هيا بنا نذبح الفراغ بسكين العمل

هيا بنا نذبح الفراغ بسكين العمل

0 المراجعات

# إنه يوم جديد وطويل …….. هيا بنا نذبح الفراغ بسكين العمل#

(1) كيف بدأت الحكاية :

* لقد مررت باختبار صعب في السنوات الأربع الماضية ألا و هو المرض وعدم القدرة على العمل و أكثر شيء متعب في ذلك هو هذا الفراغ الكبير الذي أحاط بى من كل جانب وكأنه الليل البهيم يغشى كل شيء و سرت أحاول أن أتلمس طريقي في ذلك الظلام الدامس و لكن دون جدوى وعندها صرخت أنادى طلبا للمساعدة علني أحد مصرخا لي ولكن هيهات هيهات .

* لذا سرت وحدي أتلمس طريقي و أتخبط في دجى الظلام لعلى أجد بصيص ضوء أو حتى بصيص أمل . و عندما فقدت الأمل صرت أبكى و أنتحب و كأني طفل صغير ضعيف فقد أمه في الزحام وبعد أن انتهيت من النحيب رفعت رأسي و قلت لنفسي ( لقد كنت يا نفس دائما تزعمين أنك نفس مؤمنة محتسبة صابرة فها هو ذا الاختبار الذي كنت تنتظرين فما أسهل الكلام و ما أبسط التنظير ولكن ما أصعب العمل على نفس الإنسان .

* ومع أنه كان موقفا صعبا أن تعيش في ظلام دامس و أن تسير على غير هدى إلا أنني عندما لم أستطع أن أستخدم عيناي كيما أبصر طريقي وجدت بصيص نور يأتي من بعيد …كلا لم أره بعيناى التي في رأسي … و لكن هذا النور الخافت بدأ يلمع … نعم إنه آت من قلبي يقول لي ( إن داخل كل نقمة نعمه وربما يكون البلاء هو عين العطاء و لربما كان العطاء هو عين المنع .

(2) حديث مع قلبى :

* و أخيرا وجدت أنيسا لي في وحدتي وهو قلبي فأخرجته من صدري و أجلسته أمامي و أخذت أطالعه و كأني أراه لأول مرة ثم شرعت ألتزمه ( أحتضنه ) و كأنه صديق عزيز غائب منذ زمن وجلسنا نتحاور و نتشاور ونتعاتب و نخرج كل ما في النفس ووجدته يقول بلسان الحال وليس بلسان المقال ( هناك خير داخلك و نحن نريد أن يظهر هذا الخير على جوارحك و قد كانت عيناك تحجب عنك رؤية هذا النور و ذلك لأنها أدمنت النظر إلى ما يحل وما يحرم فاستفق و انهض) .

* فنهضت وكل شيء قد تغير في نفسي و قلت لنفسي هيا بنا نبحث عن شيء مفيد نفعله فانكببت على كتاب الفقه الميسر أذاكر فيه و أدرسه و أحاول أن أعيد صياغته بشكل بسيط وبعد جهد جهيد وتعب شديد استطعت أن أقوم بتلخيص الكتاب بالكامل في شكل سؤال و جواب و حاولت أن أوصل هذا العلم إلى غيري ولكن لم تتح لي الفرصة فأعرضت عنها و طويت ألمي في صدري .

* وبعد حين من ذلك وجدت نفسي لا زلت أتخبط في ذلك الظلام الدامس و في هذا الفراغ القاتل فقلت لقلبي : ماذا أفعل الآن يا صديقي ؟ فقال لي ( لماذا لا تحاول أن تحفظ ما تستطيع من كتاب الله أو ليس هذا هو حلمك القديم منذ أن كنت طفلا صغيرا ؟ ) 

فقلت له أنى لا أملك القدرة على الحفظ و الاستظهار فقال عليك العمل وليس عليك النتيجة .

 * عندئذ وجدت قلبي مفعما بالعزيمة و أقبلت على حفظ كتاب الله غير مبال بالتجارب السابقة و التي فشلت فيها و استطعت – بعد فضل الله – أن أحفظ تقريبا ثلاثة أجزاء و نصف ولكن كلما حفظت الجديد أجد نفسي قد نسيت القديم فصرت أراجع كل يوم دون كلل أو ملل و لكن دون جدوى فتعبت و توقفت أسأل نفسي مرة أخرى ( إلى أين الطريق ؟ ) .

  • (3) إلى أين الطريق ؟

* وجلست يوما مع قلبي – وهو صديقي الوحيد – أبثه همومي و أوجاعي فقال لي ( إن هذا يوم جديد و هو على عملك شهيد فيجب أن تغتنمه و عليك أن تذبح هذا الفراغ بسكين العمل ).

* وفجأة و أنا في هذا الظلام الدامس – ظلام اليأس و الإحباط – وجدت نفسي أمسك بالقلم و أكتب ثم أمسك به مرة أخرى و أكتب و كلما كتبت صفحة وجدت نورا يسطع ينير لي الطريق وهنا صرخت بكل قوتي ( أخيرا وجدت طريقي … الكتابة هي مخرجي و ملاذي وهى النور الذي سيخرجني من هذا الظلام ) .

  • * وكانت الكتابه هي مخرجي من هذا الظلام الدامس ولكل منا مخرجه ولكن كيف لنا السبيل ان نعرف المخرج لقد اكتشفت مخرجي ومهربي من هذا الفراغ وقد كانت الكتابه فعليك انت ايضا ان تنهض وتعرف ما هو مخرجك من فراغك  وان تكتشف ذلك بنفسك . 
  •  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

10

متابعهم

15

مقالات مشابة