رد الجميله بمثله رعب

رد الجميله بمثله رعب

0 المراجعات

:::ومن هنا تبداءالقصه: :::::::سراح الرجل البري عقوبته الموت. وشاءت الصدف أن يكون السجن الذي قيد فيه هذا المخلوق تحت غرفة نوم أصغر أبناء الملك. وكان الرجل البري لا ينفك يبكي ويئن مطالباً بإطلاق سراحه، وكان لهذا النحيب الذي لا يتوقف أن يثير في النهاية حفيظة الأمير الشاب فنزل ذات ليلة وفتح باب السجن، وأخرج السجين. وفي الصباح دهش الملك والحاشية والخدم لعدم سماعهم أصوات العويل المعتادة التي كانت تصدر عن السجن، فنزل الملك بنفسه، وقد توقع حدوث شيء خارج على المألوف، ليرى ما حصل لأسيره. وحين وجد الزنزانة فارغة استشاط غضباً، وطلب بشدة من يفترض أنه قد عصا أوامره وأطلق الرجل البري . أما أفراد الحاشية جميعاً فقد أصيبوا بالهلع لمرأى الغضب على محيا الملك، فلم يجرؤ أحد منهم على أن ينبس ببنت شفة، ولو كانت التأكيد على براءتهم. غير أن الأمير الشاب، ابن الملك، تقدم في النهاية واعترف بأن بكاء المخلوق البائس المثير للشفقة كان يزعجه طيلة النهار والليل، مما دفعه في آخر الأمر إلى أن يفتح له الباب. وحين سمع الملك ذلك، جاء دوره في الأسف، إذ وجد نفسه مجبراً على معاقبة ولده بالموت أو نقض ما سبق له أن أعلنه . غير أن بعضاً من كبار مستشاريه، وقد رأوا مدى حيرة الملك واضطرابه، أتوا وأكدوا لجلالته أن الإعلان يكون قد نفذ فعلاً إذا ما طرد الأمير من المملكة إلى الأبد، بدلاً من أن يعاقب بالموت . سر الملك كثيراً لإيجاد هذا المخرج من المعضلة، وأمر ولده بأن يغادر البلاد، فلا يعود إليها قط، وأعطاه في الوقت ذاته كثيراً من رسائل التوصية إلى ملك مملكة نائية، ووجه واحداً من خدم البلاط كي يمضي مع الأمير الشاب ويقوم على خدمته. وعندئذ انطلق الأمير البائس وخادمه في رحلتهما الطويلة. وبعد فترة من السفر، ظمئ الأمير، ومضى إلى بئر رآه قريباً كي يشرب. لكن الذي جرى أنه لم يكن على البئر ثمة دلو، أو أي شيء آخر لمتح الماء، مع أن البئر كانت ممتلئة . وحين رأى الأمير ذلك، قال لخادمه: «أمسكني من عقبي بقوة، ودليني في الجب لأشرب». ثم انحنى فوق البئر، ودلاه الخادم كما قال له. حين أروى الأمير ظمأه، وأراد أن يرفع، رفض الخادم، قائلاً: الآن أن ألقي بك في الجب، وسوف أفعل ذلك ما لم ترض في الحال أن تعطيني ملابسك ومكانتك وتأخذ ملابسي ومكانتي. فأكون الأمير من الآن فصاعداً، وتكون خادمي». «بوسعي رأى ابن الملك أنه قد وضع نفسه بغباء في قبضة الخادم، فوعد بتنفيذ كل ما طلبه، ورجاه أن يرفعه وحسب . غير أن الخادم الخائن لم يكترث لتوسّلات سيده، وقال بفظاظة: «عليك أن تقسم يميناً معظماً ألا تفوه بكلمة لأي كان عن المبادلة التي سنقيمها». وبالطبع، فإن الأمير، الذي لم يكن بوسعه أن يفعل شيئاً، أقسم اليمين في الحال، فرفعه الخادم، وتبادلا الملابس. فارتدى الخادم الشرير ثياب سيده الفاخرة، وامتطى حصانه، وانطلق في رحلته، في حين تنكر الأمير المنكود في ثياب خادمه، وراح يسير بجانبه.  مضيا على هذه الحال إلى أن بلغا بلاط الملك الذي أوصاه والد الأمير المنفي بابنه. وصدق الأمير المنكود ما وعد به، ورأى خادمه المنافق يستقبل في البلاط بحفاوة عظيمة كابن ملك عظيم، في حين ، وقف هو، دون أن يلتفت إليه أحد، في غرفة الانتظار مع الخدم، الذين عاملوه معاملة عادية تماماً كأنه واحد منهم. وبعد أن تمتع الخادم المنافق لبعض الوقت ما شاء له التمتع بضروب الحفاوة التي أنعم بها الملك عليه، بدأ يخشى نفاد صبر سيده إزاء ما كان يتعرض له من إهانة، مما قد يدفعه في يوم إلى أن ينسى قسمه ويكشف عن حقيقته. وراح الخادم الشرير، وقد ساورته هذه المخاوف، يفكر بشتى الطرق الممكنة للتخلص من سيده الذي غدر به دون أن يلحق بنفسه أي أذى. وفي يوم من الأيام، حسب أنه وقع على طريقة لفعل ذلك، وانتهز أول فرصة لتنفيذ خطته اللئيمة. وينبغي أن تعلموا الآن أن الملك الذي كان هذا الأمير الشقي وخادمه المنافق يمكثان في بلاطه، كان يحتفظ في حدائقه بعدد كبير من وحوش البرية مقيدة في أقفاص ضخمة. وذات صباح،  بينما كان الأمير الزائف يتمشى في هذه الحدائق مع الملك، قال فجأة: «لدى جلالتك عدد كبير من وحوش البرية بالغة الجمال، وأنا معجب بها كثيراً، لكني أحسب أنه حرام أن تُبقي عليها مقيدة، وتنفق على طعامها كل هذا القدر من المال. لماذا لا ترسلها إلى الغابة مع راع كي تجد قوتها؟ وإني لأجرؤ على القول إن جلالتك سوف تسر كثيراً لو زكيت لك رجلا يقدر أن يخرج بها في الصباح ويعود بها آمنة في المساء». فسأل الملك: «أتحسب حقاً، أيها الأمير، أن بمقدورك:::النهايه: ::::

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

86

متابعين

10

متابعهم

0

مقالات مشابة