شقة وسط البلد
في عمق شوارع وسط البلد، ترتسم شقة صغيرة بأسلوب معماري قديم، تتوسطها الغموض والظلام، كما لو كانت تستنشق أسرارًا مظلمة لا يمكن للعيون البشرية أن تراها. هناك، تقطن طالبة مصرية شابة، انتقلت لتحقيق حلمها الدراسي، لكن ما لم تعرفه هو أنها ستجد نفسها محاصرة في صراع بين الواقع والخيال، بين الحياة والموت.
الفصل الأول: وصول إلى الظلام
كانت ليلى تنظر من نافذة الحافلة، وهي تقترب ببطء من وجهتها الجديدة، مدينة كبيرة مليئة بالحياة والحركة. بينما تتخطى السيارات والمباني الشاهقة، شعورًا بالحماس والقلق يتقاطعان في داخلها. لقد قطعت ليلى مسافة طويلة من مصر لتحقيق حلمها في دراسة الطب في إحدى الجامعات الرائدة بالمدينة.
بعد وصولها، استقلت سيارة أجرة ووجهت السائق إلى وجهتها المقصودة، شقة صغيرة في قلب المدينة. توقفت السيارة أمام مبنى قديم، مظلم اللون، بأبوابه الخشبية المتهالكة ونوافذه المعتمة. لم تكن الشقة بالمظهر الذي كانت تتوقعه، لكنها كانت على استعداد لتحمل أي شيء من أجل حلمها.
دخلت ليلى الشقة، وسط هدوء يخيم في الجو، لم تشعر بالراحة في البداية، ولكنها أجبرت نفسها على التكيف. بينما كانت ترتب حقائبها، تلفتت نظراتها إلى صورة قديمة على الحائط، صورة لرجل مسن بابتسامة حانية، كتبت تحتها عبارة "الشيخ محمود".
الفصل الثاني: لقاء مع الجار الغامض
لم تكن ليلى تعلم كثيرًا عن جيرانها، وكانت تفضل الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، لكن حينما قابلت الشيخ محمود، جارها الذي ظهر في الصورة، شعرت بدفء غريب في قلبها.
كان الشيخ محمود رجلاً مهذبًا وودودًا، وكان يبدو وكأنه يملك حكايات لا تنتهي عن أيام الزمن الجميل. قضت ليلى ساعات تستمع إليه يحكي عن مغامراته في الشباب وعن حكمته في الحياة، وكانت تشعر وكأنه يشبه والدها الذي فقدته في صغرها.
لكن بينما تجلس ليلى وتناجي قهوتها، تسللت إليها أحاسيس غريبة، شعور بأن هناك شيئًا مظلمًا يختبئ خلف تلك الابتسامة الحانية للشيخ محمود.
الفصل الثالث: ليالي الرعب تبدأ
لم تمضِ ساعات قليلة حتى بدأت الأمور تتغير في الشقة. ليلى بدأت تشعر بوجودها وحدها ليس مجرد وحشة عادية، بل كانت تشعر بأن هناك شيئًا خفيًا يراقبها، ينتظر اللحظة المناسبة للظهور.
بدأت الأشياء تتحرك بشكل غريب في الشقة، أصوات غريبة تملأ الأجواء في الليل، وكأن هناك أرواحًا تتجول بلا هدف. بدأت ليلى تختنق بالخوف، ولكنها لم تجد من يصدقها، فمن يصدق قصص الأشباح في العصر الحديث؟
كان الشيخ محمود الو
ية من أن تفقده الدعم الوحيد الذي كانت تعتمد عليه في هذا البيئة المجهولة.
لكن مع مرور الأيام، تزايدت حدة الأحداث الغريبة والرهيبة في الشقة. بدأت الأشباح تظهر بوضوح، أحيانًا كأطلالات ضبابية في الزوايا المظلمة، وأحيانًا كأصوات مخيفة تهمس في أذنها وتخترق وجدانها. بدأت ليلى في الشك في عقلها، هل هي ترى هذه الأشياء حقًا أم أنها مجرد خيال مريض؟
في إحدى الليالي، وبينما كانت ليلى نائمة في سريرها تحاول الهروب إلى عالم الأحلام للهروب من كوابيس الواقع، شعرت بلمسة باردة على كتفها. افتتحت عينيها بفزع لتجد وجهًا شاحبًا ينظر إليها بعيون مظلمة، لم تكن ترى شيئًا مشابهًا من قبل، لقد كان هذا الوجه مغطى بالظلام، ولكنها شعرت بالهلاك يقترب منها.
هربت ليلى بعيدًا من الشقة بلا تفكير، تركت كل شيء خلفها، وتوجهت نحو البحث عن مأوى آمن، ولكنها وجدت نفسها محاصرة في شبكة من الظلام، حيث الأشباح تبدو أكثر حقيقة من أي وقت مضى.
الفصل الرابع: الكشف عن الحقيقة المروعة
بينما كانت تجول في الشوارع الخلفية المظلمة، اكتشفت ليلى مدى خطورة الوضع، ولكنها لم تكن قادرة على الهرب. بينما كانت تراوح بين الشك واليأس، تذكرت وجه الشيخ محمود، الرجل الذي كانت تثق به، الرجل الذي كانت تعتبره معلمًا ووالدًا بديلاً.
بالرغم من كل الظروف، قررت ليلى أن تعود إلى الشقة للبحث عن إجابات، قد تكون مفتاح فهم هذه الأحداث الغريبة التي تحدث لها. وعندما وصلت، وجدت الشيخ محمود ينتظرها على عتبة الباب، وجهه يبدو مكسوًا بالحزن والأسى.
"ماذا حدث هنا؟" سألت ليلى بصوتٍ مرتجف.
أخذها الشيخ محمود إلى داخل الشقة وبدأ في الكشف عن الحقيقة المروعة وراء كل هذه الأحداث. لم يكن الشيخ محمود رجلًا عاديًا، بل كان عالمًا في السحر الأسود، وقد استغل ثقة ليلى لتحقيق مخططه الشرير.
"أنت لم تكن إلا قربانًا لشيطاني!" صرخت ليلى، وسط دهشة وصدمة لا تصدق.
الفصل الخامس: الصراع الأخير
بينما كانت تحاول ليلى فهم الوضع، بدأ الشيخ محمود يتحول أمام عينيها، وظهرت لها أشباحٌ أخرى تحيط بهما. كانت القوى الشريرة تستعد لتحقيق هدفها، قتل الفتاة ودفعها كقربان للشيطان.
لكن ليلى لم تكن مستعدة للخضوع بسهولة، بدأت في الصراع ضد الأشباح، مستخدمة كل قوتها وشجاعتها. كانت المعركة طويلة ومريرة، .
وفي تلك الليلة الظلماء، بينما كانت ليلى تحاول الدفاع عن نفسها ضد الأشباح الشريرة، أصيبت بجروح قاتلة لا يمكن شفاؤها. وبينما وقعت على الأرض، شهدت لحظاتها الأخيرة مشهدًا مرعبًا حيث تجمعت الأشباح حولها، وبينما كانت تصرخ في الألم واليأس، قدمتها كضحية للشيطان في شعائر قاتمة.
ترك موت ليلى آثارًا عميقة على الشيخ محمود، الذي شعر بالندم والغموض لما فعله. لقد كان يعتبرها كابنته، ولكنه كان عالمًا مخادعًا مغويًا بقوى الشر. وبينما حاول أن يتوب عن مساره الشرير، بقيت الشقة مليئة بالذكريات المريرة لما حدث.
بعد مرور فترة، وفي ليلة غامضة، وصلت فتاة جديدة لتأخذ مكان ليلى في الشقة. كانت الفتاة تدعى نورا، وكانت تبحث عن مأوى بسيط في المدينة لتكمل دراستها في الجامعة. وبينما كانت تنظر حولها في الشقة، استقبلتها بصداقة الشيخ محمود، الذي كان يعرف جيدًا ما يحتاجه الضيف في هذا البيت الملعون.
"أهلاً بك في منزلك الجديد، يا نورا"، قال الشيخ محمود بابتسامة ودية، ولكن بعينين تخفيان أسرارًا غامضة لا يمكن لأحد أن يفهمها.
وهكذا، بدأت نورا رحلتها في الشقة الملعونة، حيث لا تزال الأرواح تتجول والأسرار تتربص في كل زاوية، ولكنها لم تكن تعلم بعد بما تنتظرها من مغامرات مروعة في عالم الظلام والجن، والتحدي الذي ستواجهه في سعيها للبقاء على قيد الحياة وكشف أسرار هذا البيت الملعون