قصة "ظل روبرت":

قصة "ظل روبرت":

0 المراجعات

في قرية نائية تحيط بها الجبال، عاش شابٌّ يُدعى "روبرت" كان يُعرف بذكائه ووحشته. عاش روبرت حياةً منعزلةً، وكان يتجنبه أهل القرية خوفًا من غرابة أطواره وشائعاتٍ تُحكى عن ممارسته للسحر الأسود.

في إحدى الليالي العاصفة، سمع أهل القرية صراخًا مرعبًا قادمًا من منزل روبرت. هرعوا إلى منزله ليجدوه ممزقًا إلى أشلاء، وبجانبه جثة فتاة غريبة لم يرها أحدٌ من قبل.

انتشرت الشائعات في القرية عن أن روح روبرت الشريرة ما زالت تسكن منزله، وأن كل من يدخل المنزل يموت بطريقةٍ غامضة.

مرّت سنواتٌ على تلك الحادثة، وظلّ منزل روبرت مهجورًا، ولم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه.

في أحد الأيام، وصل إلى القرية شابٌّ مغامرٌ يُدعى "ماجد". سمع ماجد قصة منزل روبرت، وسخر من الشائعات التي تُحكى عنه. قرر ماجد أن يدخل المنزل ليُثبت للجميع أنه ليس مسكونًا.

في منتصف الليل، تسلل ماجد إلى منزل روبرت. كان الظلام دامسًا، والهواء باردًا، وسيطر الخوف على ماجد.

فجأة، سمع ماجد صوتًا غريبًا، وشعر بوجود شيءٍ يراقبه من الظلام. شعر ماجد بالرعب، وحاول الهروب من المنزل، لكنه وجد جميع الأبواب مغلقة.

بدأ ماجد يركض في المنزل بحثًا عن مخرج، لكنه في كل مرة كان يظن أنه وجد الباب، كان يجد نفسه في ممرٍ مسدود.

ازداد خوف ماجد، وبدأ يتخيل أشباحًا وأرواحًا شريرةً في كل مكان.

في النهاية، وصل ماجد إلى غرفةٍ مظلمةٍ في الطابق العلوي. سمع ماجد صوتًا يناديه باسمه، وشعر بيدٍ باردةٍ تلمس كتفه.

استدار ماجد ببطء، فرأى شبحًا أبيضًا يرتدي ملابس سوداء ويطوف في الغرفة.

صراخ ماجد في تلك الليلة أيقظ أهل القرية، الذين وجدوه ملقى على الأرض أمام منزل روبرت، فاقدًا للوعي.

عندما استعاد ماجد وعيه، روى لأهالي القرية ما حدث له. لم يصدق أحد ما قاله، لكنهم قرروا على أي حالٍ هدم منزل روبرت لكي يطمئنوا.

بعد هدم المنزل، لم تحدث أي حوادث غريبةٍ مرة أخرى. لكن ما زال أهل القرية يتذكرون قصة روبرت المرعبة، وقصة شبحه الذي ظلّ يسكن منزله حتى تمّ تدميره.

بعد هدم منزل روبرت، ظنّ أهل القرية أنهم تخلصوا من لعنة روبرت الشريرة إلى الأبد. لكن ما لم يعرفه أحدٌ أن روح روبرت لم تكن تسكن منزله، بل كانت تسكن جسده.

ففي تلك الليلة العاصفة التي مات فيها روبرت، لم تمت روحه، بل انتقلت إلى جسد فتاة غريبة وصلت إلى القرية في نفس الليلة.

عاش روبرت في جسد الفتاة لسنواتٍ طويلة، متخفيًا عن أعين الناس. لكنه لم ينسَ أبدًا ما حدث له، ولم يتوقف عن البحث عن الانتقام.

في ليلةٍ مظلمةٍ، عاد روبرت إلى أنقاض منزله القديم. وبينما كان واقفًا بين الأنقاض، ظهرت أمامه شبح الفتاة التي ماتت في تلك الليلة.

نظر روبرت إلى شبح الفتاة بأسفٍ، وقال: "لقد أخذتِ حياتي، لكنني سأستعيدها منكِ."

في تلك اللحظة، انقضّ روبرت على شبح الفتاة، وبدأ صراعٌ مرعبٌ بينهما.

في النهاية، تمكن روبرت من هزيمة شبح الفتاة، وطرد روحها من جسده.

شعر روبرت بالارتياح لأول مرةٍ منذ سنواتٍ طويلة. لقد تخلص من لعنة الفتاة، وانتقم لموته.

لكن روبرت لم يكن سعيدًا. فقد فقد هوية الفتاة التي عاش في جسدها لسنوات، ولم يعد يعرف من هو.

غادر روبرت أنقاض منزله، وبدأ يمشي بلا هدفٍ في الظلام.

لم يره أحدٌ مرة أخرى.

لكن بعض الناس في القرية ما زالوا يعتقدون أن روح روبرت الشريرة ما زالت تسكن بينهم، وأنها تبحث عن ضحايا جدد.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

1

متابعهم

11

مقالات مشابة