عربية العيش الجزء الخامس

عربية العيش الجزء الخامس

0 المراجعات

#عربية_العيش 
#الجزء_الخامس

 
١٠٠ سؤال وسؤال كانوا بيدوروا جويا، وكلهم مالهمش إجابات، مافيش حاجة مُريحة، حتى البيت بقى كئيب ومافيهوش حس زي الأول من بعد موت ابويا، وعشان كده، بعد ما اكلت وقعدت مع امي ومراتي وابني شوية، غيرت هدومي وكنت هنزل عشان اقعد على أي قهوة برة الغورية، واهو بالمرة قولت اعدي على جامع الحسين واصلي العشا هناك، بس بعد ما فتحت الباب وقبل ما انزل، وقفت في مكاني لما لقيت قصاد الباب تلغراف!
وطيت ومسكته وفتحته، وبمجرد ما فتحته، برقت، كان جواه فلوس كتير، بالتحديد خمسة جنيه.. خدتهم ودخلت بيهم لامي وحكيتلها اني لقيتهم قصاد الباب، وطبعًا امي بما انها ست كبيرة وغلبانة، وبما ان برضه حالتنا على القد اوي، فهي خدت الخمسة الجنيه ورفعت ايدها للسما وفضلت تحمد ربنا وتشكره على الرزق اللي بيتبعتلنا من غير ما نعرفله صاحب ده، وفي وقت ما كانت امي بتدعي، فجأة سمعت من الحارة صوت دوشة، زعيق وشتيمة وخبط رزع، فطبعًا ومن غير ما افكر كتير، عرفت ان العركة بين رجالة الكيال ورجالة كارع، رجعت تشتغل.
جريت ناحية الشباك وفتحته وبدأت اتفرج، كنت مركز معاهم وانا بدعي ربنا في سري ان كلهم يخلصوا على بعض، بس مع الوقت ولما الخناقة اتفضت، كان في كسبان وخسران، واحد هيفرض سيطرته على الحارة، والتاني هيعيش الباقي من عمره مشلول، وده بعد ما اتضرب على رجله ضرب شديد اوي، وبسببه، حرفيًا مابقوش نافعين.. طب مين اللي كسب ومين اللي اتوكس؟!، كارع.. العضمة الناشفة بتاعت الحارة واساسها، هو ورجالته كلوا كيال واللي معاه، علقة موت، ومن بعدها، الحارة بقت ساكتة، المولد اتفض، حتى الحكومة لما جت، مالقتش حد موجود، ولما مالقوش حاجة وعرفوا ان كان في خناقة واتفضت، سابوا الحارة ومشيوا، ومع الهدوء والسكوت وضلمة الليل، الناس قفلوا ابوابهم وشبابيكهم وابتدوا يناموا عشان يشوفوا اشغالهم الصبح، وفي نفس الوقت برضه، عشان يستعدوا لليوم الطويل اللي هيبقى مليان حكايات عن العركة وعن رجوع كارع لمكانته اللي يستحقها من تاني، طب وانا؟!، انا زيي زي بقية اهل الحارة، قفلت الشبابيك وباب بيتي، ودخلت على فرشتي وسرحت في السقف، دماغي مابطلتش تفكير عن اللي جاي وعن اللي قتل ابويا، ومن كتر التفكير وشقى اليوم اللي حَل عليا، غمضت عيني وروحت في النوم.
صوت هوا شديد، ومعاه، صوت كلاب كتير من حواليا.. فتحت عيني بالراحة وابتديت ابص، انا ماكنتش في بيتي ولا على سريري ولا في الحارة حتى، انا كنت في حتة ارض فاضية، وقصادي، كان في حد واقف من بعيد، ماكنتش مجمع ملامحه ولا عارف هو مين بسبب الضلمة، يادوب بس كنت شايف هيئته هو وال.. ايه ده؟!، اللي قدامي وعلى مسافة بعيدة  ماكنش الراجل لوحده، ده كان الراجل ومعاه ست، كانوا ماشيين جنب بعض وكأنهم بيتكلموا، ومع مشيتهم البطيئة، الراجل وقف مرة واحدة ولف ورا الست ودبحها، ومش بس دبحها، ده زي ما يكون فصل راسها عن جسمها، لأ، زي ما يكون ايه.. ده هو فعلًا فصل راسها، ايوه، واكبر دليل على كده انه وطى ومسك الراس بإيد، وبالإيد التانية كان بيسحب جثة الست الميتة.. مشي بالعافية وهو بيجرجرها، كان بيقرب مني، وفي اللحظة دي جسمي كان بيترعش وبيتنفض لوحده، ماعرفش ليه حسيت ان اللي انا شايفه ده بشوفه لسبب معين او فيه حاجة تخصني، ورغم احساسي بأني لازم اعرف مين الراجل ده، الا إني خوفت وابتدت ارجع لورا، ووقت رجوعي، اتخبطت في حاجة او في حد، غصب عني لفيت وبصيت عشان اشوفها قدامي، نفس الجثة اللي شوفتها في الحلم اللي فات، بنفس هيئتها، جثة بس من غير راس!
رجعت لورا من تاني بس بخطوات اسرع، كنت عايز اهرب منها بس ماعرفتش، كانت هي اسرع مني، ولما قربت وانا لسه برجع وبحاول ابعدها عني، ومن غير أي سابق إنذار، زقتني بكل قوتها عشان لورا، ولما وقعت، ماوقعتش عالأرض، انا وقعت جوة قبر!
حاولت اقوم واعافر عشان اخرج، ماعرفتش، القبر او الحفرة اللي انا اتحدفت جواها دي، كانت غويطة اوي، غويطة لدرجة ان وانا واقف جواها بطولي، ايديا ماكانتش جايبة نصها، ضلمة ترعب، صوت هوا شديد ومعاه اصوات كلاب، وفوق ده كله، القبر ابتدا يتردم.. ايوه، في حد ظهر من فوق وابتدا يحدف عليا التراب، كان بيدخل في عيني وجوة بوقي، حاولت اصرخ واستنجد بحد يلحقني، مافيش، انا خلاص، كنت بموت، ووقت صرخاتي وتلويشي شمال ويمين، صحيت من النوم، كنت باخد نَفسي بالعافية، والمرة دي، غالية ماكانتش جنبي ولا حد صحاني، انا صحيت لما كنت خلاص بتخنق من التراب اللي دخل في بوقي.
بلعت ريقي ومسحت وشي بإيدي وقعد على السرير، استغفرت ربنا وشربت شوية مايه من القُلة اللي جنبي وبعد كده خرجت، امي كانت قاعدة على الكنبة اللي في الصالة، فصبحت عليها، ولما سألتها على غالية وابني، قالتلي انهم نايمين في أوضتها من وقت الفجر عشان الواد كان بيعيط وغالية كانت عاوزاني انام براحتي، بوست ايديها وبعد كده دخلت الحمام وخرجت فطرت انا وهي، وبعد كده نزلت على أكل عيشي، وبعد ما اليوم خلص، ووانا راجع الحارة، بصيت للي واقفين، كانوا رجالة المعلم كارع مالين الحارة، اما كيال ورجالته، فدول اختفوا والمحل اللي خدوه كان مقفول.. اتمشيت وانا ببص حواليا بقرف وضيق لأن دي الحارة اللي اتقتل فيها ابويا، وقبل ما ادخل من باب البيت، سمعت صوت من ورايا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

10

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة