عربية العيش الجزء الرابع

عربية العيش الجزء الرابع

0 المراجعات

#عربية_العيش 
#الجزء_الرابع 

وامبارح بالليل، اتلموا رجالة كيال على واحد من رجالة كارع ونزلوا فيه ضرب لحد ما عدموه العافية، ومن بعد اللي حصل، كلنا كسكان للحارة، كنا عارفين ان المصيبة هتحصل هتحصل، واهي، حصلت، وبدايتها كانت من عند صوت الدوشة اللي سمعته بعد ما عرفت ان ابويا راح مشوار بالعربية.
وقتها خدت بعضي وخرجت ابص من شباك البيت عالحارة، واللي توقعته لقيته بيحصل قدامي، رجالة كيال ورجالة كارع عمالين يدغدغوا في بعض، بالسلاح الابيض والنبابيت والشوم، مافيش تفاهم، ولا تفاهم ايه، دي مافيش اي كلام ممكن يهدي اللي بيحصل، وفي نفس الوقت برضه، مافيش حد من الأهالي كان يقدر يخرج من بيته او يحوش، بس فجأة، ووانا واقف بتفرج عالعركة، لمحت عربية العيش بتاعت ابويا وهي جاية من على أول الحارة، ركزت شوية وحاولت انده عليه واقوله ارجع، بس ماسمعنيش، ولا حتى كان مركز معايا، ده كان ماشي بالعربية لحد ما وقف في نص العركة بسبب الضرب الشديد، ومع الضرب، وقف ابويا يحمي العربية ويبعد اللي بيتخانقوا عنها.. وفي اللحظة دي، حسيت بالخوف عليه، وبسبب احساسي، دخلت اغير هدومي ونزلتله، وعقبال ما غيرت ونزلت، مالقتش حد من اللي بيتخانقوا، انا.. انا لقيت الأفظع من الخناقة، ابويا كان مرمي جتة جنب العربية ودماغه حرفيًا مفتوحة، ولما بقول حرفيًا، فانا اقصدها، ابويا راسه كانت متكسره لدرجة ان مخه كان طالع لبرة!
قعدت جنبه وفضلت اصرخ زي العيل الصغير، ابويا وكل ما ليا في الدنيا، راح، اتقتل في وسط الخناقة على ايد حد من رجالة كيال، او رجالة كارع، طب مين في دول ولا دول اللي قتله، مش عارف، طب هل لو عرفت، هقدر اخد بتاره!؟.. اكيد لأ، انا اقل بكتير من انا اعمل ده، طب ايه العمل، اسيب الأمر للحكومة وهم اللي يجيبوا اللي عملها؟!، ماشي، هسيب الحكومة تتصرف، بس مع الأسف، الحكومة ماتصرفتش، ده ابويا بعد ما اتشال من اهل المنطقة اللي نزلوا ووده عالمستشفى، وبعد ما اتأكدنا انه مات وغسلناه ودفنناه، الحكومة وبتوع النيابة جم يحققوا ويسألوا، وياريتهم عرفوا يوصلوا لحاجة، مافيش حد، لا من رجالة ده كان بيتكلم، ولا من رجالة ده كان بيعترف على اللي عملها، واخرتها، حق ابويا تاه وسط الاتنين، اما انا، فانا كنت مغلوب على أمري، الغُلب ومسؤولية مراتي وابني، خلوني سيبت الفرن اللي كنت بشتغل فيها، وخدت عربية العيش بتاعت ابويا واشتغلت عليها، كنت بروح الفرن كل يوم الصبح اجيب منها العيش، وبعد كده الف وابيعه للناس جوة الحواري، وبعد كام نقلة، ارجع للبيت وانا معايا فلوس من مكسب العيش، وفلوس من الفرن اللي كان صاحبها بيراضيني بأي قرشين، وهو ده اللي حصل يومها، بعد ما خرجت من الحارة وانا راكب العربية اللي كنت مقلق ومتشائم منها، روحت الفرن وبدأت اشوف شغلي، وبعد ما خلصت، رجعت الحارة بالعربية وانا ببص لرجالة كيال وكارع اللي كانوا اتلموا شوية بعد موت ابويا، نظراتي ليهم كانت مليانة غل وكره، كان نفسي اولع فيهم واحد واحد، لكن اهو.. ماباليد الحيلة، انا فضلت ساكت لحد ما وقفت العربية في مكانها جنب باب البيت، وبعد كده فكيت منها الحمار ووديته العربخانة، ولما ظبطت كل حاجة وطلعت البيت وغيرت هدومي، مراتي قالتلي حاجة غريبة اوي..
-اسكت يامظهر، مش احنا طابخين النهاردة لحمة.
-لحمة!، ودي جيبتوها منين دي، ده البيت ماشي بالزق!
-لأ، احنا ماجيبنهاش، دي امك لما فتحت الباب بعد ما انت نزلت، ووقت ما كانت رايحة السوق، لقت قصاد الباب ورقة فيها لحمة، فخدتها ودخلتهالي ونزلت اشترت الحاجات اللي ناقصانا، ولما رِجعت، عملتهالك على الخضار اللي هي جابته.
-هو ايه اللي لقت ورقة لحمة وعملتهالك على خضار، هي الحداية بتحدف كتاكيت ولا ايه!.. يامااا.. ياام مظهر.
-ايوه ياحبيبي.. مالك.. بتزعق كده ليه؟
-ايه قصة اللحمة اللي انتي لقيتيها قصاد الباب دي؟!
-ده رزق ياابني، رزق وربنا بعتوهولنا، نقول للرزق لأ؟
-رزق ايه ده اللي بيتحط قدام الباب من غير ما يبقى معروفله صاحب؟
-الله اعلم مين صاحبه، بس ربنا هو اللي عالم بحالنا وغني عن سؤالنا.. وبقولك ايه، ماتشغلش بالك وتفكر كتير، غَير انت هدومك وروق نفسك ويلا عشان تتغدا، دي البت غالية عاملالك بامية باللحمة، تاكل صوابعك وراها.
بعد كلام امي مابقتش لاقي كلام اقوله، او بمعنى أصح، انا كان جوايا كلام كتير بس ماينفعش يتقال، ومن ضمن الكلام ده مثلًا، ان ممكن يكون كيال هو اللي بعت اللحمة دي، وده معناه حاجة واحدة بس، اكيد واحد من رجالته هو اللي قتل ابويا، وعشان كده بيحاول يريح ضميره بورقة اللحمة اللي بعتهالنا، انما لأ، مين ده اللي يريح ضميره بلحمة ولا يعمل خير من اساسه حتى لو كان قاتل!، الكيال ده من زمان وهو راجل ناقص، ايديه متعاصة دم وافترا وإتوات من الناس الغلابة، طب لو مش كيال، يبقى مين؟!، عم كارع!، معقول يكون واحد من رجالته هو اللي قتل ابويا، ولما عرف وشاف حالتنا الكرب، بعتلنا لحمة عشان يتصدق بيها علينا؟!

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

10

followers

0

followings

1

مقالات مشابة