت رجلي بقوة
ويناظرني بغضب!! كان اشبه بالكلب لكن يدينه ورجلينه ترجع لأنسان !!! صرت ازحف على الأرض واحاول اذكر الله لكن رجفة
جسمي منعتني.. ماهي الا لحظات واستطعت أقوم وأركض وأشوفه
يركض وراي!! وهنا صرت أشوفهم ، أشوفهم يخرجون وينسلون من كل مكان وخلف كل جبل.. أشكال بشعة حيوانات مركبة باعضاء حيوانات اخرى بالمختصر مخلوقات غريبة !! توقفت بمكاني وطحت لا اراديا بسبب الخوف!! كلهم يناظروني، كلهم يبوني !! وماهي الا ثوان ويتقدم الشخص الأجنبي وبيده يسحب شخص، عادل.
بكيت لا شعوريا وصرت اناديه بخوف على امل يرد...
لكن مارد رمی عادل قدامي وحط رجله على صدره
وبدأ يضغط بكل قوته لكن ماكان فيه رد من عادل
عادل جثة !!! كان عادل فاقد لساقه المجروحة..
اخذ عادل ورماه على اللي كانوا حولنا وهنا انقضوا عليه
وكأنه فريسة منتظره من زمن !!
* الجزء السابع*
توجه لي وحط رجله على صدري بدوري وقال بهمس: اخر فرصة لك الملك برهوت مستنيك عند البئر.. قلت بخوف: خذني له..
مسكني من رقبتي وصار يدفعني ويسحبني حتى اوصلني للبئر لكن ما اشوف احد حوله وهنا سمعت صوته وهو يقولي اقترب.. ماكنت اعرف اذا كان مصدره البئر او الجبل او الهواء لكنه كان واضح.. تقدمت للبئر وانا اشوفهم حولي هنا وهناك ويناظروني بعيونهم اللي كانت تنتظر بفارغ الصبر امر لأجل ينقضوا علي... قال بصوت تردد صداه بأذني. وعشان تعيش بهيئة احد فيهم، وعشان تكون شخص من اتباعي، ارمي نفسك
بالبئر !!!
سكت ثوان بعدها قال: انتظرك بداخل البئر.. كنت قادر اسمع اصوات من البئر بكاء صراخ ألم وصوت ماء يتدفق بعنف .. مر علي شريط حياتي بسرعة وكأني استعد للموت.. مات ابوي موتة كانوا يقولون عنها موتة بشعة والآن بيموت ولده مثل موتته.. مر شهر و ماشفت أمي فيه ماودعت جدي اللي كان يعاني من جيت لأجل ارتاح ببيئة ماتناسبني وتحمل مسؤولية تربية يتيم ....
ما صليت آخر فرض لهذا اليوم.. ياربي اسألك أن
تسامحني..
ترکت نفسي اسقط في هذا البئر الضخم.. بغمضة عين أشوف نفسي بمكان كبير وارضه وسقفه أسود اللون !! أنا انتقلت لعالم آخر؟؟ أنا وين؟!!
سمعت صوته من خلفي وهو يقول: أنت بعالمي !! أشوفه يتقدم لي بهيئة رجل عادي لكنه كان يبتسم بخبث، مسك راسي وبدأ يدفعه للخلف حتى نزل راسي لظهري !!! ما احس باي الم!! بدأ يحرك يديني ورجليني ويشكلني وكأني لعبة لكني ما احس بشيء !! ابتعد عني وصار يضحك ويقول: أنت روح ثانيه وشخص أخر... وهنا تداخل من أخر كلمة قالها صوت غريب !! صوت منبه جوالي !!! كان صوت قارئ يتلو آيات الله... آية وراء آية كانت تبعث في نفسي الطمأنينة لكن ليه اشوفه يصرخ ويحاول يهجم علي !! وهنا قام وضربني على راسي وطاح جوالي وطاحت ساعتي اللي كانت بيدي بعيد عني وطحت انا ... واغمضت عيني...
فتحت عيوني وانا ببيت جدي وعلى سريري، بدايةً قلت هذا حلم !! لكني اكتشفت عكس ذلك لمن تجمعوا علي اهل البيت وبدوا يسألوني ايش صار؟ وطبعا سألتهم عن اللي صارلي وجوابهم كان إن الشخص اللي شافنا لمن مشينا ومعنا السلاح قالهم وراحوا يبحثوا عنا وبعد يأس وهم مارين بالوادي سمعوا صوت.. كان صوت القرآن!! على الرغم من كبر الوادي الا انهم سمعوا الصوت !! لمن دخلوا وتتبعوا الصوت وصلوا للبئر وهنا لقونا !! انا وعادل على المنحدر !! بس عادل كان ميت !!! وكانت رجله مبتوره وانا كنت ملقي فوقه.. بحثوا عن جوالي ودقوا عليه لكن مافيه شبكة والغريب ان صوت القرآن ماتوقف الا بعد ما اخرجونا من الوادي
* الجزء الثامن *
ارسلوا جثة عادل للتشريح الجنائي واما قصتنا هذة ف اشغلت المنطقة والقرى المحيطة وخاصة إني حكيت لهم اللي صارلنا بالتفصيل لكن جدي وعماني ماصدقوني !!! كان فيه ناس واللي كانوا يؤمنوا بأساطير البئر هم اللي صدقوني وضلوا يحاولوا بجدي يشوف مسني شيء.. صارت فيه حراسة ب الوادي وخاصة من الناس اللي ماتؤمن بإن الجن يسكونه وقالوا يمكن أن اللي صارلنا كله من الانقلابيين على البلد.. مرت الأيام وحالتي كانت سيئة وكل ماتذكرت اللي صار زادت حالتي سوء وخاصة إني اشوف ام وابو عادل وهم يتألمون لفقد ولدهم ويصبوا غضبهم علي لإن لي يد باللي صار لعادل !! جاء تقرير التشريح واللي كان يفسر موت عادل بأنه اصابته حالة نفسيه بسبب الخوف من المكان وقام ببتر رجله واللي كان واضح عليها الضرب والتقطيع المتعمد غير الجرح والكسر اللي كان سببه السقوط ومات من شدة الخوف والنزيف المتواصل..
كنت احاول اخليهم يصدقوني لكنهم كانوا يرفضون ويجيبون مليون تفسير وإن كل اللي شفته برضو بسبب الصدمة والخوف والتهيئ بسبب المكان المخيف المظلم وهنا بديت اقتنع فعلا كل شيء له تفسير منطقي ويبدو إني فعلا مريض نفسي !!
انتهت القصه لاتنسو تعليقاتكم..كل عام وانت بخير