ضجيج الظلام: أسرار البيت المهجور
في قلب الغابة الكثيفة، يقع بيت قديم مهجور يمتلك سمعة مخيفة. يُقال إنه كان مأوى لعائلة غامضة اختفت في ظروف غامضة قبل عقود. يتجنب الناس الذهاب قربه، ويصفه البعض بأنه مأوى للأشباح والكائنات الغريبة.
في إحدى الليالي العاصفة، قررت مجموعة من الأصدقاء المغامرين استكشاف أسرار هذا البيت المهجور. كانت مجموعة صغيرة مؤلفة من أربعة أشخاص شجعان، يجمعهم الفضول والرغبة في تحدي الخوف.
وصلوا إلى البيت في وقت متأخر من الليل، وسط هدير الرياح وصفير الأشجار المتهاوية. كانت الأبواب مغلقة بإحكام، والنوافذ مغطاة بالغبار والأوساخ. دخلوا بحذر، ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم محاطين بالظلام التام.
بدأوا بالتجول في البيت، وكل خطوة كانت تثير صدىًا مخيفًا في الهواء. لم يجدوا أي أثر للحياة السابقة في هذا المكان، سوى رائحة الرطوبة والعتمة الساكنة. ولكن، فجأة، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة تتحرك في الأرجاء، كأنها تناديهم من الظلام.
عندما بدأوا يفتشون أكثر، وجدوا سلمًا يؤدي إلى الطابق السفلي، حيث اكتشفوا غرفة سرية مغلقة. بينما كانوا يحاولون فتحها، تصاعدت الأصوات وتحولت إلى صراخ مرعب. وفي لمح البصر، تلاشت الأضواء، وغمرتهم الظلام بالكامل.
عندما عادت الأضواء، وجدوا أنفسهم في غرفة مظلمة مغلقة، بابها يغلق خلفهم. تبدأ الجدران في الاقتراب منهم ببطء، مما يترك لهم خيارًا واحدًا فقط: البقاء ومواجهة أسرار هذا المكان الملعون، أو الهرب وترك كل شيء وراءهم
بينما كانوا محاصرين في هذه الغرفة المظلمة، بدأوا يشعرون بالخوف يتسلل إلى قلوبهم، مثل الظلال التي تتحرك حولهم. الهواء أصبح مشحونًا بالتوتر، والصراخ المرعب لم يتوقف، بل زادت حدة وتعمقاً، كموجات ضخمة من الفزع تتلاحقهم.
في هذا الظلام الكامل، بدأوا يشعرون بوجود شيء آخر، شيء لا يمكن تفسيره بالكلمات، بل بالحواس الخامسة، شيء ينتظر في الزوايا المظلمة، يتربص بفريسته، وينتظر اللحظة المناسبة للهجوم.
وسط هذا الهلع، اكتشف أحدهم وجود قطعة من الجدار تبدو مختلفة قليلاً عن الباقي. بدأوا في استكشافها بأيديهم المرتجفة، وتمكنوا بصعوبة من فتحها. وراء الجدار، اكتشفوا ممراً سرياً، يبدو أنه لم يكن معروفًا سابقاً.
دخلوا الممر، وكانت الظلامية الكاملة تحيط بهم، ولكنهم استمروا في المشي، يتلمسون الطريق ويتجاوزون الظلمات المخيفة. وبينما كانوا يتقدمون، بدأوا يسمعون أصواتاً أخرى، أصوات تبدو أكثر غرابة ومرعبة، كأنها تتحدث لهم من أبعد ما يمكن تخيله.
فجأة، انتهى الممر في غرفة أخرى، ولكن هذه المرة، كانت مضاءة بشكل غامض. وفي وسط الغرفة، كان هناك ما يبدو أنها أثار قديمة مكسوة بالغبار والعتمة، تنيرها شمعة واحدة تحترق ببطء.
وبينما كانوا يتفحصون الأثاث، وجدوا دفترًا قديمًا موضوعًا على طاولة، وكانت الصفحات ممزقة ومغلقة بإحكام. بدأوا في قراءة ما كتب عليه، ووجدوا أنه يحتوي على قصة مروعة عن عائلة اختفت في هذا البيت، وعن أحداث غامضة وراء اختفائهم.
ومع كل صفحة يقرؤونها، زادت غموض القصة وعمقها، وكأنها تكشف أسراراً مظلمة أكثر مما كانوا يتوقعون. وبينما كانوا مشغولين بالقراءة، بدأوا يشعرون بوجود شيء آخر في الغرفة، شيء يراقبهم، ينتظر الوقت المناسب للهجوم.