انا و زملائى في بيت مهجور

انا و زملائى في بيت مهجور

0 المراجعات

في ليلة مظلمة وعاصفة، قررت أنا وزملائي استكشاف بيت قديم مهجور يقال إنه مسكون. كان البيت يقع في نهاية طريق متعرج محاط بأشجار الصفصاف الضخمة التي تهمس بأصوات غريبة عندما تهب الرياح بين أغصانها.

بمجرد وصولنا، شعرنا بالبرودة تسري في أوصالنا. كان البيت يبدو كأنه يتنفس، مع كل نافذة مكسورة وباب متداعي يبدو وكأنه فم يترقب دخولنا. تقدمنا بحذر، وكل خطوة تصدر صريرًا يتردد في الفراغ المظلم.

فتحنا الباب الأمامي العتيق، ودخلنا إلى الردهة حيث كانت الأتربة تغطي كل شيء كالثلج. كانت اللوحات على الجدران تحمل وجوهًا باهتة تبدو كأنها تتابعنا بأعينها. بدأنا نستكشف الغرف، واحدة تلو الأخرى، وكل غرفة كانت تحمل قصة مختلفة من الأسرار والأحداث الماضية.

في الطابق العلوي، وجدنا غرفة مغلقة بإحكام. عندما فتحناها، انبعثت رائحة عفنة، وكأن شيئًا ما كان محبوسًا هناك لعقود. كانت الغرفة مليئة بالكتب والمخطوطات القديمة، وفي وسطها طاولة خشبية متهالكة وفوقها شمعة لم تحترق بعد.

أشعلنا الشمعة، وفجأة، سمعنا صوت خطى يقترب من الغرفة. التفتنا جميعًا لنرى مصدر الصوت، لكن لم يكن هناك أحد. الخطى توقفت عند باب الغرفة، وبدأ الهواء يهتز حولنا. شعرنا بالخوف يتسلل إلى قلوبنا، ولكن قررنا البقاء ومواجهة ما يخبئه البيت لنا.

بدأت الأشياء تتحرك من تلقاء نفسها، الكتب تطير من الرفوف، والأبواب تغلق بعنف. كان الظلام يزداد كثافة، وكأنه يريد ابتلاعنا. وفجأة، ظهرت أمامنا شخصية ضبابية، شاحبة الوجه، بعيون جوفاء تنظر إلينا بصمت مرعب.

صرخ أحدنا وركض نحو الباب، لكنه وجد نفسه يركض في مكانه، كأن الزمان والمكان قد توقفا. بدأ البيت يهتز وكأن زلزالًا قد ضربه، والأصوات المخيفة تملأ الهواء. كنا نعلم أننا لسنا وحدنا، وأن هناك شيئًا آخر معنا في هذا البيت.

في تلك اللحظة، قررنا أن الوقت قد حان للهروب. جمعنا شجاعتنا وركضنا نحو الخروج، ولكن كلما اقتربنا من الباب، كان يبتعد أكثر. كان البيت يلعب معنا لعبة مرعبة، وكأنه يستمتع بخوفنا.

أخيرًا، وصلنا إلى الخارج، وأغلقنا الباب خلفنا بقوة. نظرنا إلى البيت للمرة الأخيرة، ورأينا الشخصية الضبابية تقف عند النافذة، تودعنا بابتسامة مخيفة. عدنا إلى منازلنا، ولكن الذكريات المرعبة لتلك الليلة ظلت معنا إلى الأبد.

وهكذا، انتهت مغامرتنا في البيت المهجور، ولكن الأسرار التي يخفيها لا تزال مدفونة تحت طبقات الغبار والزمن، تنتظر من يجرؤ على استكشافها مرة أخرى.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة