شبح القمر  _زيارة مفاجئة و غريبة

شبح القمر _زيارة مفاجئة و غريبة

0 المراجعات

توسط القمر السماء بشكله المستدير في ليلة يكتمل فيها بدرا بلونه الأحمر يكاد ينفجر على عكس الليالي المعتادة, حمرة مغرية تدعو لسمر و الإستمتاع بجماله الأخاذ .

 قرر علي تحت هذا الضوء المميز أن يعتني بحيوانات أمه من دجاج، بط، حجل، أرانب، و باقي الحيوانات ، أغتنم الفرصة تحت ضوء القمر لتكون المهمة مسلية لأنه يكره زن أمه في الصباح الباكر كل يوم.

دخل علي الحظيرة المكشوفة على السماء المحاطة بسياج من الحديد في مستوى المتر و أخد يطعم هذه و يتفحص الأخرى و يجمع البيض من تلك و عند انتهاء المهمة أخد لنفسه خمس دقائق يتكأ على السياج و يستمتع بلون القمر الذي يزداد احمرارًا.

سكون تام لا يكسره إلا صوت الحيوانات  و أفكار جميلة تسحب علي بالتدريج و هو يفكر بمصيره و مستقبله و هو الفتى ذو العشرين خريفا ولا يستطيع أن يترك البادية للبحث عن مستقبله خصوصا أن أمه وحيدة تعتمد عليه في كل شيء ، بدأت الأفكار تتور في رأسه و تتخبط ، لم يحتمل علي الأمر فأمسك برأسه و أغمض عينيه  فترة ثم فتحهما ففوجئ بمخلوق أسود يقف أمامه على ضوء القمر الذي وصل إلى أقصى حمرته حتى الإشتعال تقهقر علي من شدة هلعه إلى الوراء ساقطًا لكن المخلوق كان له بالمرصاد يتبعه بخطوات سريعة وضحكات عالية مخيفة يقول له : اذبحها كلها ماذا تنتظر ؟ لماذا تضيع وقتك معها؟

ظل علي في وضعية جمود لا يصدق  ما يراه و ازدادت دقات قلبه لكن المخلوق كان يلح عليه بنفس الطلب مرات عديدة و كل مرة أرعب من الأخرى حتى أغشي عليه.

في الصباح خرجت الأم في خطوات متثاقلة لتتفقد حيواناتها و عندما اقتربت وجدتها كلها مذبوحة ، جثث صغيرة في كل مكان.

كان الصباح على وشك البزوغ و القمر عاد إلى طبيعته، ناصع البياض.

استجمعت حليمة كل قوتها ، جمعت الجثث في حفرة خارج الحظيرة ثم أحرقتها و الدموع تنساب على خدودها الذابلة من أحزان الزمن ,وقفت للحظات تتأكد من انتهاء العملية بسلام.

ذهبت لتعد الفطور و كأن شيء لم يحدث وكعادتها كل صباح طلبت من ولدها أن ينظم إليها للأكل وبعد عدة محاولات منها ضهر أخيرا على باب المطبخ و هو يحتج على اصرارها ، نظرت إليه ببرود  و قالت من الضروري أن نذهب باكرًا إلى المدينة ، نحتاج أغراضا كثيرة ، لم يعترض علي على ذالك و كعادته و كأنه غير معني بالذهاب تجاهلها لكن حليمة طوال ساعة و هي تقنعه بالذهاب و تتحايل عليه بكلمات  جعلته في النهاية يستسلم و يذهب معها .

في الطريق  على  عربة النقل بدأت حليمة تشرح لإبنها أنها تعاني من ضعف في نظرها  و يجب أن ترى الطبيب ليفحصهما ، تفهم حالتها ووافقها .

في  مستشفى المدينة الكبير دخلت حليمة و ابنها الإستقبالات و ظلبت منه الإنتضار في الصالة  لتسأل عن الطبيب ، ثم بدأت  تجوب أقسام التخصصات  حتى وجدت المقصود تحدثت إلى الطبيب و بدى على وجهها التعب و التعاسة ، رق لحالها وطلب منها مرافقتها إلى صالة الإسقبال ، سلم على علي و طلب منه أن يرافقهما لأن فحص أمه سيطول ، لم يعترض على ذالك و تبعهما  إلى مكتب الطبيب ، طلب منهما الجلوس أمامه وأقفل الباب.

نظر الدكتور سيف" طبيب الأعصاب و الذاكرة" إلى علي ثم إلى حليمة بضع لحظات ثم قال له منذ متى لم تأخد أدويتك؟

نظر إليه علي للحظات و فهم أن أمه خدعته و أن هذا ليس فحص عيون  و لكنه لم يكتشف ذالك للأن الطبيب لم يكن طبيبه الذي يتتبع حالته ، حد من نظره و هو ينظر إليه ثم أجاب منذ ستة أشهر.

خلع الدكتور سيف نظاراته ثم قال له و كيف تشعر؟

اعتدل علي واسند ضهره إلى الكرسي و أجاب أحسن بكثير .

اقترب منه الدكتور الشاب سأله  هل زارك أحد ليلة البارحة ؟

شعر علي بوخز في دماغه و كأن شيئًا صعقه  ، انكمشت أصابعه و شد على الكرسي بأظافره ، نظر إلى أمه التي تقابله ثم إلى الطبيب و أخد يحدت نفسه ، ماذا يعتقد نفسه هذا الطبيب العصري فهو لن يخدعني بأسلوبه المنمق

لم يزرني أحد…!!!

قال الطبيب لكن أمك وجدت آتار أقدام غريبة في حضيرتها ؟

عبس علي و شعر بتوتر و نضر إلى أمه بعصبية و إلى الطبيب بحقد وأوصال وجهه ترتعش

لا أتذكر…ثم رفع صوته لا أتذكر….!!!

قال الطبيب حسنا سأساعدك على التذكر ، غير الدكتور سيف طريقة كلامه و أصبح أكثر هدوءا وبصوت واثق ذكره بليلة هادئة كان فيها القمر ضوئه جميل و أكثر قربا مما جعله يشعر بالحماس للقيام بمهامه التي طلبتها أمه، كلما تابع الطبيب كلامه في سرد الأحدات بالترتيب كلما زاد توتر علي حتى انقلب  توتره إلى نظرات أكثر حدة ومخيفة ، أطلق علي ضحكة صاخبة و غريبة لكن الطبيب لم يستسلم بل طلب منه بهدوء أن يخبره من كان الزائر؟ تبدلت ملامح علي و أصبحت مرعبة أجاب بصوت خشن لم يصدر منه من قبل ووقاحة غير مسبوقة : أنت لن تفهم موقفه فقد كان يريد أن يخلصني ، جعلني قويا حتى أستطيع ذبحها تعالت ضحكات علي واقترب أكثر من الطبيب، نعم لقد ذبحت كل حيوانات أمي السخيفة ، ظل على حاله إلى أن طلب الطبيب من ممرضين مساعدين أن يحقناه بمهدء ليرتاح .



 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

1

متابعهم

4

مقالات مشابة